فسانيا :: حديث الاحد
مركز سبها الطبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ويبدو واضحاً للعيان أنه يصرخ صرخة الإحتضار دون أن يجد من يغيثه أو يبعث فيه قليلاً من الحياة .
يعتبر هذا المركز شريان الحياة بالنسبة للجنوب بشكل عام وليس لمدينة سبها وحدها حيث يتقاطر الناس المواطنون عليه من أقصى الجنوب إلى أقصاه باعتباره ملاذهم الوحيد بعد تلاشي الغالبية العظمى من المراكز الصحية العاملة في مدن الجنوب وتوقفها تماماً عن العمل .
لا يحتاج الأمر إلى إستطلاع أراء الأطباء والكوادر العاملة في المركز لتعرف حجم الكارثة التي يعيشها المركز والعاملين فيه وكل ما عليك فعله هو التوجه إلى هناك لمعاينة المأساة بنفسك وليس الخبر كالعيان .
يفتقر المركز إلى كل شيء تقريباً إبتداء من الأدوية والعقاقير مروراً بالأجهزة والمعدات وصولاً إلى الأمن .
لا وجود للأدوية في هذا المرفق والمريض ملزم بتأمين دوائه بنفسه بصرف النظر عن حالته المادية والتي غالباً ما تكون بسيطة جداً وهذا ما يرتب عليه إلتزامات مادية قاسية يعجز في كثير من الأحيان على تدبيرها .
اما عن الأجهزة فحدث ولا حرج فما هو موجود منها تهالك ولم يعد صالحاً للعمل وهذا ما تسبب في حصول الكثير من الكوارث الطبية داخل المركز ومنها على سبيل المثال ما حصل في قسم الولادة من إنتقال للبكتيريا بسبب عدم التعقيم .
يعيش مكز سبها الطبي حالة من الإنفلات الأمني الغير معقول وكثيراً ما كان مسرحاً للإشتباكات المسلحة التي وعمليات القتل والإعتداءات المتكررة على الأطباء والعاملين بالمركز وتعتبر مسأله تأمينه من الأمور التي عجزت عنها كل الجهات المختصة .
ولابد من الإشادة هنا بالعاملين بالمركز من أطباء وممرضين وممرضات وموظفين بسبب ما يتكبدونه من مشاق ومصاعب تتعلق سواء بقلة الإمكانيات أو بصعوبة ظروف العمل لكنهم يقدمون أكثر مما يستطيعون إخلاصاً للمهنة وخدمة للمواطنين
مسؤولية دعم وتأمين مركز سبها الطبي تقع على عاتق كافة بلديات الجنوب وليست على مدينة واحدة فحسب وحل مشاكل هذا المركز سينعكس تلقائياً على كل مدن الجنوب فهل يمكن أن نرى جهداً جماعياً من كل البلديات يصب في هذا الإتجاه