- غالية الذرعاني
إقبار
اقتلعها من بستان مجاور؛ رحمةً لها من الشَّمس المثيرة للظِلال .
أسكنها قصراً بلا نوافذ ، وأغرقها في النَّعيم .
مع ذلك ذبلتْ وماتتْ ، فقد منحها كُلَّ شيء إلا النُّور .
إلى الوراء
صفعوها بـ ( ناقصة ) .
جردتْ دروعها من الدِّين والتَّاريخ ، وراحتْ تركض إلى الشَّمس ليستطيل ظلّها.
نصبوا متاريس الفحولة .
صادروا الدِّين في جيوبهم .
أنكروا التَّاريخ ومزقوه .
ثُمَّ وثَّقوا ظلّها في سجلِ المومسات .
حصار
لأزرع امتداداً كان ينبغي أن أحفر في الأعماق .
بجدٍّ ودون كلل فعلتْ ، حتَّى اصطدم فأسي بظلِّ امرأة أخرى.
امرأة عمرها أكثر من مليوني سنة ، لها نفس ملامحي ، ونفس الأحلام ، ونفس الخيبات أيضاً.
نثرتُ فوقها القبلات والدموع .
انتعش ظلُّها وبدأ يرقص .
ما إن أحسَّ بنا حُراس القطب الواحد ، حتَّى دفنونا معاً تحت أكوام ظِلالهم .
المشاهدات : 245