سبها : منى توكا.
الأول ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ من كل ﻋﺎﻡ يصادف عيد العمال العالمي والذي ﺃُﻋﻠِﻦَ ﺭﺳﻤﻴﺎً ﻋنه ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1889 ﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺍﻷﻭﻝ. ﻭﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺪﻭﻝ ومن بينها ليبيا ﻳﺘﻢ الإﻋﻼﻥ عن ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻜﻮﻧﻪ ﻋﻄﻠﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﺗﻜﺮﻳﻤﺎً للعمال ودعماً لهم.
ولكن ما الفرق بين الموظف و العامل؟ و هل هناك مجال للإبداع في أشغالهم؟! في هذا الصدد أجرت “فسانيا” استطلاعا مع بعض المواطنين لرصد الآراء ووجهات النظر.
يرى الدكتور أحمد أمنيسي ” أستاذ جامعي ” أن هناك فرقا ما بين المفهومين العامل والموظف بمعنى أن الموظف إن صح التعبير هو من يتولى وظيفة ما في الإدارة العامة للدولة ، أما العامل من يعمل تحت رب العمل مثلاً بشركة أو مصنع.. إلخ .
ويوضح أن الموظف يخضع لقوانين الدولة أما العامل فمرتبط بصاحب العمل، وكما في الشركات الخاصة وما في حكمها في ليبيا.
سالم الحريك
وأضاف أن العامل ينتهي عمله بمجرد إنهاء عقده أو طرده من قبل رب العمل وليست له أي حقوق بالتأمين الصحي وامتيازات أخرى عديدة توجد في الوظيفة العامة.
ويقول: بعد انتقالي من العمل في الجامعة لأحد الأجهزة الإدارية السيادية في الدولة الليبية لم أجد مجالا للإبداع في عملي أذهب للوظيفة وأعود منها للبيت لا شيء أبداً وكما يقول المثل ” جنت على نفسها براقش ” لأنه ليست هناك حالياً بطبيعة عملي أي فسحة للعطاء والإبداع حتى وإن كانت لك أفكار أو آراء أو مقترحات لا يؤخذ بها والكفاءة حالياً لا تعني شيئا بل الوجاهة أكبر وهذا ما نعيشه حالياً وبكل أمانة حالياً أفكر في التقاعد المبكر”.
دوامة الوظيفة
تقول المحاسبة نسرين المزوغي إن الموظف مقيد يشبه في وصفه بالعامل حيث أصبح مكبلا بما يسمى بالوظيفة يدور في دوامتها حتى يصل إلى آخر يوم في الشهر لينال مرتبه ويعود لنفس الدوامة مجدداً، بينما العامل ربما لديه فرصه وأكثر فسحة في عمله خصوصاً عندما يكون العامل حِرفيا ويشتغل لحساب نفسه ، فهو عامل حر لا دوامة لديه” .
وتضيف”لا مجال للإبداع في ليبيا، المبدع سيتم تحطيمه لأنه سيؤثر على مرؤوسيه وسيشكل إبداعه خطراً كبيراً، لهذا فالإبداع يكاد يكون معدوماً.
وتقول: إن الفرق بين العامل والموظف على حسب التعاقد في قانون العمل لو كان القطاع خاصا يسمى عاملا و أما في المؤسسات الحكومية يسمى شاغل الوظيفة فيه موظفا.
الدكتور أحمد امنيسي
تقول المستشارة القانونية فاطمة عبدالنبي :”هي بادرة جميلة ومحفزة أن يكون عيد للعمال في الوقت الحالي رغم أن هناك عديد العمال موظفين وعديد الموظفين عمال أو بمعنى أن هناك من يقوم بكليهما بإرادته أو لضرورة مايقوم به ، فالعمل يتطلب توظيف الجسد والعقل لإنجازه أو لإتمامه والوظيفة التي يقوم بها الموظف هي التزام لتقديم ما يناط به من مهام لإنجاز ما أحيط به من عمل.
وتضيف ” أجد نفسي في المكانين عاملة وموظفة وأحبذ ذلك كون العمل إيمان وأقدر كل عامل يسعى لكسب قوته وإنجاز عمله كذلك الموظفون الذين يحركون سير العمل والوظيفة لانتمائهم الأصيل لوظائفهم”.
ويتابع عبد النبي “العمل الذي أقوم به لعله كان لي حلما أو مسعى لأكون فيه لأقوم بتطبيق ما تعلمته ولأستفيد وأفيد لكن العوائق تمنعنا من الإنجاز وتطفو الرغبة أحياناً كون الفوقية والعنصرية وعدم ضمان الجهد وحمايته سبب من أسباب تراجعنا فالانتماء للمؤسسة يكون بالتحفيز من مسؤول العمل”.
مستمتعة في عملي
الحقوقية سلمى عبدالله تقول: “لم يخطر ببالي أن أسال نفسي يوماً هل أنا موظفة أم عاملة حتى أحتفي بهذا اليوم ، لكني أشعر بمتعة كبيرة وأنا أتابع القضايا الحقوقية لعديد البشر وأشاركهم في حلحلة بعض مشاكلهم حسب ما يتوفر لي”.
وتضيف:” ربما لأنني لا أنظر لما أقوم به بشكل تقليدي أجدني عكس غيري متحمسة لما أقوم به رغم شعوري الدائم بالظلم من مرؤوسيّ لأنه لا يمنحني امتيازاتي ويرى في شغفي وتميزي خطرا عليه لكني مستمتعة جداً بما أقوم به من عمل لم يكن سهلا وكان دائما محفوفا بالمخاطر”
ويصنف الإعلامي سالم الحريك نفسه بين الموظف والعامل ويوضح ” من الناحية الإدارية أعتبر نفسي موظفًا لكن إن جاز الوصف موظف غير مكتمل الوصف ربما لاعتبارات قانونية وإدارية عديدة” .
ويضيف “لا أعرف إن كنت حالياً أخضع لقانون الخدمة المدنية أم قانون العمل في حال خضت أي صراع إداري أو قانوني في الوظائف التي أعمل بها بشكل متعاون حتى الٱن”.
ويرى الحريك أن وجه الفرق الرئيسي بين الموظف والعامل وربما الشائع هنا أن الموظف هو من يعمل في جهة إدارية عامة تتبع الدولة، و العامل هو من يعمل في قطاع خاص خارج الجهاز الإداري للدولة بموجب عقد عمل وبالتالي الفرق الأساسي يكمن في الناحية القانونية والإدارية من ناحية التبعية الإدارية والقانونية.
وخصوصا إن كان هناك مجال للإبداع في عمله يقول ” أجد فسحة للإبداع والعطاء في بعض الأعمال التي تتطلب ذلك خصوصا كما أنني لا أستطيع الاستمرار في أي عمل أو وظيفة لا تمنح فسحة للإبداع والعطاء” .
أما المواطن وسيم اللافي يعتبر نفسه موظفاً موضحاً أن الموظف العام يخضع لقانون الخدمة المدنية بحيث يكون لديه ملاك وظيفي ولكن العامل يخضع لقانون العمل رقم 12لسنة 2010.
وعن فسحة الإبداع في مجاله يقول تتوقف على بيئة العمل من مدير وموظفين فإن كانت إيجابية سيكون هنالك إبداع وإن كانت سلبية فلا وجود للإبداع ،إضافة إلى ذلك الحوافز المادية والمعنوية من شأنها زيادة الإبداع والإنتاجية.
أما الناشط المدني أحمد التواتي يقول ” أنا عن نفسي موظف ولذلك يوجد فرق بين الموظف و العامل وكل لديه شروط تختصر عليها لوائح تنظيمية وكذلك بالنسبة لحقوق كل منهما.
زينب الافي
ويوضح أن الموظف ” هو فرد يعمل بموجب شروط عقد العمل، يمكن الاتفاق بموجب العقد ( كتابياً أو شفهياً ) أو ضمنياً من خلال طبيعة العلاقة، يجب إلزام الموظفين بالقيام بالعمل بأنفسهم، ولا يمكن إرسال بديل لهم أو قيام أحد آخر بعملهم، بينما العامل حالة بين الاثنين ، كونه موظفاً وعاملاً في نفس الوقت، ولكن يمكنه التمتع ببعض الحقوق القانونية الأساسية، ولكن أقل من ا الموظف، ويكون العامل يعمل عند أشخاص لحسابهم الخاص.
وفي جانب الإبداع في عمله يقول التواتي” لا يستمتع الكل بأعمالهم بحيث يستطيعون خلق الإبداع لأنه لاتوجد محفزات تشجع على ذلك في بيئة العمل ، ولكن بالنسبة لي أجد المتعة لأني لربما أحببت أماكن عملي .
الإعلامي صلاح إبراهيم يعتبر نفسه عاملاً وموظفاً بناءً على التعريفات العامة للمصطلحات ويقول” العامل هو من يعمل في القطاع الخاص والموظف هو صاحب الوظيفة الحكومية وأنا أنتمي إلى الطرفين وكذلك لأن العامل هو كل من يبذل مجهودا جسمانيا في وظيفته والموظف هو صاحب العمل المكتبي وبحكم عملي في الصحافة الأمر الذي يتطلب مني بذل مجهود بدني ومن ثم العمل المكتبي من ناحية التحرير أو العمل الفني كالمونتاج وغيره من أمور فنية”.
ويضيف” من وجهة نظري بحكم التطور الذي نشهده في السنوات الأخيرة لا أرى أي فرق بين العامل و الموظف فقط اختلاف لغوي.
أما من جانب الإبداع يقول إبراهيم “الأمر متوقف على الشخص نفسه لو أراد الإبداع وأصر عليه سينجح وسيتمكن من ذلك ويجب أن يجعل من العراقيل والصعوبات المحرك الأساسي والدافع الرئيسي للإبداع وليس العكس ، عن نفسي طبيعة عملي تتطلب الإبداع والعطاء فهي تعد العوامل الأساسية لنجاح العمل”.
أما المواطن أحمد بشير يقول” أعتبر نفسي عاملاً لأني أعمل في القطاع الخاص أو بصحيح العبارة عمل حر وجل أعمالي ليس لها علاقة بربط كتابي أو وثيقة رسمية لذلك لست موظفاً”.
ويرى أن الفرق بين العامل والموظف أن الموظف هو كل شخص يقدم مهمة عملية مستندة بعقد أو وثيقة مبني على اتفاق رسمي وفق أحكام قانونية ثابتة وكاملة.
ويرى أن العامل هو كل شخص يقوم بعمل وفق اتفاق شفوي أو حتى مكتوب في بعض الأحيان وربما قد تكون هناك سياسات قانونية يستند عليها في بعض الأحيان .
رأي القانون
ومن جانب قانوني تقول القانونية زينب اللافي إن العامل في القانون الليبي كل شخص طبيعي يلتزم ببذل جهد تحت إشراف ورقابة جهة العمل لقاء مقابل سواء كان حصة في الإنتاج أو مبلغاً مالياً، أما الموظف هو كل من يشغل إحدى الوظائف بملاك الوحدة الإدارية،وهناك العامل الحدث وهو كل شخص طبيعي بلغ سن السادسة عشرة ولم يبلغ سن الثامنة عشرة.
وتقول بخصوص ساعات العمل فهو الوقت الذي يكون فيه العامل أو الموظف تحت تصرف جهة العمل بما في ذلك الأوقات المخصصة للراحة أو تناول الطعام.
وهناك العمل المؤقت وهو العمل الذي يتطلب بحكم طبيعته إنجازه في فترة محددة لا تتجاوز سته أشهر.
وتضيف هناك العمل العرضي وهو العمل الذي لا يدخل بحكم طبيعته فيما تزاوله جهة العمل من نشاط ولا يستمر أكثر من ستة أشهر في السنة.