- أ / محمود السالمي
طالما تسآلت عن دور المثقف ؛ ورسالته التي ينبغي له القيام بها؟ ومن هو الذي يجدر به حمل هذه الصفة ؟ وفي تقديري ؛ ان منح صفة مثقف تستلزم شرط قدرته على تنوير الرأي العام ؛ والتأثير فيه ؛ وبعده عن تبني الراي الشخصي في اي طرح ؛ وانما تبني الفكرة دون بهارات شخصية ..
ومثقف السلطة ؛ الذي عاش في بلاطها ؛ واطرته ؛ واسست لقواعد بنيانه الاولى ؛ لا يستطيع ان يبتعد عن ورود حوضها الآسن الا ماندر .. فلا تراه الا محاولا استغلال حدث ؛ لا علاقة له بالثقافة وشؤونها ؛ ليعرضه كشأن ثقافي ؛ ويفترض ان دوره افهام الناس ما الذي يحدث بالتحديد دون ان يطلب منه احد ذلك اعتمادا على انه( المثقف ) الفاهم
الثقافة ؛ لا يخلقها فرد ، ولا يقودها مثقف السلطة ؛ ولا يحدد اطارها راي شخصي .. انما هي نتاج عمل للعقل الجمعي الذي لا يتعدى حدود المثقف فيه دور التنوير ..
لذلك فإن اول علامات فشل المثقف ( ابن السلطة ) هو توهمه بالفهم الدقيق لقضية ما ؛ ليست في حدود وعيه ( كأن يتكلم عن ثقافة التداول السلمي للسلطة ؛ او الديمقراطية في سويسرا ؛ او نظام اللوياجيرغا في افغانستان) وهو ليس ابن لهذه الحاضنة الفكرية ؛ ولا يعرف عنها شيء ..
ثم : محاولة خلط السياسة بالثقافة ستؤول الى نفس النتيجة التي اعطتها خلطة السياسة بالدين .. نظام هجين يعتقد مريده انه مستور وهو عار ..
ايها المثقفون : اكتبوا في شؤونكم .. ودعوا للاخرين فرصة الخوض في شؤونهم .. فلستم اوصياء على هذا المجتمع ..