الشيخ/ حسين الدبو
تنبيه على عادة مستقبحة منتشرة في مجتمعنا من المظاهر الاجتماعية التي بتنا نراها فى البلاد إعلان الخطبة في منصات التواصل الاجتماعي. يُندب ويُستحب إسرار الخطوبة إلى أن يأتي وقت النكاح والإعلان عليه يقول العلامة محمد مولود بن فال اليعقوبي الشنقيطي في كتابه نظم الكفاف قال:( وتُستحب خُطبة لخاطب وعاقد وقابل لم تُطنِب وكتم أمرها إلى التعاقد وكونه من بعد عصر الشاهد) قال:( وكتم أمرها إلى التعاقد أي أنه يندب كتم أمر الخطوبة إلى العقد ). وفي الحديث الذي رواه الديلمي في مسند الفردوس قال : قال عليه الصلاة والسلام ( أظهروا النكاح وأخفوا الخطبة ( ويشهد له قوله صلى الله عليه وسلم استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ، فإن كل ذي نعمةٍ محسود ) رواه الطبراني لذالك استحب المالكية إخفاء الخطوبة وعدم إعلانها يقول الإمام الخرشي فى شرح مختصر خليل (أما الخِطبة بكسر الخاء يندب إخفاؤها كالختان . وإنما ندب الإخفاء خوفاً من الحسدة فيسعون بالإفساد بينه وبين أهل المخطوبة ) بل في هذا الوقت الذي نحن فيه يجب إخفاء الخطوبة خوفا من السحرة والمشعوذين الذين يسعون في الأرض فسادا ولاسيما بين المخطوبين والأزواج فهؤلاء هم أشد خطراً من الشياطين قال مالك بن دينار (إن شياطين الإنس أشد من شياطين الجن ) وإخفاء الخطوبة فيه صون وحفاظ على كرامة و عفة الفتاة تخيل أنك أيها الشاب تخطب فتاة وبعد أسبوع، أو شهر، أو عام، تفسخ هذه الخطوبة كيف تكون نفسية هذه الفتاة بين المجتمع . خطبتها وشهرت بخطوبتها وبعدها تخليت عنها كيف يكون شعور هذه الفتاة بين أقرانها والمجتمع . نعم كل شيء بالمكتوب وكل فرد يأخذ نصيبه لكن يندب لك أيها الشاب أن تخفي الخطوبة واجعلها فقط بين أهلك وأهل مخطوبتك إلى عقد الزواج (فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف) قال الشيخ سلمه الله : ( وبذلك يعلم أن ما يفعله الناس من إشهار الخِطبة . أي الخطوبة وإقامة الحفل لها ، هو أمر عِلاوة على ما فيه من تكلّف وإسراف وإثقال كاهل الزوجين بنفقة زائدة هو أيضا مخالف لسنّة الخِطبة فى النكاح المطلوب. نسأل الله الإخلاص في القول والعمل.