بقلم :: يارا السلفيوم
قبل البدء في إسكات ضجيج أي فكرة، تحلق فوق قلاع إهتمامك
عليكَ بإفراغ سلال عقلكَ المتورمة من كل ما قَد قرأته مُسبقاً عن فنون الضاد و بطولات الحرف في جُزر العابثين ، أن تنأى بفكرك عن مرمى تلوثهم مبتعدٍ عن فهرسة القذف .
حيث تمارس مع هاجسك الداخلي لُعبة الحذف الناعم ، فـ تطلي أمعاء ذاكرتك البائسة بـ سبيكةٍ .. مقاومةٍ للـ تَرفْ ، تنتف أشجار سجيتها الفائتة ، بدءٍ من أعشاش شمولها الملونة بـ التقادم
لـ تسقط قضايا بلَلها القادم ،إلىٰ أن تلوذ بكْ لأرخبيل ذبولها المتلاصق ، راشقٌ لـ جِرار خمولها ، مسرفٌ في سكب بقايا ثباتها ، المرتجفْ… جالباً لها من عَمالة الأبْجدية ، رهطٌ مجيد ،ْ يعيد إعمار حواسّ الشرفْ …
أو عليك رصفَ خلايا ذوقكَ و مسامات ذاتك ، المتنافرة، كرقعة شطرنج صفراء ، تجذبها من كيدها المُربع ،تبعثر هيبتها أمام جمهور الفقراء ، أو أن تقيم لعرائس الذرة مراسم تتويج ملكية ، تليق بقوامها الفسفسائي بدلاً مِن أَن تُضرم في حقول شفتيها معارك قاتمة ، و تخرجها لتسبح من قماطها الأخضر كـ حُورية طَرية …
فـ ما الألوان الخضراء حينها إلا صِياحاً أنيقاً للـ سُطور المُغماة .. والصفراء منها ، تحدّبٌ و ضُمورٌ !!
أو أن تَدع حرفُك المختال ، عابثاً على اليابسة البيضاء ، يهْطل حبره من ذاك الفضاء المسطر لـ تتعقب جنازته كنقطة متألمة ، للتوقيع و الإمضاء …
و رغم كل هذا الإنهيار، فـ ثمة من أحشائي صبغتها الأسْرار و الافكار بعد أن غزاها مشيب الوجع باكراً، بـ تكهنات قلوية المعنى وشكوك لآذعة التفنيد…
أما عن رصانة أجوبتي .. دوماً
فـ كتمانها حِمْضيٌ ، عنيد !!!!
فلـ تستلم عثراتي أيها الرصيف ..الكفيف
ولنتَسَكّعْ سوياً بـ مَجرتك الملوثة ، نملئ ندبة إسفلتها المرتخية بالدُّمىٰ ،نحقنها بـ عباراتها المُقحمة ،أما عن ألْغام الوَبر ، فلاتخدش ملمسها بـ ظنونك يا حبر ، دع اللغة تلهث وراءك َ ،تنفجر كالرغوة ، تلتقط سيف أنفاسك وتدق عنق الصحوة
و لا بأس مِن بعض تفاصيلٍ و فجوة ! ،
و بـ شيئ مِن حذر داعب المقاييس ولا تكررها ، ورتب نصوصك المُقوسة في كراديس ..
ثُم حَررها ..!!!
اللوحة للفنان العالمي :: ليونيد افريموف