ملتقى الشعر العربي في مالي يؤكد حضوره في باماكو

ملتقى الشعر العربي في مالي يؤكد حضوره في باماكو

  • خاص فسانيا : سلمى مسعود

شهدت العاصمة المالية باماكو على مدى يومين متتاليين انعقاد الدورة الرابعة من ملتقى الشعر العربي، الذي نظمته جمعية سحرة البيان بالتعاون مع دائرة الثقافة في الشارقة. وقد تحوّل هذا الملتقى إلى تظاهرة ثقافية بارزة تجمع الشعراء والنقاد والجمهور حول لغة الضاد، وتؤكد أن الشعر ما زال قادراً على استقطاب محبيه وصناعة فضاء جمالي وإنساني فريد.

انطلاقة الملتقى

افتتح الملتقى بجلسة احتفالية عبّرت كلماتها عن أهمية الشعر بوصفه وسيلة للتعبير عن الهوية الثقافية، وعن دوره في بناء جسور التواصل بين إفريقيا والعالم العربي. وأكدت الكلمات الافتتاحية أن هذا الملتقى بات منصة سنوية مفتوحة أمام الإبداع، ورافداً أساسياً لحركة الشعر العربي في مالي.

قراءات شعرية متنوعة

عرف اليوم الأول برنامجاً حافلاً بالقراءات الشعرية التي حملت موضوعات إنسانية ووطنية، وتراوحت بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة والنصوص الحرة. وشهد الجمهور لحظات مؤثرة عندما خصصت فقرة لتكريم أحد رموز الشعر في مالي رحل مؤخراً، حيث تم عرض مقاطع من إلقاءاته تكريماً لمسيرته الشعرية وإرثه الإبداعي.

كما شهدت القاعة تفاعلاً كبيراً مع النصوص التي تنوعت في مضامينها بين الهموم الاجتماعية، والحنين إلى الوطن، والتغني بالجمال، والدعوة إلى القيم الإنسانية. وقد نجح الشعراء المشاركون في إعادة الاعتبار للقصيدة العربية في مالي، وإبراز قدرتها على التعبير عن قضايا الواقع والمجتمع.

حضور نقدي وتفاعل جماهيري

لم يقتصر الملتقى على القراءات الشعرية، بل تخللته جلسات نقدية ناقشت ملامح التجربة الشعرية في مالي وسبل تطويرها. وساهم النقاد المشاركون في إثراء النقاش بطرح رؤى تساعد على الارتقاء بمستوى النصوص، وتشجع على تأسيس ورش وملتقيات دائمة للشعر.

وقد تميزت الفعاليات بحضور جماهيري واسع من مختلف الفئات، ما يعكس اهتمام المجتمع المالي بالشعر واللغة العربية، ويؤكد أن هذا الفن لا يزال يحتفظ بمكانته في وجدان الناس.

تكريم وتوقيع إصدارات

واختتم الملتقى بتكريم المشاركين في هذه الدورة، إضافة إلى حفل توقيع لعدد من الإصدارات الشعرية الجديدة التي صدرت مؤخراً، ما منح الجمهور فرصة مباشرة للاطلاع على تجارب شعرية متنوعة واقتناء أعمال حديثة.

رسالة الملتقى

أكد المنظمون أن ملتقى الشعر العربي في مالي أصبح مناسبة سنوية لترسيخ مكانة الشعر العربي في القارة الأفريقية، وأنه يمثل فضاءً مفتوحاً للإبداع والحوار الثقافي، وفرصة لتبادل الخبرات بين الأجيال المختلفة من الشعراء. كما أشاروا إلى أن الملتقى يعكس نجاح الجهود المبذولة لدعم الثقافة العربية في إفريقيا، وإبراز مساهمة الشعر في تعزيز قيم السلام والوعي الثقافي.

بهذا المشهد المضيء، أسدل الستار على دورة جديدة ناجحة، تاركاً وراءه وعداً بتجديد اللقاء في دورات قادمة، وبتأكيد أن القصيدة العربية في مالي ما زالت تنبض بالحياة والإبداع.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :