قورينا*….أميرةُ التاريخِ

قورينا*….أميرةُ التاريخِ

شعر :: فاطمة محمود سعدالله

يا أسْطورةَ حبٍّ إغريقيّة

تتدفّأ بين أحضان ” جبل الخصْب”*

تحلّقُ في سمائكِ عصافيرُ الذكْرى

ويصفّقُ الانتظار.. بجناحيْنِ صفا فيهما الاخضرار

أرضك ..تلتحفُ الثلجَ طُهْرا..

وعلى الوجنتيْن ..يتورّدُ

خجلُ الصبايا ليْلَ نهار

أقورينا كنتِ أو سيرينا ؟..فأنتِ

كنْتِ وما تزالين صدًى يهْتف

مشحونا حنينْ..

تقطّرين روحَ العشْقِ

من سنين

عطرا تكتحلُ به أغوار التاريخ

وأهدابُ القمر.. تثملُ شوقا للضّياء

ورغْم احتضار الجمال في الربوع…

“قورينا” أنتِ تطوّقين شمسَ الحلمِ

بذراعيْن تنصهران هالةَ فرحٍ  وحرّية

اخترْتِ شُمَّ الجبال “سيرين”

وبيْن أحضانها الخضر ..تتربّعين

أيّتُها الحوريّةُ الاغريقيّةُ

أمازلتِ تتذكّرين

أفلاطون وقد جاءك عاشقا

يتهادى.. يشهدُ أنك أيْقونةُ الزمان

وأنك مفتاحُ سرّ الأمان ..أتذكرين؟؟

وهذا “أبولو” يرقبُك “قورينا وأنتِ على الأسد تُجْهزين

أخبريني يا نجمةَ الأكوان

كيفَ ظللتِ حبْلى آلافَ السنين

بين الحمامات والمعابد  والأسوار تختالين

تفخرين.. تتغنجين؟

على جدران المعابد تنسابُ الأمطارُ

فتستحمين..

تتطهرين..

تهاديْ ..تطهّري ..تجمّلي

فتاجُك يناديكِ بإصرار..

وما ملّ الانتظار

وأريجُك يعْبقُ في كل مكان

وفخْرُك  رحيقُ حضارة ..تتحدّى الزمان

آهٍ.. “قورينا”.. حفيداتك اليوم ..ينحن..

يشقُقْن الأثواب

عفّرْن جدائلَ العنبر والمسْك

في التراب..

كوتْ قلوبَهنّ الحرائقُ والأحزان

ترمّلْن قبل الأوان..

المعابد والأغوار والأمجاد

لم تحمِ البلاد..

منْ همجيّةِ الجراد..

هل سيعود أفلاطون عاشقا

ليعلّق “فرمان” الحكمة على أسوارك؟

وهلْ ستعبقُ الابتهالاتُ مضمّخةً بأسرارك؟

ثقي قورينا..

ستتعالى في المساجد النداءاتُ

وتنطفئ الحرائق..

ثقي قورينا ستعود الشمس إلى مدارها من جديد

ويتدلّى المجدُ قلادة ..

على جيدك العاجيّ ..فشيِّدي هرم الشموخ في قمم الجبال

عند معبد الحضارة ومعقل الرجال…

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :