لماذا هكذا… ؟

لماذا هكذا… ؟

أ- عيسي رمضان

نرى اليوم وبوضوح نبذ الآخر المختلف واتهامه إما بالكفر أو الزندقة أو البدعة أو الخيانة على حسب الاتجاه او العقيدة التي يسلكها المرء وعلى المخزون الموجود في دولاب الاتهامات بما يتوافق مع أهوائنا وما نريد إلباسه وما نريد تسمية هذا المختلف طالما أنه لا يتوافق مع أبسط آرائنا أو مبادئنا أو أهدافنا، وهذا النبذ إنما هو نتاج ثقافة مجتمعية مكتسبة من الخارج وغُذيت بالمال والسلطة.

لا فطرة إنسانية سليمة، ولا سلامة معتقد ديني، لأن الله تعالى جعلنا شعوباً وقبائل ولو شاء لجعل الناس أمة واحدة.

ومع تقلبات هذا الزمان تجري أمور على أمتنا العربية والإسلامية من مصائب لا نلتفت لها أبدا ومن المفروظ انها توحدنا كأمة إسلامية موحدة لله وتتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وللأسف نجد الركون والتخاذل وكل طرفٍ يحمل فكرا مغايرا تراه اتجه إلى ركنه واضعاً قدماً على الأخرى ومتّهماً الآخر بكذا وكذا… والسبب؟

لأنه يحمل الفكر الفلاني، فهل وصل بنا عدم تقبل الآخر إلى رفض من يقدم حلاً لمجرد أنه مختلف؟ حتى ولو كان هذا الحل يخدمنا جميعاً بشكل جزئي أو كلي؟ فهنيئاً هنيئاً لعدونا ..فإنا لله وإنا اليه راجعون ..

فاعلم أيها المسلم باللسان عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدعو الناس في مكة اختلف الناس في أمره بين متهم ومكذب ومتجرئ على قتله، فكان عتبة بن ربيعة، يقول لسادات مكة «خلّوا بينه وبين الناس، فإن ظهر فعزه عزكم وإن قُتِل فقد كفيتموه بغيركم» لكي يجنّب قومه الحرب على بعضهم البعض، أعتقد أن عتبة بن ربيعة، رغم كفره وعناده ووقوفه في وجه النبي صلى الله عليه وسلم؛ إلا أنه كان يملك حكمةً لمن خالف رأيه رغم توحّد الغاية والوجهة، وعلى الأقل ترك مجالاً لمن خالف عقيدة آبائه وأجداده لعله يظهر فيكون العز لهم جميعاً، وإلا لم يكن من المعادين له. فإلى أين أيها المتشدق بتطبيق السنة النبوية الشريفة المطهرة من ذاك الكافر المعادي جهارا نهارا لرسول الله صلاة ربي وسلامه عليه ؟.

الإسلام هو أن تسلم وجهك لله رب العالمين وان يسلم المسلم من لسانك ويدك وهمزك وغمزك وأن لاتنظر لمن خالفك مذهبك بعين الازدراء والنقص فالتقوى يراها الله وحده وهي ايمان بالقلب وتطبيق العمل بالجوارح..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :