- نيفين الهوني
حلب جوهرة الشرق ومهد الحضارات 3
المعالم الدينية المتعددة في المدينة
حلب، المدينة السورية العريقة، تزخر بالمعالم الدينية التي تعكس تاريخها العريق وتنوعها الثقافي والديني وتُبرز هذه المعالم التنوع الثقافي والديني في حلب، وهي شاهدة على التعايش الذي ميّز المدينة عبر القرون. كما أنها تلعب دورًا هامًا في جذب السياح والباحثين في تاريخ العمارة والفنون الإسلامية والمسيحية. و أبرز المعالم الدينية في حلب: الجامع الأموي الكبير وهو من أقدم وأهم المساجد في حلب، ويعود تاريخه إلى القرن الثامن الميلادي. ويتميز بمئذنته الشهيرة وقاعة الصلاة الواسعة، والفناء المزخرف. حين زرت الجامع الأموي الكبير: التحفة معمارية تعكس الطراز الإسلامي العريق كان هناك شعورا بالأمان وعمق الايمان خيطا خفيا يجذبك لشعشعات نورانية تملأ الوجدان وتضفي ضياء على المكان الجامع الأموي الكبير، بمآذنه الشاهقة وساحته الواسعة، هو قطعة معمارية تنطق بالروحانية والجلال. وعلى مقربةٍ منه، كنائس قديمة تحمل بصمة المسيحية الشرقية، حيث تتداخل الطرز المعمارية لتظهر التسامح والتعايش والتنوع الثقافي والديني في المدينة والذي ميز حلب عبر العصور كانت صديقتي سوزان عيسى تشرح لي عن تاريخ الانشاء وتفاصيل البناء وأنا أشعر بأنني قطرة ندى في فضاء كوني كبير .
أما كنيسة الأربعين شهيدًا الأرمنية : فتعد من أقدم الكنائس الأرمنية في حلب، إذ بنيت في القرن الخامس عشر وتتميز بتصميمها المعماري الجميل وأهميتها للمجتمع الأرمني في المدينة. ففي قلب المدينة العريقة، حيث تهمس الجدران بحكايات الزمن، تقف كشاهد عصر يحمل في أحجاره عبق التاريخ وأريج الإيمان. فقد بُنيت الكنيسة في القرن الخامس عشر، وتحديدًا عام 1491، في حي الجديدة، ذلك الحي الذي احتضن الجالية الأرمنية منذ قرون. حملت الكنيسة اسم الأربعين شهيدًا تخليدًا لذكرى الجنود الأرمن الذين استشهدوا في سبسطية عام 320 ميلاديًا بسبب تمسكهم بإيمانهم المسيحي وكانت الكنيسة عبر الزمن منارةً ثقافيةً ودينيةً، حيث لم تقتصر رسالتها على الصلوات والمراسم الدينية، بل كانت أيضًا متحفا للمخطوطات النادرة والمدارس التي خرجت أجيالًا من العلماء والمفكرين. وليست هذه الكنيسة الوحيدة فكنيسة مار إلياس الكاثوليكية تقع في ذات الحي ، وهي من الكنائس البارزة في حلب. وتشتهر بهندستها الفريدة وأيقوناتها الجميلة. وكنيسة القديس سمعان العمودي التي تعد واحدة من أقدم الكنائس المسيحية في العالم بنيت في القرن الخامس الميلادي. وكنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس تقع في حي السريان.وهي مركزًا دينيًا وثقافيًا مهمًا للطائفة السريانية والكنائس في حلب ليست مجرد حجارة مصفوفة، بل هي نبض من الإيمان، ورمز من رموز العيش المشترك في مدينة جمعت في أزقتها كل أطياف الإنسانية. إنها شهادة على أن الإيمان لا يُهدم، والتاريخ لا يُمحى، والجمال يبقى خالدًا مهما عصفت به رياح الدهر وعلى الرغم من أن هذه المعالم هي الابرز دينيا في المدينة الا أن حلب لا تخلو من معالم أخرى كانت شاهدا على عصور مرت وتاريخ عريق وتنبىء بمستقبل زاهر بإذن الله مثل مسجد الأطروش ويعرف أيضًا بمسجد السلطانية، ويقع في حي الفرافرة وقد بُني في القرن الرابع عشر. وضريح النبي زكريا الذي يقع داخل الجامع الأموي الكبير، ويعتقد أنه يضم قبر النبي زكريا عليه السلام.ومدرسة الكلتاوية من المعالم الدينية والتعليمية وتضم ضريح الشيخ أبوبكر الكلتاوي والزاوية الهلالية من أبرز الزوايا الصوفية في حلب، وتقع في حي البياضة. ومسجد باب النصر ويقع قرب باب النصر في المدينة القديمة. وتكمن اهميته كونه معلم ديني أثري.