لِلـرَّئيـسِ التُّركيِّ : أَردوغان..وَأشياءَ أُخرى مِنْ هـذا القَبيـل

لِلـرَّئيـسِ التُّركيِّ : أَردوغان..وَأشياءَ أُخرى مِنْ هـذا القَبيـل

  • طالب ياسين

ذلكَ هو أمرٌ مُحَيِّرٌ في عالَمِ السّياسة ، حينما تَزْدَوجُ المعاييرُ وَتَتَناغمُ أو تَتَناقضُ أو تَتَقاطعُ بشكلٍ حادٍّ ، مع أنَّها هيَ في نفسِ الوقت ، قريبةٌ من بعضِها بعضاً .. فالأعداءُ مُشْتَرَكونَ وَالقواسِمُ المُشْتَرَكةُ الإقتصاديةِ والإجتماعيّةِ والدّينيّةِ ،هي تسيرُ على نَسَقٍ واحدٍ تقريباً .. فَلماذا إذًاً هيَ الخلافاتُ المُصطَنَعَةُ نَغرسُها وَنَزرَعُها ..؟! وَلماذا نُقيمُ حواجزَ العَداواتِ الإفتعاليَّةِ فيما بيْننا وَكأَنَّنا الأَضَّدادُ .. وَنحنُ نسكُنُ جميعاً ، في بيْتِ الإسلامِ الواحد .. وَبِنَفسِ المنطقةِ الجغرافيّةِ ذاتِها .. ذلكَ الذي نَعني به ، في هذا الخطابِ القريبِ ، هِيَ : تُركيَّا الإسلاميّة ..؟!.

تلكَ هي فِكرَةٌ تأخذُنا بعيداً في أعماقِ كُنْهِ السّياسةِ ، وَما قد تَحمِلُهُ السياسةُ في طيَّاتِها من خلافاتٍ ، مع أنَّنا مُتَقاربونَ وَقَريبون من بعضنا ، إلى حَـدٍّ كبيرٍ تَماماً ، وَفي مسائلَ كثيرةٍ وَمُتَعدِّدَة .. وَهيَ سَـتَنْتَشِلُنا من عُمْقِ هذهِ الخلافاتِ السّياسيّة .. إلى أنْ تَضَعَنا في مساراتٍ إقتصاديّة وعسكريّةٍ واحدةٍ مُتلائمةٍ وَمُنْسجمةٍ تماماً ، إنْ نحنُ أخذنا الإعتباراتِ السياسيّةِ من جميعِ نواحيها وَمَناطِقِها ..!.

تُركيَّا هيَ قد ذَهَبَتْ بعيداً ، عن أوْساطِ بيئَتِها الجغرافيّةِ والإقتصاديّةِ وَالإجتماعيَّة .. حينما اتَّبَعَتْ أنماطاً سياسيَّةً وَعسكريَّة لِتيَّاراتٍ حاقدة تمتلكَ المالَ ولا تمتلكُ القوّةَ .. فَوَجدَ هذا التيّارُ في تُركيّا أداةَ عبَثٍ لأطماعهِ .. هذا التيّارُ الذي أوْهَمَ تركيَّا ، أنَّ سوريا هي عبارةٌ عن طريدةٍ من الطَّرائدِ ، وَيَجبُ صيْدُها وَرَهنُها في داخلِ القفصِ الصّهيونيّ ، من أجلِ أنْ ينالَ رِضا أمريكا .. وَلِيَتَمَتَّعَ مِنْ جرَّاءِ ذلكَ بالمُتْعةِ الحسنةِ على حسابِ دَمِ الضَّحايا في سوريا ، وَالفَتْكِ بشعبِها دونَما رحمةٍ أو هَوادَة .. بِوَسيلةِ المالِ الأسودِ النّاقعِ كَسُمِّ الأفاعي المُميتة .. !.

