- نيفين الهوني
تحدثنا في الجزء الاول عن مدينة مرسى مطروح وأجمل الاماكن السياحية فيها والتي تجولت فيها رفقة صديقتي الاعلامية الليبية عفاف عبدالمحسن ولأن المدينة زاخرة لم تكفيني الزاوية في استكمال الحديث عنها وعن الحياة فيها وقبائلها وأصولهم وطريقة معيشتهم وطعامهم فمرسى مطروح، الواقعة على الساحل الشمالي الغربي لمصر، ليست فقط مدينة ساحلية ذات شواطئ خلابة، بل أيضًا موطن لتراث قبلي عريق يمتد لآلاف السنين. تعكس الحياة هناك مزيجًا فريدًا من الأصالة البدوية والحياة المدنية المعاصرة، وتتميز بطابع ثقافي واجتماعي خاص جدًا.
فمثلا طوال الطريق وكلما توقفنا لشراء شيئا ما أو تم استدعائنا لمنزل فيها كنا نسمع كلمات ليبية بلكنة ونغمة مصرية فلاهي باللهجة المصرية ولا هي بالليبية القح والأغرب أن القراءة باللغة العربية الفصحى بها بحة ليبية أثناء الإلقاء خاصة في نشرات الاخبار المنبعثة من اذاعتهم في التاكسي وذلك لآن مرسى مطروح تصنف في مصر من أهم معاقل القبائل البدوية ، والتي تنتمي في معظمها إلى القبائل العربية التي جاءت من شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا.
أبرز هذه القبائل: حسب ذاكرتي السمعية التي إلتهم خريف العالم العبري نصفها إن لم يكن أكثر من ذلك قبيلة أولاد علي وهي القبيلة الأكبر والأكثر انتشارًا في مطروح. تنقسم إلى عدة بطون وفروع على سبيل المثال لا الحصر : أولاد علي الأحمر، وأولاد علي الأبيض، والقطعان، والمغاورة، والعشيبات. : الجوازي، الفوايد، الزوايدة، السناقرة، تعود أصولهم إلى قبيلة بني سليم العربية التي هاجرت إلى شمال إفريقيا خلال الفتح الإسلامي. وجاءت إلى مصر من ليبيا بعد تجريدة حبيب والقصة المشهورة والتي لا مجال لذكرها هنا ثم القبائل الأمازيغية (البربرية والتي لا تزال بعض العائلات في سيوة (جنوب مطروح) تحتفظ بأصولها الأمازيغية ويتحدثون اللغة السيوية، وهي لهجة أمازيغية محلية.وسنخصص لهم مقال خاص بهم ثم الغريب أنهم يقولون أن أصلهم ليبي لكن كتبهم وكل المعلومات التي توردها الشبكة العنكبوتية تقول بعض هذه القبائل لها امتداد في ليبيا وتربطهم علاقات نسب ومصاهرة فقط عبر الحدود وتعيش هذه القبائل على الرغم من وجودها في المدينة الا ان طابع الحياة اليومية بدوي فالكثير من سكان مطروح لا يزالون يعيشون حياة بدوية بسيطة، خاصة في المناطق الريفية والصحراوية ويعتمدون على الرعي والزراعة كمصدر رئيسي للرزق ويقومون بتربية الإبل والأغنام والماعز، خاصة في المناطق الصحراوية ويتمتعون بثقافة الضيافة والكرم وقد لمسناه بأنفسنا في زيارتنا في ذلك العام ، ويولون أهمية كبيرة للشرف والنسب والعادات.
وما لفت نظري أيضا في تلك الرحلة هو تقاليد الزواج فتقاليد الزواج في تلك القبائل البدوية التي تكون النسيج الاجتماعي لمطروح يتميز بمظاهر تقليدية مثل “الزفة البدوية” بأغانيها ولابسها التقليدي فالرجال يرتدون الجلباب أو “العباءة”، وغالبًا ما يضعون العمامة أو الكوفية. والنساء يرتدين ملابس سوداء مطرزة تسمى “الملحفة” أو “البُرنُس”، وتغطي معظم الجسد. أيضا لديهم شيخ للقبيلة ومكانة الشيخ في القبيلة مهمة ويحتكمون لمجالس العرف القبلي التي ما زالت تُحترم وتُحل فيها النزاعات دون اللجوء إلى القضاء. بالإضافة إلى السلوك الحضاري السائد والذي يستنبطونه من طبيعتهم البدوية حيث احترام كبير لكبار السن والاستماع أثناء الحديث واحترام المرأة أما الحياة الحضرية: فنجدها في نفي المدينة في مظاهر المواكبة العصرية ،و تأثر السكان وخصوصا من الأجيال الجديدة بالحياة المدنية، فهناك تعليم ومدارس وجامعات ومستشفيات. ويعمل الكثير من السكان في السياحة خلال موسم الصيف














