”  محقرات الذنوب…!!”

”  محقرات الذنوب…!!”

الاستهانة بصغائر الذنوب، كلما رأيت الذنب صغيراً أصبح عند الله كبيراً، وكلما رأيته كبيراً أصبح عند الله صغيراً، لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار،

لذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام: “إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه ” رواه أحمد والطبراني

وتلاحظ اخي المسلم ان العدد الكبير من المسلمين لا يقتلون، ولا يسرقون، ولا يزنون، ما الذي حجبهم عنه الله؟  هذه المحقرات من الذنوب يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه، تماماً لو كان الطريق عريضاً يقدر بستين متراً، وتقود أنت مركبة في وسط الطريق، الصغيرة تعني أن تحرف المقود سنتمتراً، هذا السنتمتر لو ثبته لكان المصير في الوادي، أما الكبيرة أن تحرف المقود تسعين درجة، ولأن الطريق عريض بإمكانك أن تتلافى هذه الكبيرة، وأن تعيد المركبة إلى وسط الطريق. فلا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار : كل شيء تفعله مسطر عليك في كتاب عند ربي لا يضل ربي ولا ينسى، وكل صغير وكبير مستطر أي مسجل عليك. ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾ [ سورة الزلزلة الآية : 7-8 ] للطاعة نورا في الوجه والقلب فالاستهانة بصغائر الذنوب من أخطر الأسباب التي تصيب القلب ، مثل من حياتنا: عندك بيت فيه كل الأجهزة الكهربائية من دون استثناء، فإذا انقطع التيار الرئيسي ثانية انقطعت الكهرباء في البيت، وتعطلت كل هذه الأجهزة، وإذا انقطع التيار ساعة فانها تعادل الثانية في النتائج والفساد، لذلك لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار، لكن الصغيرة سميت صغيرة لأن تلافيها سهل جداً بكلمة أستغفر الله فينتهى الأمر: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [ سورة البقرة الآية : 186 ] قال ابن عباس: “إن للطاعة نوراً في الوجه، ونوراً في القلب، ونوراً في البدن، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للمعصية سواداً في الوجه، وظلمة في القلب والقبر، ووهناً في البدن، وضيقاً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق “. ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ﴾ [ سورة مريم الآية : 96] أي وداً في قلوب الخلق، الخلق إذا أحبوك هذه محبة الله لك، أودعها في قلوب الخلق، واذا كان العكس فاعلم ان المعادلة التي تسير عليها غير صحيحة

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :