فريق فسانيا
مع اقتراب العام الدارسي الجديد، تحدث مسؤولون في السلك التعليمي عن حاجة المدارس في جنوب ليبيا إلى تزويدها بكامل الكتب الدراسية، وأعداد كافية من المدرسين والأخصائيين خاصة في تخصصات اللغة العربية، و الإنجليزية و والرياضيات، وإجراء صيانة دورية للمدارس، والبحث عن حلول لمشكلة تكدس الطلبة داخل الفصل الواحد حيث يحول الاكتظاظ دون حصول الطالب على التعليم الملائم.
كما دعا هؤلاء في أحاديث “لفسانيا” إلى ضرورة إعطاء المدرسين كامل حقوقهم الوظيفية والمالية، وعدم الازدواجية في التعامل بين المحافظات، ووضع حد لأعمال السرقة والتخريب التي تطال المدارس
إمكانيات خجولة مدير مكتب مراقب التعليم ببلدية سبها الأستاذ محمد إسماعيل، قال إن الاستعداد للموسم الدراسي خجول نظراً لقلة الإمكانيات والمستلزمات، فالمخازن تحتوى فقط على 40% من الكتاب المدرسي، وهذه لا تكفي لـ55 مدرسة في بلدية سبها.
وعرج إسماعيل في حديثه إلى تكدس الطلاب في الفصول، وهي مشكلة بحاجة إلى حلول جذرية، حيث أن الأولوية في التسجيل لطلبة المحلة وجيران المدرسة. ولفت إلى تشكيل لجنة من أجل حصر أعداد الطلاب في المدارس من واقع الملفات وعدد الفصول الدراسية حيث تم تحديد أن يستوعب الفصل 40 طالباً.
فيما أوضحت مراقبة التعليم ببلدية القطرون أمينة إبراهيم بأنه تم تشكيل لجان من قبل مراقب التعليم لإعداد تقارير بشأن بداية العام الدراسي الجديد وتوزيع الخطة الدراسية على المدارس داخل البلدية. مبينة أنه تشكيل لجان لمتابعة الملاك الوظيفي في المدارس لسد العجز ،وعمل دورات لرفع الكفاءة وتغيير المسار في تخصصات الرياضيات، واللغة الإنجليزية و اللغة العربية. وأشارت إلى استلامهم الدفعة الأولى من الكتاب المدرسي، وإدخال المدارس في خطة الصيانة.
عراقيل وعن العراقيل
أوضحت أن” العجوزات تم حلها ولكن لم يتم الإفراج عن الرواتب، وننتظر التغطية المالية، وقمنا بتعديل الأخطاء ،وعمل الدورات في بعض التخصصات وتم حلها، أما مشكلة الترقيات، و التسويات فتم ربط 800 تسوية و ترقية من البوابة الإلكترونية والبقية بالتدريج، وأيضاً تم تغيير مسارات لعدد 30 اسما و تعديل أخطاء الإفراجات لعدد 66 اسما.
أما مراقب التربية والتعليم ببلدية البركت جبريل علي جبريل قال” إن عدد المدارس ببلدية البركت ، خمسة مدارس ابتدائية وتعليم أساسي و مدرسة واحدة للتعليم الثانوي، وروضة أطفال، عقدنا اجتماعين كمراقبة التعليم حصرنا من خلالهما العجوزات التي بلغت 91 معلما في أغلب التخصصات.
وأضاف “في الوقت الحالي ننتظر إفراجات العقود المتعثرة، حيث أن نسبة سد العجز في حال الإفراج عن هذه العقود سيكون 85٪ “.
وأشار إلى أن العجز لديهم في عدد المقاعد المدرسية.
مشيراً إلى مساعدة جمعية تمزين لهم في إصلاح بعض المقاعد.
ونوه إلى أن 90% من المباني المدرسية في منطقة نفوذ البلدية تحتاج إلى صيانة مستعجله جداً، من ناحية دورات المياه والفصول والنوافذ و الأبواب وكذلك النظافة العامة
اكتظاظ المدارس
من جانبه قال الإداري بمدرسة (شهداء جنين) بمحلة الحجارة بسبها عبدالسلام علي قنون” تواجهنا مشاكل وصعوبات مع كل بداية عام دراسي فهي أصبحت عادة، فمن ضمن المشكلات المتكررة الاكتظاظ بالمدرسة والازدحام في الفصول الدراسية وذلك بسبب زيادة النسبة السكانية في المحلة وسبها بشكل عام، والإعمار والبناء للمؤسسات التعليمية أمر غائب، ولم نر أي تجديد أو توسعة للمدارس”.
وأوضح قنون” حالياً استقبلنا ما يقارب 72 ملفا تم تسجيلهم إلى الآن في الصف الأول الابتدائي بعدد فصلين دراسيين، إضافة إلى ملفات أخرى أحضرها أولياء الأمور ما يقارب 50 ملفا”
متسائلا: كيف نستطيع استقبال هذه الملفات في ظل نقص عدد الفصول؟ فهل معلمة الصف الأول الابتدائي يمكنها أن تدرس 36 طالبا في فصل واحد في 40 دقيقة؟.
وأضاف:” راسلنا مراقب التعليم بهذا الخصوص و قبل عامين قاموا بتنفيذ حل مؤقت ألا وهو جلب فصول متنقلة “تريلات” بعرض 3 مترات في 9 أمتار وهي غير مهيئة ، ففي فصل الشتاء شديدة البرودة وفي الصيف شديدة الحرارة، ولا تتسع لأكثر من 20 طالبا.
كما أشار إلى نقص الكتاب المدرسي قائلاً:” إن الكتاب مشكلة مؤرقة للطالب والمدرس، ففي العام المنصرم لم تصلنا من نسبة الكتب إلا 60٪ وذلك بعد منتصف العام الدراسي، وتصرف المدرسون بتلخيص المنهج للطلاب وإعطائهم على هيئة دروس مبسطة ليدونوها في مذكراتهم، والبعض من الطلاب اضطر إلى تصوير الكتب والاستعانة بكتب السنوات الماضية.
ولفت إلى مشكلة نقص المدرسين:” كل عام نعاني من مشكلة نقص المدرسين لعدة أسباب منها أن أغلب المدرسين من العنصر النسائي، ونعلم أن النساء يحتجن إلى إجازات كثيرة بسبب الوضع أو الحمل أو الزواج و كذلك في حال ترملت تحتاج إلى فترة عدة، وهذا أكثر ما نعانيه، فلذلك يجب زيادة عدد المدرسين.
وأضاف:” مدرستنا تحتاج إلى إصلاح النوافذ وأقفال الأبواب والمقاعد الدراسية و صيانة دورات المياه ، لا يوجد حارس أمن في المدرسة، ففي السابق تعرضنا لعمليات تخريب وسرقة.
ونوه إلى عزوف المدرسين عن أداء مهامهم بسبب عدم متابعة ومراعاة مراقبة التعليم لحقوق المعلم، إذ أنك تجد مدرسا يأخذ مرتبا بدرجة وظيفية سابعة وهو بالدرجة العاشرة، وأنا شخصياً لي 23 سنة بالمدرسة و يُصرف لي مرتب على الدرجة التاسعة وأنا درجتي الوظيفية الثانية عشرة، وهذه المعاناة يعاني منها كل مدرس في كل مدارس سبها وجل البلديات”.
زيادة عدد المدارس من جهتها قالت مديرة مدرسة البخي للتعليم الأساسي بالقطرون آمنة الزي ” إن المدرسة في حالة صيانة منذ 20 يوما، ولم نستعد بعد للعام الدراسي، ولكن نتمنى أن تكون هناك توسعة أو مدرسة أخرى، فهذه المدرسة الوحيدة بالبخي للتعليم الأساسي، فلك أن تتخيل أن تعتمد منطقة بحجم البخي على مدرسة واحدة، وفي كل فصل هناك 30 طالبا”.
وأشارت إلى حاجتهم إلى أخصائية اجتماعية للمدرسة. بدوره قال مدير مدرسة سبها الثانوية بنين محمد علي قجيرة “
إن المدرسة من مدة طويلة لم تصلها برامج الصيانة والترميم، بالإضافة إلى أن ثلاث إدارات بالمدرسة تعرضت للاحتراق، ليس لدينا مكان خاص للإدارة
أما بخصوص الكادر الوظيفي قال” في السابق كان هناك عجز ولكن في العام الحالي ستكون هناك تغطية للعجز لأننا تواصلنا مع التعليم لتوفير المدرسين على الأقل لنفتتح القسم الأدبي إذ أننا نستقبل طلبة القسم العلمي فقط “.
وتحدثت نائبة مدير مدرسة عائشة أم المؤمنين فايزة غيث عن استعدادات المدرسة للعام الدراسي الجديد قائلة ” قسمنا الفصول لعدد 17 فصلا دراسيا صباحيا ووضعنا الجداول، ولكن صار تغير في خطة التعليم من وزارة التربية والتعليم، وبخصوص عدد المدرسين ليس هناك أي نقص، أما عدد الطلبة في المدرسة فهو يقارب 1200 بنين وبنات.
وقالت المشرفة المسائية بمدرسة عائشة حليمة شحات ” لازلنا في استقبال الطلبة الجدد مواليد 2016، أما بخصوص الكتب لدينا للصف الثالث الابتدائي منذ العام المنصرم، ولكن ليست هناك أي كتب مدرسية للصف الأول و الثاني “.
ومن مدرسة ذات النطاقين للتعليم الأساسي بسبها قالت نائبة المدير سالمة البريكي ” واجهتنا بعض الصعوبات منها عدم وجود فصول زيادة في ظل ازدياد عدد الطلاب، ونحن نضم 4 مدارس لمدرسة واحدة داخل محلة المهدية، واستقبلنا عدد أكثر من 150 طالبا ما يقارب عدد 6 فصول وقابل للزيادة وكل فصل ما يقارب 36 طالبة، بالإضافة أن لدينا نقصا في المدرسين خاصة في مواد الإنجليزي، والرياضات، واللغة العربية ، والجغرافيا وذلك بسبب انتقال بعض المعلمات، ولدينا أخصائية واحدة بينما من المفترض أن يكون لدينا 4 أخصائيات مقارنة بعدد الطالبات الكبير”. وأوضحت” تقدمنا برسالة إلى مراقب التعليم من العام المنصرم، ولكن لم يقدموا لنا أي عدد ولم يستجيبوا للرسالة، حتى من المعلمات اللاتي حضرن إلى المدرسة أتين من تلقاء أنفسهن طلبا للوظيفة، وحالياً زدنا فصول الصف التاسع فمن الطبيعي أن تزداد حاجتنا للمعلمين” نقص التخصصات
وقالت امشرفة الفترة المسائية بمدرسة مصعب بن عمير ألوه اجي إبراهيم ” لدينا نقص في المعلمين خاصة في مواد الإنجليزي في الصف الأول والرياضيات واللغة العربية في الصف الثاني، بالإضافة إلى نقص الكتاب المدرسي الذي نعاني منه من العام المنصرم”. وأما عن سعة المدرسة قالت “المدرسة بها 12 فصلا كل فصل به ما يقارب 40 طالبا، والمعلم لا يستطيع أن يركز على هذا العدد ،
و يُظلم الطالب أيضا بهذه الطريقة ، ولكن في هذا العام هناك احتمال في أن ننتقل من مدرسة مصعب بن عمير إلى مدرسة البنين بسبب سعتها الكبيرة وعدد فصولها التي تعتبر أكثر من مدرستنا”.
وعن الطلاب الجدد قالت ” استقبلنا عدد 15 ملفا ولازلنا مستمرين في الاستقبال، أقل عدد سنستقبله ما يعادل ثلاثة فصول”.
وعن الأخصائيين الاجتماعين بالمدرسة قالت” لدينا أخصائية واحدة، وأحيانا قد تحتاج إلى الاعتذار بسبب الظروف، فلذلك نحتاج إلى 3 أخصائيات لسد حاجة المدرسة”.