- عبدالرزاق الداهش
قطاع من الليبيين كانوا مع زيادة مرتبات الصحة، وقطاع أخر كانوا ضد.منطق القطاع الأول هؤلاء ليبيين ويستحقون الزيادة. أما الثاني فيسألون؛ هل هناك جهات على رأسهما ريشة، وأخرى على رأسها طوبة؟الشارع الليبي محكوم ذهنيا بالعاطفة، والمصلحة الشخصية، وثقافة ان المال العام للحكومة وليس للشعب تديره الحكومة للمنفعة العامة.
انا مع جدول موحد للمرتبات، مرعاة الطبيعة الخاصة لبعض الوظائف، مع شبكة امان ذكية لحماية سلة مشتريات الليبي.موضوع زيادة مرتبات الصحة يفتح شباك لاسئلة يجب أن تطرح، لعل أولها: هل مشكلة الصحة في ليبيا مرتبات؟يعني حتى لو تضاعف مرتبات العاملين في الصحة، فهل سيؤدي ذلك لتحسن جودة أداء هذا القطاع؟
وهل ستبقى هذه المشافي والمصحات الخاصة فارغة ينفخ فيها الريح بعد أن ظلت تمارس كل ألوان الجشع على الليبيين؟وهل سيتوجه الليبي إلى المستشفيات، والعيادات الحكومية، حتى بسبب الأورام السرطانية، بدل التوجه إلى جربة بسبب احتقان في الحلق؟وهل ستختفي من المرافق الصحية العامة مفردات من طراز، لا يوجد سرير، لا يوجد طبيب، لا توجد حتى حبة أسبرين، أو الجهاز عاطل؟مشكلة تراجع، بل انهيار قطاع الصحة ليس تدني اجور العاملين، بل مشكلة النظام الصحي برمته.فحتى لو زادت مرتبات العاملين في الصحة عشرة مرات سيظل الحال على هذا السوء والتردي.
والحل هو أن تتولى الحكومة رقابة جودة الخدمة، ومكافحة الأمراض، وعدد محدود من المشافي التعليمية.تأمين صحي لكل مواطن، وتعزيز شروط التنافسية في القطاع الخاصة، وخصخصة المرافق الصحية العامة، والسلام.عند ذلك سوف يقل الانفاق على قطاع الصحة، وتتحسن الخدمة، وينخفض معدل الانحراف.وعند ذلك ان يموت مواطن ليبي أمام بوابة المستشفى بسبب الفقر، وليس لعدم توفر العلاج.