لِلرَّئيسِ التُّركيِّ .. رجب طيِّبْ أردوغان .. هَبَّاتٍ وَهَبَّاتٍ إيجابيَّة .. وَلَمَحاتٍ وَلَمَحاتٍ سياسيّة .. هبَّاتٍ تجاهَ الإسلام .. وَلَمَحاتٌ إسلاميَّة إيجابيّة .. يُعجِبُنا كثيراً في هبَّتِهِ الأخيرةِ ، في الرَّدِّ على الرئيسِ الفرنسيِّ”ماكرون” الذي يُشَجِّعُ على انتقادِ الإسلامِ ، وَيُشَجِّعُ على بَثِّ الرّسومِ المُسيئةِ لرسولِنا الكريم صلى الله عليهِ وسلّم .. فإذاً ما دمتَ كذلكَ أيّها الرّئيسُ أردوغان ، تحملُ هذا الجانبَ الإيجابيِّ للإسلام والدين .. فَلِماذا لم تُكمِلْ مُعادلَتَكَ السّياسيّةِ تِجاهَ سوريا .. وَتِجاهَ مِحوَرِ المقاومةِ .. لِتكونَ بذلكَ قريباً أكثرَ من فلسطينَ وَالقدسَ وَمِنْ موطنِ الإسراءِ والمعراج ..!

فلا يَغُرَّنّكَ أيّها الرّئيسُ التّركيُّ هذا الغربُ الأميركيُّ ولا هذا الغربُ الأوروبيّ .. فَلِمَ تجري وراءَ هؤلاءِ .. وَأنتَ تَمتلكُ لكَ مُنْتَجَعاً إقتصاديّاً واسعا ينطلقُ من سوريا .. إذا أنتَ عالَجْتَ كلَّ قُروحِ وَجُروحِ الماضي ، وَسارَعتَ إلى دمشقَ .. وَوَضَعتَ رِحالَكَ المُتْعَبَةِ في أفيائها الواسعة .. فَدِمشقُ التي صَبَرَتْ على الكُلومِ والجراح ، هيَ لن تَتَوانى عن احتضانِ مَنْ يَمُدُّ يَدَهُ إليْها لاحتِضانِها ..؟

ليْسَتْ هذهِ الإساءَاتُ الفرنسيَّةُ للدّينِ الإسلاميّ وَلِرَسولنا الكريم صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ بِجَديدةٍ في هذا العصر .. وَلكنَّنا لو رَجعنا إلى الوَراء ، خاصّةً إلى العصرِ الأندلسيّ ، نَكتشفُ أنَّ هناكَ إساءَاتٌ إفْرنجيَّةٌ مُتَزاحمةٌ وَشديدةٌ كانت تحـدُثُ في شوارعِ غرناطةَ وَقُرطُبة .. فكانَ نصارى الإفرنجُ من أجدادِ هذا الرّئيسِ الفرنسيّ “ماكرون” يخرجونَ الثَّلاثَةَ منهم وَالأربعة ، إلى شوارعِ المدنِ الأندلسيّةِ ، فَيَسُبُّونَ الدِّينَ الإسلاميّ وَيشتِمونَ الرّسولَ الكريمَ صلى اللهُ عليهِ وسلم .. ثُمَّ حينَ كانَ يَتِمُّ عقابُهُم بالسّجنِ أو بالإعدام .. كانَ يَخرجُ إلى الشّوارعِ ضعفُ هذا العدد في اليومِ التّالي .. وَحينما كانَ يَتِمُّ عِقابُهُم .. كانَ يخرُجُ في اليومِ الذي بَعدَهُ ، عشرونَ نصرانيَّاً إفْرَنْجيَّا مِمَّنْ يُقيمونَ تحتَ حكمِ الحاضرَةِ الإسلاميّةِ في الأندلس . فَيَسبُّونَ وَيَشتِمون .. إلى أنْ أصبحَ العددُ ، يصلُ إلى مائةَ أو مائتَيْنِ من أمثالِ هؤلاء ، الذينَ يَخرُجونَ من أجلِ هذهِ الوظيفةِ السَّيِّئة.. هذهِ هيَ نفسُ مهنةِ ” ماكرون” العدائيَّةِ للدينِ والإسلام .. مِمَّا جَرى التّحريضُ في نهايةِ الأمر ، إلى دعوةِ دولَ أوروبّا من فرنسينَ وبريطانيينَ وألمانَ ، لِتُعلِنَ حرباً صليبيَّةً ضدَّ دولِ الإسلام في المشرقِ العربيّ بقيادةِ البابا .. وذلكَ بِداعي الإنتقام من المسلمين .. مِمَّا نعرفُهُ نحنُ بالحروبِ الصّليبيّة ..!.
فهؤلاءِ الإفرنجُ كَـ : ” ماكرون” الفرنسيّ ، هو ما زالَ يحملُ نفسَ جيناتِ أجدادِهِ من الإفرنج ، الذينَ أوْغَلوا في شتمِ الإسلامِ وَالرّسول صلى اللهُ عليهِ وسلم في عصرِ حُكمِ المسلمينَ للأندلس .. وَأوْغلوا كذلكَ في وُلوغِ دِماءِ المسلمينَ ، في أثناءِ الحروبِ الصّليبيّةِ وفي أثناءِ الإستعمارِ الحديث .. من أوائلِ القرنِ العشرينَ إلى يومِنا هذا ..!.

