من شذرات /أدخل إليكِ فرداً .. وأهاجر منكِ جماعات

من شذرات /أدخل إليكِ فرداً .. وأهاجر منكِ جماعات

  • سراج الدين الورفلي

****************

التي حين لمستَ وجهها.. صارت يدكَ ترى من شدة الحزن.. وحين

  لمست وجهكَ.. قالت لك هذا الظلام يلائم قنديلي.

/

أدخل إليكِ فرداً ..

وأهاجر منكِ جماعات

/

التي بعد أن نسيتها.. وجدت نفسك تنادي على كل الأشياء بإسمها.

/

التي حين استدرت لتودعها.. وجدتها تُرضع كل أيامك القادمة.

/

التي حين نسيتها.. صرت لا تذكر طريق العودة إلى البيت..

/

التي نامت معك ليلة فقط من أجل أن تُعرفك على كل صباحات

 العالم..

/

التي حين قضمتك.. قالت لك أنا كل أشجار التفاح التي نبتت خارج

 جحيم الجنة..

/

التي حين أحبتك.. هدمت أصنامك.. وصلبت أنبيائك.. وحررت

 عبيدك.. الذين اكتشفتَ وهم  يركضون هاربين من سجونك.. بأنك

 كنت تركض هارباً ايضاً معهم..

/

الذي حين قال أحبك.. انطفأت الأنهار التي تجري.. وغمر المكان نور

 مبهم..نور يتيم .. وأختفى اسمه خلف الغابة البعيدة..

/

ها أنا صرت كل التجارب التي لم تعيشيها.. الاختصار الهائل

 لنظرة عينيك نحو الحيرة البنفسجية..  أشيائك الحميمية..

 قفاطين البيت التي لاشيء جميل فيها سوى أنها سهلة

 الارتداء والخلع.. لون أظافرك الذي لا تجرؤين على وضعه

 أمام أحد.. الشعر الزائد على جسدك الذي يسبب لك الارتياب

 والانزلاقات العصبية العظيمة .. أجزاء جسمك الحزينة

 والمهملة والتي لا تستطيع ذاكرة عشاقك السابقين الوصول

 إليها.. أنا الصمت الذي يأتي بعد اسمك مباشرة.. كل جراحك

 التي مازالت مفتوحة.. خوف خوفك.. مخابئك السرية..

 جنينك من الخطيئة والمحبة.. دموعك التي تجمدت ولم تنزل

 لأنها أرادت أن تبقَ لتواسيك.. أنا ضفتك الأخرى التي يحجبها

 دائماً دوار الضياع.. لو تعديني أنك تستطعين نسياني..

 سأغامر أكثر..

/

الشاعرات يحسدن القمر

العاديات يضئن الطريق..

/

إلى العاديات اللواتي لا يجدن الشعر.. يشطرن البحر بإبتسامة

 لتنجوا أحزاننا..اللواتي أكلن نيابة عنا الثعابين.. وحين أدخلن

 ايديهن الصغيرة الخائفة في صدورنا رجعت قلوبنا ناصعة

 البياض..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :