مدارس سبها :ضريبة الانقطاع والعودة للدراسة يدفعها الطالب

مدارس سبها :ضريبة الانقطاع والعودة للدراسة يدفعها الطالب

  • تقرير :: عزيزة محمد

يعد التعليم من أكثر القطاعات التي تأثرت بانتشار جائحة كورونا ، فمنذ بدء الجائحة و المدارس تغلق لعدة أسابيع وتعاود افتتاحها لأيام ، لم تكن هناك خطة مدروسة من قبل الوزارة لتخطي هذه الأزمة ،والطلبة كانوا هم من يدفعون ضريبة هذا الإغلاق غير المدروس فعانوا من عديد المشكلات ضغطا في المناهج ،وعدم استكمالها ببعض المدارس، في حين اتخذت بعض المدارس خطة واضحة وعملت على استكمال الدراسة و اتباع الإجراءات الاحترازية و توفير بيئة آمنة للطلبة.

رصدت فسانيا خلال هذا التقرير استعدادات مدارس المدينة للدراسة خلال شهر رمضان الكريم و أهم العوائق التي واجهتهم خلال هذا العام :

متى بدأت الدراسة في مدرستكم؟

قال ” حسن علي مدير مدرسة أبوبكر الصديق الابتدائية، بأنه بدأت الدراسة لسنة 2021 يوم 1/15. مما يعني تأخر الدراسة كثيراً للأسف الشديد وهذا التأخير ناتج عن الربكة التي تسبب بها انتشار COVID 19 في ظل الظروف الراهنة.، ومن بعد ذلك توقفت الدراسة لمدة أسبوعين بقرار من وزارة التعليم. وبعد ذلك مددت لأسبوع آخر، وبعدها باشرنا الدراسة وهذا الأسبوع الثالث لنا. وحسب الأمور التنظيمية فإن الدراسة سوف تستمر خلال شهر رمضان في حال لم يستجد أي طارئ.

ماهي الإجراءات الاحترازية التي قمتم بها لضمان حماية الطلبة و الحد من انتشار الفيروس بينهم ؟

أفاد” سيادة الوزير صرف لكل مدرسة مخصصات مالية ولكن ليس لدي العلم بالآلية التي تم اعتمادها، فمثلا أنا لدي بالمدرسة ما يقارب 1320 طالب، بينما القيمة التي صرفت تساوي قيمة مدرسة بها بين 700 و 600 طالب، ولذلك لا أعلم ما هي الآلية التي فعلا تم اعتمادها بهذا الشكل؟؟.

و نحن كمدرسة أبوبكر صرف لنا مبلغ عشرة آلاف دينار. ولكن للأسف حتى الآن لم نتمكن من صرفها، بسبب الإجراءات المصرفية بينما نحن في حاجة لها. ومع هذا نحن نقوم بتوفير بعض الاحتياجات الضرورية بالآجل.

ماذا قدم لكم مكتب التعليم سبها؟

أوضح ” حقيقة أنا شاكر لهم جدا فهم قاموا بتكوين لجنة برئاسة الأستاذ عبدالله صالح الجامط وهذه اللجنة تتابع المؤسسات التعليمية بشكل يومي ونحن كمسؤولين عن المرافق حتى إذا تمكنا من الحصول عليه أو لم نتحصل نعتبر بأننا مسؤولون عنه.

هل أنتم قادرون على استكمال المقرارات الدراسية لهذا العام؟

قال: سنحاول قدر الإمكان نظراً لأننا نقوم بمراجعة ما لم نتمكن من استكماله للعام الدراسي لسنة 2020 بسبب تعطيل الدراسة. بينما كانت هناك دروس تأسيسية لطلاب المرحلة الابتدائية يجب استكمالها لذلك تأخرنا في توزيع الكتب، لكي يتمكن الطالب من استيعاب الدروس للمرحلة السابقة.

