- د / شوقي ناصر
نَظَرَاتٌ فِي المُشْكِلَة. قبل أعوامٍ أربعة ألقيت محاضرة في كلية التربية بغات حول أطروحتي للدكتوراة حينها، وحذرت من أخطار السيول التي يمكن أن تجتاح أجزاء واسعة من مدينة غات الحديثة (وغيرها من المراكز العمرانية بالمنطقة)، وقد خصصت الفصل السادس من تلك الأطروحة لقضية الأخطار الجيومورفولوجية في وادي تنزوفت (تقع غات في قاعه)، وأول هذه الأخطار هو خطر السيول. وقد قمت باستنباط مجاري السيول المحتملة في المنطقة باستخدام المرئيات الفضائية من نوع نماذج الارتفاعات الرقمية (DEM) وقد اتضح أن معظم المراكز العمرانية في المنطقة تقع في مجاري السيول، ولا سيما الأحياء الحديثة. لقد كان القدماء أقدر على تحسس الأخطار من الأجيال الحالية؛ فغات القديمة بُنيت على تلّ مرتفع يسمى جبل كوكمن، وكذلك حي تونين القديم.! ولكن ما الحل وقد وقع المحظور؟ بلا شك لا يمكن إزالة أحياء ومنشآت كاملة كلفت مئات الملايين وربما المليارات! لكن يمكن التحسب للمستقبل بعدة إجراءات نقترحها على المجلس البلدي غات وأهالي المنطقة الأعزاء: 1- التوقف عن البناء في المنخفضات فوراً. 2- على البلدية أن تقوم بدراسة توضح أخفض المواقع والمناطق المهددة بالسيول وتضع إشارات واضحة عليها (نحن على استعداد للمشاركة في ذلك). 3- تتوقف البلدية عن إصدار تصاريح البناء في تلك المناطق. 4- تنفيذ مشروع صرف مياه السيول في الشوارع عبر إنشاء قنوات مكشوفة أو مغطاة تصرف مياه الأمطار والسيول إلى خارج المناطق السكنية. 5- تنظيف وتهيئة مجاري الأودية وإزالة التعديات عنها. 6- إنشاء قنوات لصرف المياه أسفل الطرقات في مناطق التقائها بمجاري الأودية. وفق الله المجلس البلدي غات على القيام بخدمة البلاد والعباد. يتبع إن شاء الله. تضمنت أطروحتي للدكتوراة خريطة توضح مواقع أخطار السيول ومنها أجزاء من مدينة غات وبَلدِيّتَيْ تهالا وإيسين. تبين المرئيات الفضائية أن بعض أحياء غات وإيسين معرضة لخطر السيول (الخطوط الزرقاء على المرئية تمر في أخفض النقاط وقد تم استنباطها من خلال تحليل نماذج الارتفاعات الرقمية (Digital Elevation Model). لاحظ أن غات القديمة بنيت على مرتفع بعيد عن قاع الوادي، فمتى نستلهم الحكمة من القدماء؟