بقلم :: سالم البرغوثي
قد يكون الحديث عن لقاء القمة الذي سيجمع رؤساء دول الجوار في مارس بخصوص اﻻزمة السياسية في ليبيا سابق ﻵوانه إﻻ وأنه ولكي ﻻننام بين القبور الثﻻث وﻻنشوف منامات وحشة ، علينا أن نستدعي ذاكرتنا المشتتة ونقذف بكثير من اﻻسئلة عن اسباب صمت تلك الدول لست سنوات خلت عن التدخل لحل اﻻزمة الليبية لوﻻ إحساس تلك الدول بالخطر المحدق على مصالحها وخوفا على هزيمة الفريق الذي تناصره في الداخل الليبي و من المفارقات الغريبة أن الجزائر التي شهدت صراع مسلح مع اﻻسﻻميين في يناير 1992 عقب إلغاء اﻻنتخابات البرلمانية عام 1991 والتي حققت فيها الجبهة اﻻسﻻمية لﻻنقاذ فوزا ساحقا مما حدا بالجيش الجزائري التدخل ﻻلغاء اﻻنتخابات مخافة إستﻻء اﻻسﻻميين على السلطة تؤيد مشروع اﻻسﻻميين في ليبيا نكاية في مصر التي تختبيء هي ايضا وراء الجيش بقيادة حفتر كجدار فاصل مع اﻻسﻻميين في الغرب.
أما تونس وإن كان صراعها ضد اﻻسﻻميين مازال قائما مع حزبي النهضة والتحرير لكن دبلوماسيتها عجزت عن وضع خارطة طريق لعﻻقتها مع ليبيا.فتارة تغلق حدودها مع ليبيا مخافة تسرب اﻻرهابيين وتارة اخرى تفاوض مناطق حدودية بعيدا عن حكومة الوفاق لتخفيف الضغط الشعبي وهي بذلك تحاول الوقوف في منتصف الطريق حتى تنضج اﻻمور لكنها في نفس الوقت ﻻتريد الغياب عن القمة خوفا من أستئثار الغريمين الجزائر ومصر بالكعكة الليبية ووفق هذه المعطيات فإن السؤال الذي يطرح نفسه كيف سيكون الحل واﻻفق مسدود والثمن سيكون إما بتنازل مصر عن دعم المشير لمصلحة غريمتها التاريخية الجزائر لتصبح ابوابها مشرعة لﻻسﻻميين وإما أن تتنازل الجزائر عن مناصرة اﻻسﻻميين وتصبح حدودها ذات ال 900كم ساحة مواجهة مع من تخلت عنهم في ساعة ضيق و في كل اﻻحوال فإن هذه الدول ﻻتبحث عن حلول لﻻزمة الليبية بقدر حرصها على مصالحها اﻻقتصادية واﻻمنية حتى لو أدى ذلك للتقسيم إﻻ أنه وفي نفس الوقت فمن الصعوبة بمكان أن نرى حﻻ قريبا في ليبيا مالم تتوافق هذه الدول على صيغة توافقية ذلك ﻻرتباط وأرتهان الداخل الليبي بهذه الدول وإلى أن تتكشف اﻻمور في مارس ليبنى على الشيء مقتضاه فإننا ننتظر مع المنتظرين…