عبدالرحمن جماعة
للوهلة الأولى شعرتُ أن بنغازي كلها تتراقص على أنغام وقع قدميها.
تمشي كقائد جيش عاد للتو منتصراً في أهم معاركه.
شارع فنيسيا كان مكتظاً بها، كانت تملأ المكان بحضورها، وتملأ الهواء بعطرها، وتملأ أعين الرجال بجمالها!.
لا أدري هل عيناها خُلقتا لتنظر بهما، أم ليُنظر إليهما، أم أنهما لأغراض عامة!.
تشمخ برأسها على منارة سيدي خريبيش، مع ما يفصل بينهما من مسافة!.
بدا وشاحها الأصفر قاصراً عن تغطية شعرها المتمرد، فلم يكن بوسع صانع الأوشحة أن يتنبأ بالخوارق!.
كمدفعين من مدافع قلعة عثمانية يتأهبان لقصف عدو مرتقب، يتحركان صعوداً وهبوطاً مع خطواتها الثابتة، وتتحرك القلوب انقباضاً وانبساطاً مع حركتهما!.
خصرها الصائم منذُ أمدٍ بعيد يبدو كجسر رقيق يصل أعلاها بأسفلها.
حينما تتكلم يُخيل إليك أن كل شيءٍ يُرهف سمعه لصوتها الناعم الندي الشجي!.
مضت هي في حال سبيلها، ومضيتُ أنا لا أفكر فيها، وإنما أفكر في نفسي؛ من أنا، وما الذي جاء بي إلى هنا؟!.
……….. اللهم إني صائم!.
المشاهدات : 285