فسانيا :: عادل الشتيوي
بهدف تقليل استهلاك الطاقة والمياه، وإعادة استخدام المياه والمواد وإعادة تدويرها قدر الإمكان، وكذلك استخدام أنظمة تبريد عالية الكفاءة، والطاقة المتجددة للإضاءة في عدد من الاستادات، ووضع تصاميم تسمح بنفاذ أقصى قدر من ضوء النهار، والحرص على زراعة الأشجار والنباتات المحلية الموفرة للمياه في حدائق الاستادات، إضافة إلى اعتماد استراتيجيات فعالة في مجال إدارة النفايات. يشار إلى أن الاستادات الثمانية التي ستشهد منافسات المونديال قد جرى تشييدها بحيث توفر المياه والطاقة، ونجح العديد من استادات البطولة في تجاوز التصنيفات العالمية في قطاع إنشاء الاستادات من خلال تنفيذ المتطلبات غير الإلزامية للاستدامة. وفي هذا السياق؛ يعتبر استاد راس أبو عبود أحد أوضح الأمثلة على ذلك وسيشكل نموذجاً يحتذى على صعيد مشاريع الاستادات المستدامة في العالم، حيث سيصبح هذا الاستاد الذي يتسع لـ 40 ألف مشجع، الأول من نوعه القابل للتفكيك بالكامل في تاريخ بطولات كأس العالم، ثم الاستفادة من المقاعد والسقف وبقية مكونات البناء الأخرى لإنشاء مشاريع رياضية أخرى داخل قطر وخارجها في مرحلة الإرث بعد إسدال الستار على منافسات البطولة.
وسيرسي هذا النهج الرائد في إنشاء الاستادات المستدامة معايير جديدة في الحد من النفايات. وفيما يتعلق بالعناصر الرئيسية الأخرى التي يعتمد عليها للوصول لمرحلة الحياد الكربوني لمونديال قطر 2022، تأتي الطاقة الشمسية في المرتبة الأولى للمساعدة في تزويد قطر بالطاقة خلال الحدث الرياضي العالمي. وتقوم قطر حالياً بتطوير محطة للطاقة الشمسية بقدرة 800 ميغاوات على مساحة 10 كيلومترات مربعة.
وحال اختتام منافسات البطولة، ستواصل المحطة إنتاج طاقة متجددة نظيفة على مدى عقود، لتسهم بذلك في بناء إرث مستدام للأجيال المقبلة باعتبارها إحدى مشاريع الحد من الكربون.
وتسهم هذه المبادرات وغيرها بدور رئيسي في إرساء إرث مستدام على درجة كبيرة من الأهمية لدولة قطر والمنطقة، كما ستضع الأسس لخطط استراتيجية تشجع على اعتماد الممارسات المستدامة في الأحداث الرياضية في أنحاء العالم بالمستقبل.