” حاتم محارب
“عزيز القيته غير انخال .. عزقته بكّل بالغربال
” خواطر اثلوبة -مساء الخير يا ثلب – مساء النور يا ثلب .. قالها بهزوة كالعادة ولكن أنا مش امدور.. الثلب وقبل موعد غروب الشمس يحاول فرد عضلاته استعدادا للنوم ولكن كالعادة كان ينتظرني للبوح والتخاطر أمس طبعا زفات وأفراح وزغاريد و دناقي أمس موعد لكشف الأسرار من خلال الشتاوي وغناوي العلم .. فأي حد يبي يعرف اسم فارس الأحلام ما عليه إلا كسر وذنه .. حينها تأتيك المعلومات المفصلة عن القديم أو الجديد .. ستعرف لون لبسته ونوع دخانه وشنو تحليقته .. ستعرف سلسبيل قبيلته وشجرة العائلة .. صدقني حتى رقم كندرته سيكون متاحا لك .. يعني اسمع وخزن بس كما يخزن هذا الثلب ..
هذه التفاصيل يبحن بها الماجدات في حالات العشق التي تصل إلى درجة عشق كل ما يحوم حول فارس الأحلام صاحب الرأس المربع .. عشق أهله وأمه وأخواته وقبيلته وكل شيء .. هذا العشق الذي ينتهي ب: يا نا يا أمك على ما يبدو أن الثلب استمع إلى شتاوي كثيرة جدا يوم أمس ولم يستطع النوم .. ليس بسبب الإزعاج .. وليس بسبب الشتاوة التي أطلقتها إحدى العاشقات اللي ما زالت بالمود القديم عندما غنت:
“التليفون الارضي رن .. رفعته القيته صوت حسن”..
تبا لك ولحسن .. ولكن ما جعل الثلب يتمشى بهذا الشكل اليوم وهو يتدبر في خلق الله من الكائنات البشرية تلك الشتاوة التي اخترقت مسامعه عندما قالت صاحبتها:
“عزيز القيته غير انخال .. عزقته بكّل بالغربال
” إنها خاتمة من خواتيم العشق الذي يجعلك تحس بالانفصام .. المعضلة التي تؤرق الثلب ليس لأن الحبيب طلع من النشويات .. وليس لأنه طلع انخالة التي ربما تكون مفيدة في حرق دهون تلك العاشقة .. يستغرب الثلب ما ذنب الغربال في هذه الحالة؟
ألن يكون الغربال مفيدا في غربلة الجديد؟ الجديد اللي لن يختلف عن القديم كثيرا بحسب معتقدات الثلب .. فالجديد والقديم كلهم دقيق .. والعاشقة من خلال شتاوتها فهي تبحث عن دقيق فارينا .. ليسهل عليها عجنه وخبزه وفي الاخير يتحول إلى خبزة يابسة وجمعه مع خبزة يابسة اخرى ويكون المستفيد الوحيد هو هذا الثلب الجميل
وختاما “انعنّه لاقيها .. في حمرا متمزط فيها”