هل تعانون من نقص في الكتب والكادر التعليمي؟

أوضح ” بالنسبة للكتب لا يوجد نقص إلا إذا كان هناك نقص في الإحصائية، بسبب عدم وجود منظومات إحصائية دقيقة. ولذلك في بعض الأحيان يحصل عجز. مثلا هذه السنة يوجد لدينا عجز ما يقارب 22 كتابا لمرحلة الصف الخامس. في الحقيقة الوضعية التي نحن فيها غير دقيقة سوف تبين الخلل وعندما نعلم ما هو الخلل بالتأكيد يجب معالجته بالطريقة الصحيحة.

و تابع ” بالنسبة للكادر التعليمي لا نعاني من نقص بل نعاني من لا مبالاة من بعض المعلمين والتسيب السابق الذي حصل وعدم اتخاذ إجراءات صارمة ومنظمة تجعل من الإنسان يعرف قدر مسؤوليته فأصبح الآن الخلط بين المسؤول والمدرس وبين الذي لديه دراية بالعمل والذي ليس لديه دراية. ولكن أرى أنه الآن يوجد عملية فرز للكادر التعليمي. وذكر ” يجب دعم المؤسسات التعليمية دعما تدريبيا ودعما ماديا وفي نفس الوقت خلق أفكار تنمي وترفع من مستوى التعليم كما هو في العالم. الآن دول الجوار تقدمت علينا بشكل كبير بينما نحن أول دولة أدخلت الحاسوب لشمال أفريقيا ونحن تراجعنا، لعدم وجود هدف تعليمي واضح ينهض بهذا القطاع المهم الذي من المفترض أنه يشكل العمود الفقري. أضافت ” المعلمة بالصف الرابع الابتدائي، سعاد عمر حسن المعاناة مع الطلبة، كالإملاء والقواعد أنا كمعلمة صف رابع أعاني من أن الطلبة لم يأخذوا منهج الصف الثالث لذلك يجب أن نقوم بشرح منهج الصف الثالث. ومن بعد نقوم بشرح مادة الصف الرابع وهكذا.”

هل أنتم مستعدون لاستكمال المناهج في حين استمرت الدراسة في رمضان؟

قال ” مدير مدرسة المهدية لمرحلة التعليم الأساسي، للأسف الشديد الدراسة متأخرة كثيراً جدا وتضررت كثيراً بسبب الربكة التي حصلت في ظل جائحة COVID 19 وحتى الآن ليس مؤكدا إذا ما سوف ستستمر الدراسة خلال شهر رمضان. وإذا ما استمرت فنحن على أتم الاستعداد لاستكمال المناهج التعليمية.

انقطاع الدراسة أثر بشكل سلبي على مستوى تحصيل الطلبة. أفادت ” مدرسة اللغة العربية للصف الخامس من التعليم الأساسي ” رشا محمد “بأن العودة للدراسة بعد غياب أكثر من أسبوعين جعل الأطفال ينسون الكثير من الدروس التي سبق وقد أعطيت لهم وهذا يؤثر على سير العملية التعليمية بشكل عام، رغم أننا قمنا بتشكيل مجموعات دراسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالاتفاق مع أولياء الأمور في فترة العطلة إلا أنه للأسف الشديد ليس كل اولياء الأمور متوفر لديهم “نت”. وحتى في ظل استمرار الدراسة نحن مستمرون في الدروس عبر النت وذلك لتكثيف وشرح الدروس و المراجعات لبعض الدروس الأخرى، ونتمنى استمرار الدراسة خلال شهر رمضان ، لكي نستطيع تعويض بعد الدروس.

أفادت ” أم السعد عبدالله معلمة بمدرسة ذات النطاقين أنا كمعلمة أرى بأن التعليم مقصر بحق المعلمين الأكفاء فرغم كل العراقيل إلا أن المعلمين الأكفاء يقومون بعملهم على أكمل وجه، رغم الظلم الواقع عليهم من بعض المديرين. فمثلا كنت معلمة بمدرسة الخنساء، أصبت بوعكة صحية ما اضطرني للسفر للعلاج إلا أني فوجئت باتخاذ إجراءات ظالمة بحقي ، مما اضطرني لمغادرة مدرسة الخنساء، لذلك يوجد ظلم كبير يقع على أغلب المعلمين الأكفاء، فعندما وضع الملاك الوظيفي هؤلاء هم من ركنوهم جانباً، بينما أولئك الذين لديهم محسوبيات ولم يقوموا يوماً بمهنة التدريس هم من تحصلوا على الامتيازات. هل من المعقول أنا معلمة خريجة علم اجتماع منذ العام تعييني سنة 2002

وحتى اللحظة مرتبي فقط 600 دينار ليبي؟ منذ تعييني و أنا ملتزمة بالحضور و أقوم بعملي على أكمل وجه وأعطي الدروس للطلبة في الفترة الدراسية .

أعربت ” التعليم عندنا يعتبر فرض نفوذ وسيطرة أنا لا أدرس تخصصي منذ بداية عملي بهذا المجال و أدرس تخصصات أخرى. لا علاقة لها بتخصصي ، ولا يعاملون المعلمين الأكفاء بالقدر الذي يستحقون. فهل من العدل للمعلمين الذين قدموا ما يقارب 18 عشر عاما من التدريس في هذا المجال أن تكون رواتبهم زهيدة لا تتعدى 600 دينار.

أشارت ” إحدى المعلمات وهي مدرسة سنة ثالثة إعدادي بمدرسة ذات النطاقين، بأن الوقت غير كافٍ لاستكمال المنهج الدراسي لهذا العام رغم أن به الكثير من التلخيص، فتقليص الوقت إلى 35 دقيقة غير عملي ، والطالب نظراً لتعطيل الدارسة مبكراً لسنة 2020 وبدأها متأخراً سنة 2021 ، غير متمكن من المنهج بل تراجع مستواه الدراسي كثيراً للأسف الشديد مما يضطر المعلم لمراجعة أغلب الدروس لكي يتمكن من استيعابها بشكل موسع، فالوقت جد ضيق بينما المنهج متوسع ويجب استكماله.

وذكرت ” معلمة الحاسوب وهي أيضا تدرس بالصف التاسع، بأنه لا تواجهها مشكلة نقص الكتب بشكل كبير فهي حتى اللحظة تدرس الطلبة بكتاب واحد ومع ضيق الوقت. كذلك يوجد ضغط حتى على الطالب. وأضافت” نجوى علي معلمة تدرس مادة التاريخ للشهادة الإعدادية، بأن الوعاء الزمني غير كافٍ لإتمام دروس المنهج خصوصاً لطلبة الشهادة الإعدادية، ولذلك من الصعب أن نكون على نفس الخطة الدراسية ، بما أن الخطة الدراسية مكتظة ويوجد بها أحيانا ثلاثة دروس للحصة الواحدة و35 دقيقة للحصة ككل وقت غير كاف حتى مع الضغط على المعلم والطالب. تابعت ” سالمة معلمة لغة إنجليزية مؤكدة فعلا الوقت أبداً غير كاف فبمجرد أن أكتب الكلمات وأوضح معانيها وأبدأ بشرح الدرس ، حتى يخلص الوقت مع أنه من المفترض لدينا كتاب واجب يجب أن يتم حله، وضيق الوقت هذا غير منطقي وليس له أي معنى بما أن الطلبة ينقصهم الكثير من التوعية ولا يوجد أي عامل يحصر من الكورونا في حال وجودها عند أحد الطلبة ، بحيث حتى أدوات التعقيم معدومة والطلبة بمجرد أن يكونوا مع بعضهم يقومون بنزع الكمامة و يسلموا على بعضهم ويحتكوا مع بعضهم، فلماذا تقليص الوقت الدراسي؟ كان يجب البحث عن بدائل و حلول لهذه المشكلة بدل تقصير الزمن المخصص للحصة .

أشارت ” أغلب المعلمات، قلن بأنه عندما تم إغلاق المدراس بعد قرار حظر التجول بالمدينة لم نكن نلتزم بالحجر واستمرت الحياة عادية فكنا نزاحم في المحلات وفي جميع المناسبات الاجتماعية. لذلك نحن نستغرب قرار إغلاق المدارس وتأجيل الدراسة كل هذا الوقت وتقليص وقت الحصص وحتى دوام الطلبة يوما بعد يوم، فنحن كمعلمات نراها إجراءات لا معنى لها، فالاختلاط يتم بين الطلبة في الشارع وفي المحلات وحتى عند حضورهم للمدرسة وخروجهم منها .

