- محمد عمر بعيو
لا يوجد في غرب لـيـبـيـا منظمات مسلحة مستقلة.
……………………………………
كل من يتابعني يقرأني ويشاهدني ويسمعني يعرف موقفي الواضح والحاسم المنحاز تماماً إلى المؤسسة العسكرية والأمنية الدولتية النظامية الجيش والشرطة والمخابرات والأمن الداخلي والأجهزة البحثية والضبطية، ورفضي التام لوجود ونفوذ المجموعات المسلحة المؤدلجة والقبلية والمناطقية والعِرقية، فحتى مع ضعف الدولة وفشلها وتسلط الفاسدين على سلطاتها المدنية والتنفيذية فإن وجود هذه المؤسسات النظامية ووجود السلطة القضائية {أو مايسمى إجمالاً سلطات فرض الأمن وتنفيذ القانون} هو الضامن الوحيد للشعب ليحيا وللوطن ليبقى.
سبب هذا التأكيد الذي هو ليس بجديد هو اجتماع المبعوث الأممي {الفاشل الذي تحوم حوله شبهات فساد وارتشاء قوية} بعدد من الفاعلين على الأرض كما تحب تسميتهم البعثة الأممية الفاشلة وممثلو قوى التدمير الخارجي للدولة الليبية سفراء ومبعوثو أميركا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا والإتحاد الأوربي، رغم أن ذلك الاجتماع غاب عنه كثيرون ممن يمكن وصفهم بالفاعلين أي الأقوياء والمستقوين على الليبيين بالسلاح وليس بالقانون.
وربما يكون من السياسة والحكمة إدماج تلك المجموعات المسلحة في العمل السياسي، لكن ذلك مشروط بأن يكون لها قادة أو على الأقل ممثلين مؤثرين من أهل السياسة والقانون والحكمة والعقل مفوضين بالتفاوض السياسي المشروع، وليس التقايض المالي والنفوذي أي الصفقات والحسابات وسياسة كم تعطيني من غنائم السطوة وكم أُعطيك منها.
وبحكم المنطق الرسمي على الأقل والذي يمكن قبوله وإن كنا لا نصدقه لم تعد هناك في غرب لـيـبـيـا ميليشيات أو منظمات مسلحة مستقلة عن الدولة، فجميع الذين حضروا أمس والذين لم يحضروا يرأسون أو يمثلون أجهزة وأدوات أمنية متوزعة بين الدفاع والداخلية تتقاضى مرتباتها ومصروفاتها من وزارة المالية، وتحصل على ترقياتها ورتبها المستحقة والعشوائية من القائد الأعلى {الموهوم} ومن وزير الدفاع {الوهمي}، ولهذا فإنهم حين يجلسون ويتفاوضون لا يُعتبرون ممثلين لقوى مستقلة تنخرط في الصراع الذي دمر الدولة ولها مشاريع أو مواقف أو برامج أو أفكار يمكن مناقشتها، بل موظفين عموميين جميعهم مدنيون سيطروا على أجهزة ومؤسسات رسمية ليس بحكم التراتبية والتدرج والكفاءة أو حتى الواسطة من ضمن المنتمين أصلاً إلى تلك الجهات المسلحة والأمنية، بل بحكم قوة الأمر الواقع وقانون القوة لا قوة القانون، ومشاركتهم باعتبارهم مواطنين ليبيين من حق تقرير مصير بلدهم هو أمر مقبول شرط أن تتاح الفرصة لجميع المنخرطين في الشأن العام بالعمل والفكر والصوت والقلم، وليس بالقوة والعنف والطغيان.
نعم وأقولها بأعلى صوت ولا أخشى لومة لائم / توجد مؤسسة عسكرية نظامية شرعية منضبطة هي الجيش الليبي بقيادة {المشير خليفة أبوالقاسم حفتر} تسيطر في معظم الجغرافيا الليبية من حيث المساحة، وتحمي معظم الحدود والمنافذ البرية والجوية والبحرية، وهي شريك أساسي بحكم الحق والواقع في أي عمل سياسي يرتبط بمصير لـيـبـيـا ويهدف إلى إحلال السلام وتأييد الإنتخابات وبناء الدولة، وكان ولا يزال يجب أن يلتحم بها ومعها ضباط الجيش النظاميين في المنطقة الغربية أمثال الفريق محمد الحداد واللواء أسامة جويلي واللواء سالم جحا وآلاف الضباط وضباط الصف والأفراد النظاميين، ليتم توحيد المؤسسة العسكرية الوطنية وتلك هي اللبنة الأولى والحقيقية لبناء الدولة الليبية.
أعود وأقول صادقاً غير خائف ولا مجامل والله يشهد أنا لست ضد مشاركة الشباب الذين اجتمعوا أمس مع باثيلي وغيرهم آخرون في الحوار السياسي والنقاش، لكن شرط أن يشاركوا كمواطنين مستقلين وليسوا موظفين تابعين لحكومة الدبيبات غير الشرعية، ولمجموعة تكالة في مجلس الدولة التخريبية المرتهنة أيضاً لرئاسة الحكومة الدبيباتية..
وهذا فصل الخطاب وموقف ثابت لن أُغيّره مهما كانت الأسباب، ويبقى موقفي مستقلاً تماماً لا يعبر عن أحد ولا غاية له إلاّ قول الحق الأبلج في وجه الباطل اللجلج.
……………………….(مـــــحـــــمّـــــد).