تونس :: زهرة موسى
اختتم مساء أمس الأحد المهرجان الذي نظمه المعهد الفرنسي بليبيا وتونس والسفارة الفرنسية بليبيا وتونس تحت عنوان ” من أجل ليبيا ” وذلك بمقر المعهد بشارع باريس في العاصمة التونسية ، احتضن المهرجان موائد مستديرة ، ةمحاضرات ، ومقاه ثقافية ، ومعارض ،وأكلات ليبية وحفلات موسيقية واستمر لمدة يومين متتالين 11 / 12 مارس 2017 .
التقت فسانيا عددا من النخب الثقافية المشاركة من أجل ليبيا في هذا المهرجان ، كانت البهجة المرسومة على وجوههم تتحدى الواقع الصعب لتثبت أن ليبيا الثقافة ، والأدب ، والفن لازالت موجودة وستبقى ما بقيت الحياة على هذه البسيطة .
قال ” خالد درويش ” شاعر ” دعيت من قبل المركز الثقافي الفرنسي بليبيا المقيم في تونس لإحياء أمسية شعرية ، و تقديم نماذج متعلقة بالتراث الليبي ، واختاروا قصيدة أنا الليبي التي تتحدث عن التاريخ الليبي ، أتمنى أن تنال إعجاب الحضور.
أضاف ” أعتبر هذه فرصة نادرة لالتقاء الأدباء ، خصوصا في ظل ما نعيشه اﻵن فأنا شخصيا لم أخرج من مدينتي منذ ما يقارب الثلاثة أعوام وهذا الأمر لم أعتد عليه طوال حياتي ، وعندما أتيحت لي هذه الفرصة ، تشبتت بها فهي فرصتي لأقابل أصدقائي .
أفاد ” مفتاح قناو ” كاتب ” كان هناك حوار عن الأدب الليبي ، في اليوم الأول تحدث الشعراء و قدموا نصوصهم الشعرية ، وفي اليوم الثاني تمت استضافة كتاب القصة والرواية والفنون السردية وتحدثوا عن نصوص فردية لهم كما تضمن المهرجان محاضرات عن الآثار نظمتها الهيئة العامة للآثار والهدف من المهرجان أن يبين للعالم بأن ليبيا ليست أرض حرب فقط بل بها ثقافة أيضا .
وتحدث: القاص ” عمر الككلي مشاركتي كانت بصفتي كاتب قصة وقرأت عدة نصوص مختارة من كتاب ” سجنيات ” وهذه القراءات تخللتها بعض الأسئلة من المنشطين ” الأستاذ عادل الحاج ” و ” السيدة بثينة ” و هذا أتاح لي شرح بعض السلبيات المتعلقة بهذه النصوص .
و أعتبر ” أن المشاركة في هذا المهرجان مشاركة ناضجة ، و الجانب المهم فيها أن المثقفين الليبيين كتابا و فننين يريدون أن يبلغوا رسالة بأن ليبيا ليست للاقتتال فقط ، وليست الخطف والتهجير فقط ، ليست لإضناك حياة الناس اليومية و معيشتهم ، وليست النفط فقط ، بل هناك حراك ثقافي يحاول أن يشق طريقه وسط هذا العبث الحقيقي ، وهذا الجنون الحقيقي الذي دمر الوطن ، وإذا استمر سيدمرها أكثر ويدمر نفسيات الناس ومشاعرهم ، هذه هي رسالة المقاومة الثقافية ، وليست مقاومة بالسلاح بل عن طريق العقل و الثقافة والوجدان الإنساني .
تخللت قاعات المهرجان فُسَيْفِساء جميلة من اللوحات التشكيلية المختلفة لعدد من المشاركين وعلى وقع أوتار الفرق الموسيقية المصاحبة تغنى الحضور بعشق ليبيا الأزلي الباقي رغم الوجع .