قال ” علي محمد مختار مدير مدرسة القرضابية الابتدائية سبها القرضة بدأنا الدراسة الفعلية 13/ 2 / 2021 وقبلها بأسبوعين أتممنا عملية توزيع الطلبة. والبداية كانت مركزة على الصف الأول الابتدائي حيث قمنا بتوزيع عدد لا يتجاوز 17 طالبا بالفصل الدراسي الواحد .

وأضاف ” قمنا بتوفر المعقمات والكمامات والحرص على تنظيف دورات المياه بشكل جيد وتوفر المياه بشكل جيد بمدرستنا. وتهوية الفصول. ماذا قدم لكم مكتب التعليم سبها؟ أجاب ” التعليم بصفة عامة قدم لنا صكوكا ولكن للأسف لا يوجد سيولة. و قمنا بالتعامل مع بعض المحلات التي تتعامل بالآجل. كيف أثرت الجائحة على سير العملية التعليمية؟ أوضح ” من المفترض أن الطالب يقرأ 5 حصص بينما يتقلص الآن من 4 إلى 3 ، يقرأ يوما بعد يوم ، الطالب يجب أن يدرس يومياً ، الكادر التعليمي يعاني من تشتت الطالب بسبب الدراسة يوما بعد يوم الآن الطالب يعتقد بأنه بعد كل يوم دراسة يوم عطلة ولذلك على الأغلب لا يذاكر ولا يفتح الكتاب مما يجعل مستوى استيعابه للدروس يتراجع وهذه مشكلة تعانيها أغلب المعلمات.

وأضافت” أميرة نوري معلمة في مدرسة الكرامة الابتدائية ” من ضمن التحديات في العام الدراسي التأخير الذي حدث نتيجة لانتشار جائحة كورونا وكذلك المنهج لم يتم تصميمه وتقليصه بما يتماشى مع التأخير ، و أيضا الطلبة الكثير منهم ليس لديه رغبه بالدراسة وطول الوقت يسالون عن موعد العطلة. أظهرت ” شريحة كبيرة من المعلمين تعاني من عدم الرغبة أساسا في أداء مهمتها، أضف عليهم الأهل هناك شريحة كبيرة يريدون إرسال صغارهم للمدرسة حتى يرتاحوا منهم لبعض الوقت ، و لا يتعاونوا معك كمعلم في متابعة المنهج ، بمعنى أن هناك بعض النقاط من الضروري لكونك ولي أمر أن تكون في الصورة و متعاونا مع المعلم ، وستساعد ولو بالشيء البسيط فالمعلم كان عطاؤه 90% وكل شيء عليه ، و لكن الآن الوضع اختلف وهو بحاجة لتكاثف حقيقي حتى يكتمل العام الدراسي بأقل أضرار وبأكثر تحقيق الهدف.

بينت ” عائشة مفتاح الاجتماعية بمدرسة أبو بكر الصديق، بأنه للأسف الشديد أنا لا أرى دعما للتعليم ينقصنا فعلا الكثير من المستلزمات الصحية الضرورية مثل مواد التعقيم والتنظيف، فمثلا حتى بعض دورات المياه مغلقة وغير صالحة للاستخدام والنظافة بشكل عام. وأفادت” يوجد بالمدرسة تريلات تستخدم كفصول دراسية وهي غير متهيئة وغير صالحة للتدريس ولا الطالب حيث أنها صغيرة جدا وتكون ساخنة جدا بفترة الصيف وباردة بفترة الشتاء حيث لا يوجد بها لا أبواب ولا نوافذ، بعد تعرضها للسرقة.

وتابعت ” كذلك لدينا نقص في تجهيزات مكتب الأخصائيات، بحيث نحن 6 أخصائيات يوجد لدينا فقط كرسيين لا أكثر فمكتبنا يحتاج لتجهيز لازم، و نحن نحتاج لهذا التجهيز من أجل التمكن من القيام بعملنا، الآن لا يوجد كرسي حتى يجلس عليه الطالب في حال احتاج طالب لأمر ما. وكذلك لدينا نقص ببعض الكتب.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :