قصة قصيرة بعنوان لعبة القط والفار@

قصة قصيرة بعنوان لعبة القط والفار@

رشاد علوه المهدي

كانت القطط والفئران مألوفة جدا لدينا بحكم السكن في البلاد القديمة، حيث السكن على حافة غابات النخيل والجردينة الملاصقة للبيت، ووجود الأغنام والدجاج في آخر المنزل، لذلك كل خشاش الأرض كان يزورنا من عقارب وأفاعي وعناكب وخنافس، وكان الكلب أليف جدًا وبحكم هذه العلاقة المتوازنة للبيئة المحيطة، كنا كثيرًا ما نحضر حفلات القط والفأر المتكررة عندما يصطاد القط الفأر، فهو لا يلتهمه مباشرة ولكنه يبدأ في حفلة شبيهة بحفلات (توم وجيرى)، فنحن كنا شهودًا عليها مباشرة، دون كرتون!

فيأتي القط عادة والفأر في فمه، ثم يطرحه أرضا، يهرب الفأر فيعاود لالتقاطه، يعضه ثم يتركه، يقلبه بين مخالبه، يهرب الفأر، يعود القط لالتقاطه ويدحرجه برجليه ثم يقبض عليه بأسنانه، يحاول الفأر البائس واليائس الإفلات، إلا أن القط يقذفه عاليا ثم يلتقطه، ويدحرجه بين قدميه ومخالبه.

 وهكذا تدوم هذه اللعبة التي لا توازن فيها، تذكرك بمدى قدرة القوي في إذلال وإهانة الضعيف الذى لاحول له ولا قوة في السجون والمعتقلات وقسوة الطغاة والمجرمين الطلقاء، إذا تمكنوا من السلاح حيث لا رادع لهم، كيف كانوا يتسلون بقتلاهم قبل الإجهاز عليهم، عندما تسمعهم يستهمون بين قتل الضحية وتركها؛ اقتله! والأخير يقول له اتركه! وهكذا.

حتى تسقط الضحية منهكة، فيبدأ القط وليمته بأن يزدرد الفأر في لقمة أو لقمتين، بعد أن شبع من اللعب والتسلية وإرهاق الفأر المسكين.

تلك كانت قصة القط والفار، توم وجيري، القوي والضعيف

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :