مقود في يد امرأة

مقود في يد امرأة

بقلم :: ابراهيم عثمونة

وقفتْ لي وهي تقود سيارتها . لم نكن على موعد لكن الصدفة جمعتنا . كانت تقف عند اشارة المرور وتنتظر الضوء حين لمحتني أمشي على الرصيف القريب فغيرت وجهتها ومالت أمامي بالسيارة وفتحت زجاج السيارة وأشارت لي أن أركب . قلتُ لها لا أحب أن أركب في سيارة تقودها امرأة ، وحين ألحّت ومدت يدها لتفتح الباب من الداخل منعتها . كنتُ أحني طولي على سيارتها وكنتُ سعيد برؤيتها لكن عربيداً في داخلي منعني ومنع يدها من فتح باب السيارة وحرمني يومها من الركوب على أجمل كرسي في عالم السيارات ، فاقترحتُ عليها أن تركن سيارتها ونمشي ونجلس في مقهى قريب من هنا . اشرتُ بيدي لها ناحية المقهى ، فهو على بعد خطوات منا وبوسعها أن تراه حتى وهي في سيارتها . وافقت وأغلقت نوافذ السيارة وردت الباب خلفها وأغلقته بضغطة زر على المفتاح . سمعتُ الباب خلفنا يُغلق وشعرتُ كما لو أنني تصرفتُ بحكمة . لا أعرف ، ولكن لم اتعود الركوب على يمين امرأة تقود سيارتها ، كان ذلك سيشعرني حتماً بانتقاص من قدري دون أن أعرف أن القدر لا يُنقصه ركوب في سيارة.

لم تستغرب صديقتي مني هذا السلوك الرجعي ، فهي تعرف أنني رجعي منذ الولادة لذلك لم تمانع ، بل رحبت ، وحتى أنها عرضت عليَّ قيادة سيارتها وتركب هي على اليمين ، في حين فضلتُ أنا الجلوس في المقهى القريب . وهناك وجدنا طاولة في ركن بعيد لنقول فيها ما نشاء . لكن المفاجأة التي اكتشفتها يومها هي أن صديقتي التي تخلت عن مقود سيارتها قد طفقت تقود الطاولة وأنا على يمينها.

لم تتعدى جلستنا الساعة ، لكنني بعد حوالي نصف ساعة من جلوسنا اكتشفت أنها هي مَن يختار المواضيع وهي مَن تضع النقطة فوق السطر لتفتح موضوع آخر وهي مَن يضحك لأضحك وهي مَن ترشف من الفنجان لأرشف على إثرها من فنجاني ، بل حتى قدمي الممدودتان تحت الطاولة لم يخطر على بالي ضمهما للخلف إلا ساعة ضمت هي ساقيها للخلف.

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :