مبترداً بناري

مبترداً بناري

  •  إيهاب الشلبي

لِأُنـثى لَم تَكَدٍ تحتَلُّ أحداقي

وتَسكُنُ في بَياضِ دفاترِي

وتُقيمُ هودَجَها

على صَفَحَاتِ أوراقي

وتُرسلُني بريداً

سابِحاً في الشِّعرِ

أقرأُ فِتنةَ الكونِ التي

نسجَ الإلَهُ خيوطَها وتجلَّى

وأسكُبُ من نَدَى كفَّيَّ

خمرَ تَبَتُّلِي

لأُضيءَ وجهي بالتِماعِ السِّرِّ

في مرآتها

وأذوبُ في سُهْدِي

كَشَمْعَةِ ناسكٍ ما بينَ إخفاقٍ وإشراقِ

لِأُنثى

لم تَكَدْ تستَلُّني من غيمتي

برقاً ..لِتُومِضَني

شَفيفاً مثل دمعتِها

ومُغتَسِلاً بِرَقْراقي

لِأُنثى لم تَكَدْ تَعدو

غَزَالَةُ حَرْفِها قُربي

فتَحْفِلُ بارتِعاشِ الومضِ في قلبي

وتجفلُ من صَدَى دقَّاتِهِ

وأنا أرومُ عِناقَ نَرجسِها

فترميني بجمرِ تَعَلُّقي

وأروحُ مُبتَرِداً بناري واحتراقي

تعود إليّ

ثُمَّ تقودني بِدَلالِها

لِضَلالِها وشِقاقي

لِأُنثى لم تَكَدْ..

حتَّى أَضَعْتُ مَفاتِحَ الطُرُقِ التي تَهدي

إلى عنوانِ غُربَتِها وعنواني

ضَلَلْتُ خُطاي يا مَولَى

فأينَ يكونُ مِحرابي

وقبلتُها تُشَتِّتُ دربَ مَن صَلَّى

لِأُنثى دَوَّخَتْ مرآتَها

قبلَ العروجِ ودَوَّخَتْني

ذَكَّرَتْنْي  ذاتَ مَسْرَى مِن يَدَيَّ

بأنَّني أحتاجُها

كالشِّعرِ كي أبقى على قيدِ الهوى

وبأنَّها تَنْتَابُ أوصالي

كما الهذيانِ

كي تبقى على شَفَتِي

ولا تُتْلَى

لِأُنثى لم تَكَدْ تُلْقِي عليَّ جِناسَ معجمِها

لأذهبَ في بديعِ المفرداتِ

إلى طِباقي

تَلتَقي صوتي على شَجَرِ القصيدةِ

حينما بالبَوْحِ

يَهمِسُ غصنُ دُرَّاقي

لِأُنثى ذاتَ ليلٍ باردٍ

حلُمَتْ بدِفْءِ فِراشها

فاستَيقَظَتْ أركانُ غُرفَتِها

على جَرَسِ المُنَبِّهِ

ما يزالُ الليلُ

وقتاً نابضاً برفيفِ سَوسَنِها

أَحَسَّتْ زَهرَها بيدَينِ راعشتين

مرَّتْ فوقَ فاكهةٍ

أوانُ قطافها هَلَّا

برقٌ سَرَى تحتَ الغطاء

يحُكُّ توتَ شِفاهِها بالوردِ

فارتَعَدَ المَدى

ودَنَا الغمامُ.. تَدَلَّى

لِأُنثـى

لم أزَلْ

عَشَّاقَ نهدَيها

اللَّذَينِ أنا رَسَمْتُهُما

على شُـبَّاكِ غرفتيَ الصغيرةِ

مثلَ عصفورَين ظَــلَّا

 ينقُرانِ دمي.. وما مَــلَّا

لِأُنثى من مزاجِ العطرِ

في رئتِي

ومِن سِحرِ الخيالِ إذا تَسَنَّتْ

لحظةُ الوَسَنِ الشَّهِيِّ

 كأنَّها الليلى

لها انبَسَطَتْ خُطوطُ الطُّولِ

عبرَ جهاتِ آفاقي

وراوَغَ سهمَ بُوْصِلَتي

طريقٌ حادَ عن سَمْتِي وعن سِمَتِي

ضَلَلْتُ خُطايَ يا مَولى

ضَلَلْتُ.. ضَلَلْتُ

أَنَّى دارَ وجهي..

وجهُها حَــلَّا .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :