• عبدالرزاق الداهش

تحول نجلاء المنقوش إلى القطرون على حدود النيجر، هي رسالة أكثر من أنها زيارة. المحتوى هو أن الجنوب حاضر في مربع اهتمام حكومة الوحدة الوطنية. وزيرة الخارجية معنية بالملف الخارجي، ولهذا فالجزء الثاني من الرسالة هو لا خارج ان بدون داخل. وبقدر ما لهذا النوع من الزيارات من اهمية، يظل الأهم هو فهم مشكلة اهلنا في الجنوب لحلها. المشكلة ليست رومنسية، نستطيع حلحلتها بفائض من العواطف، ولا حتى مشكلة قبلية، او اثنية. المشكلة هي أمنية، وغير ذلك كله مشتقات لفراغ أمني، وغياب دولة تحتكر سلطة الاكراه بالقانون.. مهرب البنزين بجد من يحرسه، ومهرب السلع الغذائية يحد من يحرسه، ومهرب البشر، حتى المخدرات. المواطن هو من لا يجد من يحميه، وهو مشروع لضحية خطف، أو سرقة بالإكراه، أو أعتدى قطاع طريق، وقطاع أمل. والمواطن هو الذي ليس بوسعه الحصول على مرتبه الهزيل من مصرف بلا سيولة، بسبب الحالة الامنية، والمواطن هو الذي لا يستطيع تأمين اسطوانة غاز، أو جالون بنزين، ويضطر لدفع ثلاثين ضعف سعرها. والمواطن هو الذي يلجأ إلى قبيلته، وعشيرته، في غياب تنفذ القانون على الخارجين عن القانون. الجنوب يحتاج إلى أمن وتنمية، فلا تنمية بدون أمن، ولا أمن بدون تنمية. الجنوب أهم من ايطاليا، ومن فرنسا، ومن ألمانيا، لانه، أكثر من كونه الماء، والنفط، والغاز، فهو ظهرنا، والذي لابد أن نكون ظهره.