بقاعة اجتماعات منتج النخيل السياحي بمنطقة تمنهنت عقد أعضاء منتدى فزان نحو المصالحة اجتماعاهم الفعلي الأول داخل أرض الوطن ، تنادى المجتمعون من مختلف مدن وقرى فزان ، مرزق ، تراغن ، القطرون ، سمنو ، أوباري ، الشاطئ ، سبها ، انطلق الاجتماع على تمام الساعة العاشرة صباحاً واستمر حتى السادسة مساء بحماس تخلله فترات قصيرة للاستراحة .
بدأت الجلسة التي قادها وافتتحها الدكتور موسى عبد الرحمن مي بالترحيب بالحضور الذين تكبدوا عناء السفر وكانوا على قدر مسؤولية الالتزام بالحضور في الموعد ولعل شيوخ منطقة أوباري والشاطئ الذين تجاوزا الخمسين عاماً كانوا النموذج الأروع في رمزية البحث عن حلول جذرية لمشاكل فزان المعرقلة لكل صلح والمقلقة لكل سلام في هذه البقعة التي عانت كثيرا ويلات الخلافات والتشظي ..
أبوبكر ألفقي رئيس المجلس الاجتماعي للطوارق ندرك أن الأمر ليس سهلا ، لكنه أيضا ليس مستحيلا.
في مجمل الاجتماع تم الاتفاق على اسم ( منتدى فزان نحو المصالحة ) كاسم رسمي للمنتدى ، كما تم توزيع أعضاء المنتدى على ثلاث لجان وهي اللجنة الإعلامية ، ولجنة التواصل ، ولجنة المصالحة ، ليبدأ العمل الفعلي على أرض الواقع .
يقول الشيخ أبوبكر ألفقي رئيس المجلس الاجتماعي لقبائل الطوارق القادم من أقصى أوباري ، نحن هنا للسير على درب صلح أبدي لفزان ، ندرك أن الأمر ليس سهلا ، لكنه أيضا ليس مستحيلا ، ربما أنا أكبر الموجودين سناً ، لذلك أكثرهم معرفة بويلات الحروب وما جرته على منطقتنا من تقزم وفرقة وعداوات لكننا سنعمل على تحقيق صلح شامل في فزان .
وأضاف : إبراهيم وردكو يصكو رئيس مجلس شيوخ وأعيان التبو – ليبيا، جئت اليوم بمبادرة طرحتها في منطقتي مرزق التي كانت تعاني أيضا فيما سبق صراعا أهليا وقبليا والحمد لله بفضل الجهود الخيرة تنعم الآن بنوع من السلم ونستطيع أن نقول صلحا أيضا مبادرتي شملت عدة نقاط أعمل على إيصالها لفزان عامة ثم وطننا الكبير ليبيا .
وأشار : ترتكز المبادرة على نقاط عدة منها وضع ميثاق وطني يتفق عليه ويلتزم بتنفيذه الجميع ، كما تسعى لتحقيق سلام حقيقي دائم وملموس في ربوع البلاد ، كما تدعو هذه المبادرة إلى الدعوة إلى المصالحة الوطنية الشاملة وتحقيق العدالة والمساواة وصون كرامة الإنسان ، وهناك بند مهم جدا في هذه المبادرة وهو النأي بالقبيلة عن التجاذبات السياسية والعمل على دعم بناء دولة القانون والمؤسسات .
إبراهيم وردكو يصكو رئيس مجلس شيوخ وأعيان التبو – ليبيا تسعى لتحقيق سلام حقيقي دائم وملموس في ربوع البلاد.
وحدثنا : الشيخ إبراهيم أبوبكر أحد نشطاء المجتمع المدني بوادي الشاطئ أن هذا المنتدى لا ينتمي إلى أي مكون قبلي أو جهوي وأن الأفراد هنا يمثلون فزان وإن كانت خلفياتهم تعود إلى قبائل ومكونات المنطقة لكنهم اليوم يجتمعون لأجل فزان مجردين من كل انتماء إلا الانتماء لهذه البقعة المقدسة من أرض ليبيا الحبيبة والتي عانت كثيرا ويلات الشقاق والاختلاف .
وأكد : نحن ماضون في طريقنا متوكلون على الله واثقون أننا قادرون على إحداث الفرق ربما لأننا لا نملك إلا صدق النوايا التي نأمل أن تكون كذلك .
عائشة البكوش عضوة اللجنة الفنية للأمم المتحدة واثقة أن لا مشاكل ستواجهنا لأن العناصر المشاركة وطنية مائة في المائة.
تقول : عائشة البكوش عضوة في منتدى فزان للمصالحة ، وعضوة في اللجنة الفنية للأمم المتحدة ، الحقيقة سعيدة جدا بهذا المنتدى ، بمخرجاته بعمله الدؤوب والمميز ، اليوم حققنا إنجازا أعتبره شخصياً علامة فارقة في عملنا وهو تشكيل لجان عدة لجان للانطلاق في العمل الفعلي ، وخاصة لجنة المصالحة وهي لب عملنا صحيح شكلنا لجانا أخرى لكنها لجان مساندة حسب وجهة نظري الشخصية ، المصالحة كما تعلمون هي الطريق الوحيد لتكون الدولة الليبية ، كان النقاش في مستوى جيد جدا ، واثقة أن لا مشاكل ستواجهنا لأن العناصر المشاركة وطنية مائة في المائة ، وكل مساعيها لأجل تحقيق المصالحة في فزان بلا أهداف شخصية وضيقة ، لذلك لن يقف في وجوهنا أي عائق.
ليلى فرحات المغربي سنعمل أولا على ترتيب البيت الداخلي.
أوضحت : ليلى المغربي عضوة مؤسسة في منتدى فزان نحو المصالحة الوطنية ، اجتمعنا واستعرضنا جدول الأعمال السابق ، الأعضاء اليوم قسموا العمل بينهم وفق رغبتهم الخاصة ، ولم أكن في وضع شاذ عنهم لذلك اخترت الانضمام للجنة المصالحة ، سنعمل أولا على ترتيب البيت الداخلي سنعمل على الأرض حتماً وقريبا من شرائح المجتمع المختلفة ، والحقيقة باشرت في العمل على الأرض من خلال الشريحة التي أنتمي لها وهي الاتحاد النسائي ، وعرضت عليهن الميثاق وطالبتهن بتوسيع دائرة نشره .
الشيخ إبراهيم أبوبكر هذا المنتدى لا ينتمي إلى أي مكون قبلي أو جهوي وأن الأفراد هنا يمثلون فزان.
حدثتنا عضوة المرأة زمزم الشارف قائلة : وجهة نظري الشخصية في اجتماع أعضاء منتدى فزان للمصالحة الوطنية بالجنوب الذي تم عقده في بلدية وادي البوانيس بمحلة تمنهنت كان تكملة لتحقيق أهداف المنتدى الذي عقد بتونس والذي يسعى إلى تعزيز اتفاقيات المصالحات المحلية وإلى حماية النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي في الجنوب من أية محاولات لإضفاء أي طابع عسكري أو سياسي على المصالحة ، بالإضافة إلى كيفية العمل على نشر ميثاق التعايش السلمي بفزان ليصبح ميثاقا عاما في فزان والتقيد به وتكملة لهذا العمل عقدنا اجتماعنا الأول في بلدية البوانيس وتم من خلال هذا الاجتماع المثمر تشكيل لجان لتشتغل على أرض الواقع و تحقق شيئًا ملموسا ومن أهم اللجان التي تم تشكيلها ثلاث لجان، لجنة المصالحة و لجنة التواصل ولجنة الإعلام واجتمعت كل لجنة على حدة وفق المهام المناطة بها لوضع خطة سير العمل.
بدر اذهيبي عادة لا يكون طريق الوفاق سهلا معبدا ومرصوفا و مكللا بالزهور.
وحقيقة بتقيميى المتواضع للاجتماع كانت النتائج مثمرة و تسعى لتحقق كثير ألأهداف التي عقد من أجلها المنتدى .
و أشكر هنا أهل تمنهنت على حسن الضيافة وهذا ليس بغريب على أهل الكرم والجود.
وقال : بدر اذهيبي عادة لا يكون طريق الوفاق سهلا معبدا ومرصوفا و مكللا بالزهور ، فهو في الحقيقة يحتاج في كل مرحلة من مراحله لتحضير جيد واختيار قيادة الوفاق بحنكة و موضوعية وفق معايير تليق بالتحديات التي سوف تواجههم …المواقيت والمواعيد يجب أن تكون محددة و دقيقة و مقبولة ، حتى البيئة والمناخ المناسب …خلاصة الأمر كلما انتهجنا الدقة والتفصيل كلما كانت النتائج أفضل.
و بصورة موازية اختيار المتحاورين من أقطاب النزاع أو الخلاف أو الفرقاء لأنه لا وفاق إلا بين جسمين مختلفين والاختيار من حيث الكفاءة والتأثير والإرادة والقدرة كلها عوامل يستحسن توفرها فيهم مع أنه في أغلب الأحيان من يحمل هذه الصفات يكون في الخلفية ويبعث للحوار فقط المتحدث أو حامل الرسالة .
