جدل واسع في الأوساط الليبية خلفته دعوات الاحتجاج التي دعا إليها، عبد الباسط #قطيط، مرشح رئاسة الوزراء السابق، في 25 من سبتمبر/أيلول الجاري .
قطيط برز لأول مرة عام 2014 كمرشح خلفا لــ”علي زيدان” المقال من قبل المؤتمر الوطني العام السابق في مارس من ذات العام.
بدا قطيط نموذجا غربيا مقربا من دوائر السياسية الأميركية، لكن فشله في الوصول إلى هذا المنصب وغيابه عن المشهد غيب عنه متابعات الإعلام، ليظهر من جديد قبل شهر مكثفاً من دعوته للاحتجاجات والتظاهر في وسط ميدان #طرابلس العاصمة، وللمطالبة بإسقاط #حكومة_ الوفاق ومحاربة ما وصفه بــ”حكم العسكر” في إشارة لمؤسسة الجيش.
ولقيت دعوات قطيط خلال شهر أغسطس/آب الماضي تجاوبا من قبل بعض الليبيين، حيث عكست صفحات التواصل الاجتماعي قبولا لــ”قطيط” الذي وعد بقدرته على التغيير الاقتصادي وتقديم حلول سياسية لإنقاذ البلاد.
غموض حول توجهات قطيط
لكن تصريحات خرجت أخيرا كشفت بشكل جلي عن انتماء “قطيط” للتيار الإسلامي، مما قد يتسبب في سقوطه قبل الوصول إلى موعد الاحتجاجات التي حدد لها يوم 25 من الشهر الجاري.
ظهرت أولى تلك التصريحات للكاتب الإسلامي “علي السباعي” المقرب من المفتي المعزول بطرابلس، حيث صرح قائلا: “سأخرج ضمن الاحتجاجات التي دعا لها قطيط” لتليها تصريحات من المفتي المعزول “الصادق الغرياني”، ضمن برنامجه الأسبوعي بقناة “التناصح”، الخميس الماضي، تبارك دعوات قطيط.
وفي تطور لافت لخلفيات انتماءات القطيط، أعلنت رئيس حكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني السابقة، خليفة الغويل، تعهده بــ”تسليم السلطة لقطيط” دون تفاصيل أخرى.
وتعهد الغويل نقله موقع “عين ليبيا” الإخباري المقرب من جماعة #الإخوان_المسلمين بليبيا، مما زاد من الأسئلة المثارة حول انتماء “قطيط”.
وبالتوازي مع تصريحات الإسلاميين التي تكشف انتماء “قطيط” لهم، أعلنت كتائب حكومة الوفاق رفضها لدعواته، مؤكدة أنها “لن تسمح لمن خرجوا في وضح النهار ومن أوسع الأبواب أن يعودوا في جنح الليل أو من نوافذ لم تفتح لأغراضهم ومآربهم”.
وأشارت كتيبة ثوار طرابلس التي يقودها هيثم التاجوري رجل وزارة داخلية حكومة الوفاق الأول في طرابلس، في بيان رسمي، إلى أن المؤتمر الوطني وحكومته يحاولان الرجوع لطرابلس من خلال “قطيط”.
وكانت #كتيبة_ثوار_طرابلس مدعومة من قوات الأمن المركزي تمكنت من طرد مسلحي حكومة الإنقاذ والمؤتمر من مقارها العسكرية بطرابلس في مارس الماضي بعد قتال ضارٍ دام لأيام .
وقالت الكتيبة في بيانها الذي نشره التاجوري على صفحته الشخصية على #فيسبوك، إنها لن “تسمح لم يحاول المساس بأمن طرابلس وسلامة ساكنيها تحت أي مسمى أو شعار”، مشيرة إلى أن دعوات التظاهر بالعزف على وتر الأحوال المعيشية أو هموم المواطن مرفوض.
وذكر البيان أن “الدعوة للتظاهر والخروج للميادين تحت مسمى حرية التعبير وحق التظاهر السلمي الغرض منه الخروج على النظام العام وإرباك المشهد الأمني وزعزعة الأوضاع”.
ووصف دعوة قطيط ومؤيديه بأنها “دعوات سفهاء الأحلام وأدعياء الوطنية والاقتصاد والنظام”، داعياً مؤسسات الدولة إلى التكاتف من أجل حفظ الأمن والنظام والعمل لراحة المواطن وبث الطمأنينة والاستقرار.
من هو قطيط؟
وقطيط هو عبد الباسط ابن حسن قطيط، القيادي السابق في الجماعة الليبية المقاتلة الذي توفي في معسكرات القاعدة في أفغانستان، ولد عبد الباسط في بنغازي عام 1971 وهاجر مبكرا إلى دول عربية وأجنبية ليستقر في سويسرا كرجل أعمال، وارتبطت أعماله بمجالات الهندسة والتصميم والأزياء.
وعام 2011 قال قطيط، بحسب مقابلة له مع مجلة فورين بولسي عام 2013، إنه ساند الثوار لإسقاط نظام القذافي، وتزوج من سارة برونفمان ولهما طفلة اسمها صفية، وزوجته هي ابنة ادقار برونفمان الملياردير ذائع الصيت صاحب شركة سجرام للخمور والرئيس السابق للكونغرس اليهودي العالمي، والذي يبدو أنه مكنه من ربط علاقات من ساسة أميركيين من أبرزهم السيناتور جون ليبرمان الذي مكنه من الإشراف على حملة علاقاته العامة بأميركا براتب شهري قدره 50 ألف دولار.
وأبرزت تقارير إعلامية أخيرا علاقة “قطيط” الوثيقة بالجماعات الإسلامية من خلال ارتباطه القوي بزعيم حزبي النهضة راشد الغنوشي، والقيادي البارز بجماعة الإخوان الليبية عماد البناني.
وكانت صحف ليبية نقلت عن بروفايل لــ”قطيط” نشر على موقع وكيبيديا عام 2013 وتم مسحه في وقت لاحق بأنه رئيس ومؤسس “سويس إنترناشونال مانجمنت” المهتمة بالعقارات والتنقيب عن النفط والغاز، مشيرة إلى أنها أشرفت على عدد من مشاريع الغاز لصالح دولة قطر.