السفير :: محمد العكروت
…من الطبيعي والبديهي ان الموظف الدبلوماسي منذ ان يضع رجله داخل وزارة الخارجيه في بداية خطواته العمليه ، يكون أمله وتطلعه وحلمه ان يتدرج الى ان يصل نهاية السلم الوظيفي وهي درجة سفير .وانا لست نشازا ولا شاذا عن هؤلاء ، رغم ان دخولي للعمل الدبلوماسي جاء صدفة وليس عن سابق تخطيط وتدبير او رغبة وطموح .باختصار …تدرجت في السلّم الوظيفي مثل بقية زملائي ، ابتداء من ملحق الى ان وصلنا الدرجة الثالثة عشر ، وكانت هي درجة سفير ، وهناك فرق بين ان يتم تعيينك سفيراً ممثلا لبلادك ، وبين ان تتحصل على الدرجة ولكن تبقى ينقصك التسمية سفيرا .
عندما تحصلت على الدرجة الثانية عشره ، بدأت الاماني والاحلام تداعب الخيال ،، هه قفزه وتصبح سفيرا ، تم ترقيتي للدرجة الثالثة عشر ، ولكن لم يتم تسميتي سفيرا ، نظرا للاضطراب والخلل الذي حدث في التنظيم التسلسلي للوزاره بعد اختراع قصة امناء المكاتب .واخيرا سنة 2012 تم ترشيحي ضمن سبعة زملاء لتكليفنا سفراء للبلاد ، يا الله واخيرا هاهو الحلم يبرق امامنا ،، لكن حسب نظرية ( القزون ما يفرح نهاره كامل ) ، فقد تم الآتي : تقرر ايفادي ، قائما بالاعمال في مملكة البحرين ، على ان يتم لاحقا تسميتي سفيرا ، وتوكلنا على الله ،، وباشرت قائما بالاعمال في انتظار اعلان تسميتي سفيرا .كان حينها المؤتمر الوطني هو من يقوم بتسمية السفراء ، وكان المؤتمر يريد تسمية بعض الشخصيات المهمة سفراء ، فطلب المؤتمر حينها قائمة الاسماء المرشحه سفراء ( نحن السبعة زملاء ) وكان المطلوب هو حذف احدنا ، ليوضع في مكانه الشخص الذي يريده المؤتمر .
وكانت اسهل الشياه واضعفها هي شاة محمد خليفه العكروت ، اذاً هذه الشاة لا بواكي لها ولن يذرف عليها احدٌ دمعة ،، انحروها ،، ونحروها ،، ووصلني الخبر ، تم تسمية الزملاء الستة ، وتم حذفك .وعليه ، رغم ان درجتي الوظيفية في السلّم هي سفير ، لكن بعد ثنتين واربعين سنه عمل في السلك الدبلوماسي ، لم اتشرف بأن اتقلد منصب سفير …وضاعت الاحلام مع الاعوام ، وهذه ارادة الملك العلّام .