هذهِ هيَ نُتْفَـةٌ بسيطة من تاريخنا الإسلاميّ مع هؤلاءِ .. ولهذا فنحنُ الآنَ في أَمَسِّ الحاجةِ إلى مثلِ هذهِ المواقفِ الشّجاعةِ الصّادرةِ من الرئيسِ التركيِّ أردوغان ، في هذا الوقت .. خاصَّةً حينما نَجِدُ أنَّ مِنَ الأعرابِ مَنْ تَنَكَّرَ للإسلام وَجلسَ يُحصي عددَ أموالهِ وَدولاراتِهِ ، في دوائرِ التّطبيعِ والتلميع مع الكيانِ الصهيونيّ .. وذهبَ بعيداً وَأوْغلَ بعيداً في صحاري التِّيـهِ الصّهيونيَّةِ وهو ينحدرُ أسفلَ إلى القاع ، ليسَ لهُ شأنٌ .. لا بالإسلامِ .. ولا بِرَسولنا الكريم صلى اللهُ عليهِ وسلم ..ولا بفلسطين .. حينما يَطالُ هذا الهجومُ هذهِ الأركان الثّلاثةِ معاً ..!.

نحنُ لسْنا خائفينَ ولا مُرتجفينَ مِنْ كلِّ هذهِ الحملاتِ الإعلاميّةِ الأعرابيَّةِ سواءٌ على الإسلامِ أو على شخصيّةَ رسولِنا الكريم صلّى اللهُ عليه وسلم .. أو على فلسطينَ وَشعبها أو مسجدِها ، كما ذَكَرنا هذا في مقالٍ سابق .. فهذا الذي ذَكَرناهُ مِنْ هذهِ الثّلاثةِ : رسولُنا الكريمُ صلى اللهُ عليهِ وسلم وَالإسلامُ وَفلسطينُ .. لا نَخْشى على أَيٍّ منهم أبداً من هذهِ الفقاعاتِ الإرتكاسيّةِ الهُلاميَّة .. لأنَّ هذهِ الأركانِ الثّلاثةُ ، الرَّاسيَةِ كالجبال .. لن يستطيعَ إزْعاجَها هذا الذّبابُ الألكترونيّ ، مهما استطاعَ أصحابُ هذا الذُبابُ أو إعلامِيّوهُ ، من امتلاكِ أسبابِ المال أو الدَّعم ، من أجلِ أنْ يَنالوا منها مُجتمعةً أو فُرادى ، لأنَّ هذهِ الأركانَ الثّلاثة هيَ مُرتبطةٌ بِقُوَّةِ السَّماء .. ولهذا فنحنُ مُطمئنُّونَ تَماماً ، إلى أنَّ كلَّ فُقاعاتِ الذّبابِ الألكترونيّ الهُلاميَّة ، هيَ تُعجِبُ ، مَنْ لا يَمتلكُ مَعرفةً حقيقيّةً بِقُوَّةِ ارتباطِ هذهِ الأركانِ الثّلاثة بِقُوَّةِ السّماء .. ولهذا فَالجهلُ بهذهِ الحقيقةِ ، هو مَنْ يُسَوِّلُ لأذهانِ هؤلاءِ الذُّبابيّينَ الألكترونيينَ أو الإعلاميينَ المُزَيَّفينَ ، مِنْ مُهاجمةَ هذهِ الأركانِ الثَّلاثةِ ، التي تمتدُّ أعمِدتُها مُستَمِدَّةً قُـوّتَها من قوَّةِ السّماء ..!.

