خلال خمس سنوات مرت من عمر الثورة تبادلت على تقلد المناصب السياسية حكومات عدة وخلالها أنتخب جسمان تشريعيان ونتج خلاف بينهما أنتج في نهاية الأمر حكومتان وتشظت البلاد وأصبح الوضع المعيشي فيها من سيئ الى أسوأ توقف النفط شريان الحياة فيها بأفعال المجرمين في حق الشعب بسبب تعنتهم ولخدمة مصالحهم الضيقة وكأنه كتب على هذا الشعب المعاناة الدائمة من ساسته المتعصبين على مر العقود لمصلحتهم الشخصية فقط المتناسين أن ما يسببونه من معاناة قد طالت الأخضر واليابس .
العجيب في الامر أن شعاراتهم وطنية بامتياز ! وأفعالهم دنيئة لم تعد تستحق عناء الفهم والتحليل والتمحيص فهي واضحة جليا للعيان ، تملك المشهد السياسي في البلاد تلك الميليشيات التي شرعنتها الأجسام السياسية المقيتة أو بالأحرى هي من فرضت نفسها لخلق هذا الوضع المزري .
وهنا يتردد السؤال الملح : ماذا تريدوا بالليبيين أيه الساسة ؟
تخوضون معارككم القذرة لتسويق أنفسكم بأنكم أنتم من يستطيع حفظ البلاد وأنتم الوطنيين الذين يعرفون مصلحة الوطن وفضحتكم أعمالكم فما فتأتم حتى أدخلتم البلاد في نفق مظلم يشتد سواده بأفعالكم أنتم وميلشياتكم التي سلطتموها على رقاب العباد … فماذا بعد ؟
البلاد أصبحت على بساط أحمدي واضحة تشتكي ألم أبناؤها الذين خذلوها وباعوها لتكون مرتع خصب لأجندة دول خارجية ، فأنتم جعلتموها وكراً للمجرمين من شتى أصقاع الأرض فها هي سرت وقد أحتلت وهُجر أهلها وها هي بنغازي تحترق وها هي درنة تعاني من حروب استنزفت خيرة شبابنا والجنوب حكاية أخرى مفتوحة ومسرحا يعبث به من قوى خارجية تسرح وتمرح في ثناياه وقد هجروا أبناؤه إيضاً وكم صرخنا من قبل عن ما يحدث فيه ولكن لم تكن لديكم آذان تصغي حينها بل كانت بطونكم شغلكم الشاغل وظننتم ظن الجهلاء أن الأمر بسيط حتى أستفحل الأمر وأصبح هذا الجزء خارج عن ليبيا ولتفاصيل حديثه شجون لا يكفي المقام لسردها وسنتناولها لاحقاً بإذن الله ..
اقتصادنا أنهار ولم يعد قادرا حتى إلى توفير أساسيات المعيشة للمواطن والمخجل لكم أيها السفهاء من برلمان ومؤتمر وحكومتي البلاد أن تنهشوا لحم ميت ألم تخجلوا أيه البرلمانيون وأنتم تتلهفون على نيل المزايا لمناصبكم القذرة وتتقاسمون إرث هذا الشعب المقهور فما كفاكم إهمالكم وتضييع الوطن وخيانة الأمانة التي كُلفتم بها للتتكالبوا مسعورين لنهب ما تبقى من مال هذا الشعب الذي مزقتموه بأجندتكم القذرة شعب مهجر في وطنه وأصقاع الأرض نازحين يلتحفون صقيع الشتاء وحر الصيف وينامون على الأرض دون ما رحمة منكم … أخلفتم ما وعدتم الله عليه وخنتم أمانتكم التي أقسمتم عليها بأغلظ الأيمان ..أوصلتم البلاد والعباد الى الدرك الأسفل فلم يعد المواطن المسكين قادر حتى على الوصول الى رغيف خبز يكفيه شبح الجوع الذي أحاط به ..
والآن تطلون علينا بوجوهكم الصفيقة وكأنكم حمائم السلام لتنهلوا المزيد من نقم الله عليكم فما بارحتم طمعكم لتتسيدوا المشهد من جديد تهرولون الى من جاء من مبعوثين دوليين لتغرسوا شتلات الإجرام في جسد حكومة أصبح ينشدها المواطن بعد أن فقد أمله في أن يستعيد أمنه وحياته بل وتجرأتم بأن تفسدوا كل أمر لا ترونه يخدم مصالحكم أو لا يكون فيه مكان لكم
والآن بماذا ستخبرون أبناؤكم وأحفادكم بما قدمتموه خلال مسيرتكم الحافلة بكل ما يسيئ الى تاريخكم
والآن ماذا تريدون من هذا الشعب وقد وقف على كل ما فعلتموه به وبماذا ستردون وهو من عرفكم عن ظهر قلب وبماذا ستبررون أفعالكم .. لقد كتبتم تاريخكم بأنفسكم وأنتم من أختار السبيل المخزي لتحرقوا كل أوراقكم .. فما خدمتم الوطن إلا لتجعلوه ينأى عنكم بوجهه ويقول لكم الليبيون كفوا نذالتكم عنا وأتركوا لأنفسكم مساحة تسمح لكم بقراءة إنجازاتكم المخجلة … لقد أفلحتم في قهر الوطن والشعب ولكن لن تستطيعوا طمس هذا الوطن ولا المضي في مزيد من قهر هذا الشعب فهو شعب صابراً عليكم ولكن عندما ينفذ صبره ستعتصركم يداه ليمحق أثمكم ويجعلكم في مزبلة التاريخ المظلم فهوا شعب قد رثاء أبناؤه ولكنه لن يقبل برثاء وطن يلعب فيه السفهاء ويتلذذ بآلامه الغرباء .
لم نعد نريدكم ولم نعد نشهي رؤية وجوهكم الشاحبة من جديد فلترحلوا عنا ودعونا نناضل قدرنا بمن تبقى من الشرفاء … ولم أعد أريد منكم جواب لتساؤلي فما رأيناه منكم قد كفى
ابراهيم فرج