كوني  أنتِ الحلم

كوني  أنتِ الحلم

 بقلم :: إنتصار ابو راوي 

أن تتحرر المرأة من  الصورة النمطية و حالة الأنتظار  التى  أخترعها التاريخ لها ،  معناه ان تخرج من الثابت ، والتراتبية  المتداولة عبر التاريخ  لنموذج وصورة  سجل التاريخ ركونها للثبات فقط ،  فالمتحرك لايمكن ان  يتعايش مع الثابت  وخاصة في  عصرنا الذى يعتبر عصر الصورة أمتياز

فالصورة  التى تروج للمرأة  عبر امبراطوريات الاعلام العالمية وملايين المواقع  العالمية هى صورة ،لاتختلف في صيرورتها عن الصورة القديمة  للمرأة فكلاهما يتجهان الى تأطيرها ضمن صورتين لاثالث لهما  اما الاستعباد أو التسليع  وكلاهما صورة متطرفة ، حسب زاوية كل منهما وخطورة كلا الصورتين التى تترسخ في الاذهان لدى الجنسين ، أنها تشىء المرأة وتحرمها من كينونتها الإنسانية وتعمل على ترسيخ الصورة عبر الاجيال المتعاقبة ، بحيث يغدو الخوف من ان  تكون هذه الصورة الوحيدة التى على المرأة ان تكونها أذا ارادت النجاح في الحياة  وهو  طبعا فكر مغلوط وهدام  ، ويخلق مجتمعات  مستقبلية  متفتتة ، منهارة  ويخلق إمرأة  مهزوزة …محرومة من كينونتها الإنسانية

من هنا  على المرأة أن تعى خطورة  أن تقع في هذا المطب  التنميطى  الذى لايختلف  في رؤيته عن المطب القديم الذى يحجر المرأة ،ويسلخ عنها وعيها وفكرها وإنسانيتها رغم الاختلاف في الاسلوب لدى الفكرين  الا انهما يتفقان في  تفريغ المرأة من كيونتها ..وبالتالى فهما يتفقا في النتيجة .

لذا  غدت مسئولية المرأة في هذا العصر اكبر من كل العصور والعقود الماضية  مسئوليتها بأن  تسعى للخروج من حالة التأطير المحموم التى  يعمل عليها كلا الطرفين بجدية  ودأب وتخطيط ممنهج أيضا

المرأة لايمكن ان تحقق ذاتها وكينونتها  الا من  خلال  الطموح والسعى بمعنى الارادة والمثابرة والتصميم  والاستمرارية  ، لأن مواصلة الطريق الذى تسعى فيه  بان تكون ماتريد لا مايراد لها أن تكونه ، لن يكون أمر سهل   ولا خيار هين بل  هو  خيار وطريق صعب ،ومعبد بالاشواك والحصى التى ستدمى قدميها ،والايدى التى ستطعنها من الخلف ، والاراضى  الرملية التى  تخالها صلبة   فتميد بها وتحاول ان تطيح بها ، وفى الطريق سيسقط الكثير من عيونها لانها كلما سارت لوحدها  كلما أكتشفت الحياة بعيون الحقيقة بدون رتوش …وبدون  رومانتيكية  ولكنها في النهاية ستكسب ذاتها ولن تخون كينونتها الإنسانية !!

فلا تنتظرى أحدا ، ولاتعلقى أمالا  على أحد لتحقيق أحلامك  ،كونى أنت الحلم فليس ثمة أمير ولاسندريلا  الا في  عقول الواهمات ،فلتقذف  فتياتنا الصغيرات الجميلات  حذاء السندريلا القديم ،الذى لازال يتراقص في عقولكن  فليس ثمة منقذ الا ………أنت

لاتنتظرى  أن يهبك أحد حقوقك ..بل كافحى  وحاربى من أجل الحصول عليها

لاتنتظرى أحد …فلا أحد مستعد أن يتخلى عن  احلامه وتطلعاته من أجل ان يحقق أحلامك !!

لاترضى أن تدخلى لعبة الصياد والطريدة ،لأنها لعبة الضعفاء الذين   لايجرؤن على تسمية الاشياء بمسمياتها الحقيقية .

لاتلبسى الأخر صورة من ذهنك  وأفكارك ، لأنك ستصدمين حين تظهر المواقف حقيقة الصورة التى خلقتيها …من فيض أحلامك .

أقفزى وأخرجى من الأطار القديم والجديد ، وأخلقى نمطك المختلف الخاص  الذى سيجعل منك أنت الحلم

سيقصر عن طريقك الكثيرين ……و لن يلمس العمق الا  من خاض صعاب الطريق كى يفوز بمحارات لؤلؤ جمال روحك  المكنون.

لاتنتظرى ولاتعيشى عمرك رهينة إنتظار مايأتى ومالن يأتى تحررى من  لعبة الانتظار وحققى واقعك .

لاتحلمى ……….بل حققى أحلامك

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :