بقلم :: محمد بعيو 
كـل مـا يـحـدث مـنـذ فـبـرايـر 2011 ومـا سـيـحـدث حـتـى أمـدٍ يـعـلـمـه الله سـبـبـه الإصـرار عـلـى بـقـاء الـصـيـغ الـقـديـمـة فـي مـمـارسـة الـسـلـطـة، عـلـى مـسـتـوى الـوطـن وفـق الـصـيـغـة الـدولـتـيـة الـمـركـزيـة الـقـديـمة، الـتـي كـانـت تـعـتـمـد عـلـى عـنـصـريـن أسـاسـيـيـن .. الأول هـو الـحـاكـم الـرمـز ذي الـسـلـطـات الـكـامـلـة، تـتـركـز فـي الـعـاصـمـة، ومـنـظـومـات الـسـيـطـرة ذات الـهـيـمـنـة الـمـتـكـامـلـة عـلـى الـبـلاد والـعـبـاد تـتـوزع عـلـى جـغـرافـيـا الـبـلاد،،، والـثـانـي هـو الـتـحـكـم والـتـصـرف فـي عـائـدات الـثـروة الـوطـنـيـة الـوحـيـدة الـنـفـط والـغـاز، وفـق الـنـظـام الـقـديـم مـنـظـومـة بـيـع وتـسـويـق مـركـزيـة، تـوضـع إيـراداتـهـا فـي حـسـاب واحـد لـلـخـزانـة، بـالـمـصـرف الـمـركـزي، يـتـم الإنـفـاق مـنـهـا بـمـيـزان الـسـلـطـة الـعـقـيـم لا بـالـقـسـطـاس الـمـسـتـقـيـم.
الـحـل لـيـس فـي تـوزيـع الـسـلـطـة عُـرفـيـاً بـيـن الـمـتـخـاصـمـيـن الـمـزعـومـيـن، بـل فـي إعـادة تـأسـيـس الـدولـة الـلامـركـزيـة الـمـحـتـكـمـة إلـى حـقـيـقـة الـدسـتـور لا إلـى أوهـام أولـيـاء الأمـور، والـمـسـتـنـدة فـي وجـودهـا إلـى شـرعـيـة الاخـتـيـار عـبـر الانـتـخـابـات لا إلـى الـقـوة والـتـمـكـيـن والانـقـلابـات، والـمـنـتـظـمـة بـمـنـظـومـة الـحـكـم الـمـحـلـي الـواسـعـة الـفـعـالـة، لا بـنـظـام الـفـرد الـضـيـق الـمـركـزي ولا الـسـلـطـة الـمـطـلـقـة الـمـتـركـزة بـأي صـورة كـانـت، ووضـع عـائـدات الـثـروة فـي صـنـدوق واحـد تـديـره هـيـئـة قـديـرة مـن الـوطـنـيـيـن الـخـبـراء الأكـفـاء، بـالـمـصـرف الـوطـنـي الـمـوحـد، يـتـم الإنـفـاق مـنـه عـلـى مـتـطـلـبـات الـحـيـاة والـتـنـمـيـة دون احـتـكـارٍ مـقـيـت ولا مـسـاواة ظـالـمـة.
رحـلـت دولـة أمـس بـكـل تـركـيـبـاتـهـا وتـرتـيـبـاتـهـا، وعـبـث الـيـوم فـي ظـل الـلادولـة سـيـدوم حـتـى نـقـيـم الـدولـة الـلـيـبـيـة الـجـديـدة بـالأفـكـار والآلـيـات الـجـديـدة لا بـالأسـالـيـب الـبـالـيـة والـتـفـكـيـر الـقـديـم.