وأشار : اختيار الميسر أو الطرف الثالث مع شرط حرصه على إتمام الوفاق و مصداقيته ، العامل التالي هو وجوب أن يكون من نسعى للتوفيق بينهم في وضع التعادل ولو نفسيا فلا ينبغي أن يشعر أحدهم بأنه أقوى كفة أو العكس ! و عند إسقاط هذه المعطيات على واقعنا نجد أن منها ما يتوفر ومنها ما لا يتوفر!
عتيقة محمد علي عضو بلدي مرزق بعض المناطق في الجنوب لا توجد بها حرية كاملة لأبدا الرأي
وأضاف : إبراهيم المشاي كان لقاؤنا بتمنهنت جميلا سادته حفاوة الكرم من أهل المنطقة ومن المشرفين على تجهيز الصالة ، لهم منا جزيل الشكر والعرفان، وفيما يتعلق بموضوع تواجدنا أصلا هناك هو في حد ذاته جيد إلى حد ما لأن الغياب كان النصف قياسا بتونس وألتمس العذر لبعضهم وفيما يتعلق بإنجازنا في هذا اللقاء وما دار فيه من حوارات وتشكيل لجان شابه شيء من الربكة والخوف والتخوف والتسرع في قرارات اللجان نتيجة ضيق الوقت وأيضا عدم تجانس الأعضاء لبعض اللجان وأخص بالذكر لجنتنا لجنة المصالحة فهي ضعيفة جدا حتى لو بقيت أكثر زمن لن تفي بالمطلوب وهذا رأيي الشخصي .
أيمن فضل نوه : باعتباره أول اجتماع يضم عددا من المختلفين “لا أقول متخالفين” يمكن اعتباره اجتماعا ناجحا نسبياً وبالذات أنه كان بإدارة وإرادة ذاتيتين، وهنا مكمن النجاح ويكفي أننا خرجنا بنتائج ملموسة في نقاط واضحة وأهداف محددة ، كما أنّي لمست شيئًا من الود المتبادل بين الأعضاء مع حداثة التعارف بين كثير منهم وهذا مؤشر إيجابي يوحي بإمكانية نجاح المهمة الهادفة لتحقيق التعايش السلمي والصلح الاجتماعي ، كما أن التنظيم الإداري المتمثل في اللجان التي شكلناها في حد ذاته يعد نجاحا لأول خطوة عملية لنا على الأرض فعادةً اللجان تشكل من سلطة إدارية عليا هي صاحبة القرار لتضع من تراه الأجدر بالمهمة ، أما نحن فقد شكلناها بالتوافق تتساوى فيه قوى المجتمعين ، وهذا نجاح باهر وصورة واقعية لما سيكون عليه النشاط في المستقبل من حيث التوافق .
يقول : سالم صالح ناشط مدني الأمور تسير ببطء لكن ذلك طبيعي جدا ، لأن أغلب المجموعة تعمل مع بعضها البعض لأول مرة لذلك هي في حالة توجس وحيرة ، لكن المشروع سينطلق عندما يعلم الجميع أن الهدف واحد.
تقول عضو المجلس البلدي مرزق عتيقة محمد علي بصراحة كانت الجلسة معقولة جدا ، وصلنا لمرحلة جيدة من النقاش ، فنحن في سباق مع الزمن ، كانت جلستنا السابقة في نهاية شهر 12 وصلنا الآن لمرحلة متقدمة جدا ، لكن بعض المناطق في الجنوب لا توجد بها حرية كاملة لأبدا الرأي ويجب مراعاة هذه النقطة جيدا .
يقول : خليفة الشيباني القادم من مدينة طرابلس لتلبية ندا فزان عامة وسبها خاصة ، الحضور كان جيد فبرغم من شساعة المسافات وبعدها ، فأن أغلب الأعضاء حضروا ، وهذا يدل على حسن النوايا والجدية لعمل شيء قد يحدث تغيير بالواقع المعاش في فزان .
وأضاف : الشيباني مستوى النقاش كان جيد وتناولنا بنود جدول الأعمال تم بمنتهى المسؤولية وكان الشعور السائد بضرورة الاستماع للأخر ، ومعرفة ما يريد قوله ومن ثم الرد عليه بحدود الاحترام أما فيما يخص تشكيل اللجان ، والذي وافق عليه الجميع هو مؤشر تنظيم العمل وتوزيعه على الأعضاء ليتقاسم الجميع الجهد والعطاء ، والمسؤولية أيضا .
ونوه : أن هذا المنتدى سيكون له شأن وسيتم استثماره من قبل الأعضاء من أجل إحداث عمل فعلي على الأرض ، واستثمار رعاية الأمم المتحدة له واعترافها به والتي تمتلك أدوات ستعطى فرص كبيرة لإيصال صوت الجنوب إلى كل دوائر القرار بدول العالم .
وفي الختام أنا كلي ثقة بأننا سنحدث فارقاً إذا استمرينا على نفس الإيقاع والوتيرة .