وَنحنُ حينما نُطِلُّ على ما يَتَفَوَّهُ بهِ الرّئيسُ التّركيُّ أردوغان من دفاعٍ عن الإسلام ، أمامَ الرّئيسِ الفرنسيّ ، الذي ينطقُ بِعِباراتٍ نابِيَةٍ ضدَّ رسولنا الكريم صلى اللهُ عليهِ وسلم ..وَضِدَّ الإسلام حتّى بَلَغَتْ بهِ الجرأةُ أنْ يَتَفَوَّهَ بأَمر ، هو يتعلّقُ بِهَيْكلَةِ الإسلام .. يَعني هذا أنَّ هذا الرّجلَ الفرنسيَّ يُريدُ أنْ يَنْسِفَ الإسلامَ من هياكلهِ المُتعلّقةِ بالقرآنِ.. وَبالرّسولِ الكريمِ صلى اللهُ عليهِ وسلم .. كيْ يَتَفَضَّلَ حَضْرَتُهُ بِرَسمِ دينٍ جديدٍ لنا ، يتلاءَمُ مع مِزاجِ حضرَتِهِ الفرنسيَّةِ .. يَعني أنْ يُلغيَ كثيراً من الآياتِ القرآنية .. وأنْ يُلغِيَ شخصيّةَ رسولِنا الكريم ، من قاموسِ الدّينِ الجديدِ ، الذي يُريدُ أنْ يَخترعَهُ لنا هذا الفرنسيّ .. وَلِكَيْ تخرُجَ النّساءُ عارياتٍ كاشفاتٍ سافراتٍ ، كما ينبغي لِمِزاجِ حَضْرَتِهِ أنْ يكونَ عليهِ هذا الإسلامُ الذي يَتَصَوَّرُهُ .. وَأنْ تُحذَفَ كلّ الآياتِ والسّوَرِ القرآنيّةِ التي تُعَرِّي اليهود .. وَتكشفُ عن عوْراتِهُمُ الأخلاقِيّة ..!!.

الرّئيسُ التّركيُّ نَراهُ أحيانا يقتربُ من فلسطينَ .. وَمِنَ المقاومةِ الفلسطينيّةِ .. وَيقتربُ بعضَ الشَّيءِ من مِحورِ المقاومةِ .. وَيقتربُ كذلكَ من إيران .. معنى ذلكَ أنَّ الرّئيسَ التّركيَّ هو كَمَنْ ينطقُ بالشّهادتيْنِ ولكنَّهُ لا يعملُ بهما .. أيّ بِمعنى آخَر .. أنتَ أيّها الرّئيسُ التّركيُّ أردوغان ، قريبٌ جدَّاً من سوريا .. وَمِنْ مِحوَرِها .. وَمِنْ مِحوَرِ مقاومتِها .. فلماذا تُبْقي على هذهِ الفجوةِ بيْنَكَ وبينَ سوريا .. لماذا لم تعملْ على رَدمِ هذهِ الفجوة لِتَكتَملَ مُعادلَتُكَ السياسيّةِ بشكلٍ إيجابيٍّ ، بعيداً عن كلِّ معاني عمليّاتِ الُّلبْسِ وَالشّـكِّ وَالغُموض ..؟! .

حينما تَجْمَعُكَ أيّها الرئيسُ أردوغان : الجغرافيا بكلِّ أنواعِها البيئيَّةِ والإجتماعيّةِ وَالإقتصاديّةِ بِسوريا .. وَتَجْمَعُكَ المُجاورةُ بها .. فَعَلامَ إذاً الإختلافُ في وُجُهاتِ النَّظرِ السّياسيّةِ والعسكريّة ، فيما يتعلّقُ بيْنكَ وبينَ سوريا .. وأنتَ في واقعِ الأمرِ السياسيّ والجغرافيّ أنتَ الأقربُ إلى سوريا وهيَ الأقربُ لك .. ؟!

عُـدْ أيّها الرّئيسُ أردوغان ، إلى تلكَ السّنواتِ الإقتصاديّةِ ، التي كانت تجمَعُكَ بِسوريا ، حينما كانَ خطُّ الحريرِ، قد أصبحَ قيْدَ التّشكيلِ وَالعَمل .. وَأصبحَ مرسوماً وَواضحاً هذا الخطُّ .. لِيَنْطلِقَ من سوريا ولبنانَ مارّاً بِبَلدِكَ بتركيا .. وَقاصداً إيرانَ .. وَروسيا ..والصّينَ .. وَمُتَفَرِّعاً عبرَ بلادٍ إسلاميّةِ ذاتُ اقتصادٍ مُزدهِرٍ ، كأنْدونيسيا .. وَماليزيا .. وبلادِ الأوزبِكِ والطّاجكِ .. وغيرِها من البلدان .. !.

لِماذا تَحوَّلْتَ أيّها الرّئيسُ أردوغانُ من صفر مشاكل .. إلى ألفِ مشكلةٍ وَمُشكلةٍ مع سوريا بالذّات .. مع أنّكَ تعلمُ أنَّ مصالحكَ في سوريا هيَ ضخمةٌ قد تعكسُ على تُركيّا مئاتِ الملياراتِ مِنَ العملاتِ الصّعبة .. سوقٌ بهذا الحجم قد يُوَفِّرُ لتركيّا وَلِسوريا غطاءً اقتصاديّاً .. فلماذا نَسَفْتَ بِرَمشَةِ عيْنٍ كلَّ الخطوطِ العريضةِ لهذا السّوق .. وَانْسَقْتَ بالمقابلِ في وَسَطِ تَيَّاراتٍ صغيرةٍ بائسةٍ تُريدُ أنْ تَصنعَ لِنفسِها حجماً على خارطةِ الأحداثِ الدَّوْليَّةِ ، هيَ مُعاديةٌ لسوريا تَماماً وَجيَّشَتْ ضِدَّها الجيوشَ بِعَشَراتِ المليارات ، التي ذهَبَتْ هباءً مَنْثوراً دونما أَيَّةُ فائدةٍ تُرجى منها ..؟!.

الرّئيسُ أردوغانُ : ما زالَ الوقتُ لم يَنْتَـهِ بعدُ .. فتستطيعُ العوْدَةَ إلى عَلاقاتٍ وَثيقةً .. لأنَّ القطارَ السوريُّ هو ما زالَ جاثماً في محطّةِ الإنتظار ، ينتظرُ فيمَنْ سَيُراجعُ نفسَهُ بعدَ أُبوقِها تحتَ ظروفٍ وَأُمْنياتٍ لاهبَةٍ ، حرَّضَ عليها أصحابُ الطَّرائدِ ، الذينَ حوَّلوا بلداناً آمنةً مُستقرَّة ، إلى فوضى وَمستنقعاتِ دمٍ في شوارعِ مُدُنِها وأريافِها..!

وَقد تستطيعُ متى شئتَ أنْ تقصدَ المحطّةَ السّوريّةَ وَسَتَرى بعدَ ذلكَ أنَّ كلَّ شيءٍ قد تَغيَّرَ بالنّسبةِ لتركيَّا .. فسوريا بها النّفطُ وَبِها الغازُ وَبها ثَرَواتُ المعادنِ الكبرى .. وَتستطيعُ أنْ تُقلِعَ منها ، عبرَ خَطِّ الحريرِ إلى آفاقِ العالَمِ الشّرقيِّ الواسع .. تَنطلقُ إلى روسيا والصينَ ..عبرَ إيرانَ وماليزيا وأندونيسيا .. من سوريا .. وَهناكَ الكثيرُ وَالكثيرُ ، مِمَّا تستطيعُ أنْ تَفْعَلَهُ مِنْ هذا التَكَتُّلِ الإقتصاديٍّ ، خاصَّةً في هذا الزَّمَنِ الذي يَهْوي وَيَنْهارُ فيهِ الإقتصادُ الأميركيُّ والغربيُّ الأوروبيُّ معهُ ، ولهذا فَمِنَ الأوْلى أنْ تستغلَّ هذهِ الفرصةَ ، لأنَّ سوريا قادمةٌ بِقُوَّة عمَّا قريب ..!!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :