خاص / تونس : نيفين الهوني
“نبيهة كراولي: الفن حين يصبح سلاحًا ضد النسيان والعنف”
تحت سماء الحمامات الساحرة وأجوائها المنعشة في مساءات الصيف الحار ، اختتمت الدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي بعرض موسيقي للفنانة التونسية نبيهة كراولي، التي استطاعت أن تؤكد مكانتها كأيقونة من أيقونات الفن التونسي المعاصر.
كان هذا الحفل بمثابة لقاء بين الماضي والحاضر، بين الألحان التي تحمل عبق التراث وبين كلمات تدعو إلى المقاومة والتغيير في اليوم الوطني للمرأة التونسية ،وقد أضاءت نبيهة المسرح بحضورها الوهاج وملئته بصوتها العذب في أغنيتها “متشوقة”، لتكون فاتحة لحفل طويل من الألحان والأحاسيس. ومع أولى كلماتها، انتقل الحضور إلى عالم موسيقي بعيد عن كل ما هو عادي، ومع مرور الوقت، كانت الأغاني تتالى وكأنها لوحة فنية تتشكل من ألوان الحياة التونسية، بدءًا من “إذا حبوك ارتاح” التي غمرتنا بسلاستها وعذوبتها، وصولًا إلى “محلاها” التي نثرت عبق الماضي، فكانت كزهرة ياسمين تفتح على شرفات الذاكرة وقد أثارت نبيهة كراولي بتقديمها لأغنيتها “مبروكة تتجلّى” الكثير من التأمل

حيث اختارت هذه المرة أن تعيد صياغة كلمات أغنيتها الشهيرة “مبروكة تتبرأ”، لتتحول إلى دعوة صادقة ضد العنف على المرأة. فلم تكن الأغنية مجرد لحن، بل صرخة حقيقية في وجه الظلم، وموقف إنساني يتجاوز حدود الفن ليعانق الواقع بكل صرامته. في لحظة كهذه، صار الصوت الموسيقي أداة لتغيير الواقع، لتظهر نبيهة كراولي كفنانة تحمل رسالة وقضية.
أما في “أصبح عندي الآن بندقية”، لم تكن نبيهة مجرد فنانة تغني، بل صارت صوت القيم الإنسانية العليا، وعبرت حدود الجغرافيا والسياسة بنداء شعبي عالمي. وطوال الحفل، بدا الجمهور وكأنهم جزء من السيمفونية نفسها، تفاعلوا مع كل نغمة وكأنها جزء من قصتهم الخاصة. التصفيق، الهتافات، والتفاعلات الصوتية كانت تظهر جليًا عمق الصلة بين كراولي وجمهورها وقد أثبتت كراولي قدرة متميزة على جعل كل أغنية رحلة داخل ذهنية المستمع، رحلة تبدأ بنغمة وتكتمل بكلمة، وتحيي المواقف التي مرّ بها الحضور في مسارهم الحياتي.

كانت هناك لحظات من التفاعل الحميمي مع الجمهور، حيث كانت نبيهة تغني وتقرأ أفكارهم دون الحاجة لكلمات، فقط من خلال نغمة وصوت. إن ما جعل هذا الحفل يتفرد عن غيره لم يكن فقط أداؤها المذهل، بل الرسائل العميقة التي كانت تتخلل كل أغنية، كل لحن، وكل كلمة. نبيهة كراولي، بصوتها المميز، كأنها تجسد الفن كأداة للمقاومة، والإلهام، والتغيير الاجتماعي. من خلال أغنياتها، فتمكّنت من التأكيد على دور الفنان في توجيه الوعي الاجتماعي والثقافي، وأهمية أن يكون الفن حاملًا لرسائل السلام والحب والتضامن.

حفلات منوعة وعروض مميزة
من أبرز العروض التي مرت عبر برمجة مهرجان الحمامات منذ 11 يوليو وحتى 13 اغسطس ، سلسلة حفلات، في رحلة موسيقية – مسرحية – إنسانية امتدت على 33 سهرة، جمعت 36 عرضًا من 14 بلدًا، نصفها تقريبًا من تونس، في تأكيد أنّ المحلي والعالمي يتجاوران على ركح واحد. ومن من افتتاح مدهش إلى اختتام إنساني حيث افتتح المهرجان بعرض تونسي أصيل “رقوج” لعبد الحميد وحمزة بوشناق كأنّه إعلان رمزي بأن الدورة ستكون تونسية الجذور، عالمية الأفق. وفي اليوم الموالي ارتفع الصوت السيمفوني مع الأوركسترا السمفوني التونسي، ليتلوه لقاء مغاربي/مشرقي بين هند النعيرة (المغرب) والجازية ساطور(الجزائر) توالت بعد ذلك الألوان: نايكا من هايتي/فرنسا و RUST من سوريا/لبنان مع السارة والنوبانتز من السودان ثم المحاكمة التاريخية في عرض “أمّ البلدان” للمخرج حافظ خليفة.ومن التاريخ إلى الشباب، المسرح، والتجريب حيث كان الموعد مع عروض شبابية مثل “جذب” و*“سوداني”*، تلاهما عرض ليلى طوبال “كيما اليوم” أما في الليلة التي تلتها فقد اهتزّ الركح بسالسا كولومبية مع Yuri Buenaventura، تلتها سهرة طربية مؤثرة للفلسطينية نويل خرمان ثم “سينوج أوديسي – بنجامي” (تونس)، و مع “حوار الأوتار 2” لكمال الفرجاني. و حضر الإيطاليون مع Adict Ameba، تلاهم الأردني سيلاوي أما الموعد التونسي الموالي كان مع “24 عطر – نجوم سيمفونية” لمحمد علي كمون. الطرب والذاكرة حملت توقيع اللبناني وائل جسار، تلاه العرض المغربي ناس الغيوان، ليعود الركح تونسيًا مع “سيدة كركوان” لوجدي قايدي وحسام الساحلي ثم حضر السوري الشامي، ثم جاءت الإسبانيات Las Migas بفلامنكو حارق ثم سهرة من نصيب الفنان الكبير لطفي بوشناق، تلتها في سهرة غازي العيادي بعرض “حبيت زماني”. و سهرة للفنان التونسي صابر الرباعي، أما العرض العالمي كان مع Robyn Bennett (أمريكا/فرنسا). و احتضن الركح لغة الراب مع الفنان التونسي بالتي ونحو أفق أفريقي وإنساني وبعد استراحة قصيرة، عاد المهرجان في 11 أوت مع Bassekou Kouyate & Ngoni( من مالي)، في عرض يذكّر بأن إفريقيا قلب موسيقى العالم. وأُسدلت ستارة الدورة كما ذكرنا سابقا مع التونسية نبيهة كراولي، التي جعلت من حفلها الختامي مزيجًا بين الاحتفال الفني والرسالة الإنسانية،
“من حلقات الذكر إلى ضوء النجوم… بنجامي يحوّل التراث إلى سفر كوني”
كأنّ عرض “سينوج – أوديسي”، الذي جعل المسرح كأنه قِبلة تتساقط عند أعتابها النجوم، وكأنّ الركح بحرٌ يتلألأ على موجه المزود، يعلو مرة كالأذان، ويخفت أخرى كدعاءٍ صوفي يذيب الحضور في مقامٍ من نور. في حضرة لم يكن الجمهور مجرّد مستمعين، بل عابري طرق بين الأزمنة: يمسكون بيد الماضي ويصافحون بالأخرى المستقبل. هذا العرض الذي وقّعه الفنان التونسي أحمد بنجامي، لم يكن حفلاً عادياً بقدر ما كان رحلة موسيقية في الذاكرة والخيال. ساعتان من السفر، تنقّل فيهما الجمهور بين أصواتٍ تقليدية مألوفة وبين إيقاعات إلكترونية وجريئة، لتصبح الحمامات في تلك الليلة أشبه بسفينة صوفية تتهادى بالتراث في بحار التجريب. وعلى الركح، مرّ الفنانون واحدًا تلو الآخر، كلٌّ منهم مثل نجمٍ يضيء زاوية مختلفة من السماء: كرامة كريفي أطلقت نسائم حب في “هزّ عيونك” و”شفتك مرّة”، فأحاطت الجمهور بدفء العاطفة. وعبد السلام بن سويدن حمل روح المديح في “هزّي حرامك” و”نمدح الأقطاب”، فأدخل السامعين في حلقة ذكرٍ غنائية. أما محمد سعيد ارتدى عباءة الفارس، ممتطيًا لحن “راكب عالحمرا” و”فارس بغداد”، كمن يخوض معركة جمالية ضد الصمت. وبثينة نابولي أنعشت الذاكرة الشعبية بـ”خمّر يا خمّار”، فأعادت إلى الوجدان أصوات الأزقة القديمة وروائح الطرقات العابقة بمسك الليل. ومحمد العايدي استحضر عبق الكاف، بينما رانية بونواس أهدت بصوتها الشجي “كان يسمعني باباي”، قطعة وجدانية معلّقة بين الحنين والطفولة. وقد جاء ختام اللقاء مع هيثم الحضيري، الذي رفع الأرواح مع “مولاي صلِ وسلّم”، ليُغلق الدائرة على لحظة نورانية خاشعة. غير أن المحطة الأشد وقعًا كانت مقطوعة “علوي”، حيث التحمت الموسيقى الإلكترونية مع الإيقاعات الشرقية، ليولد صوتٌ جديد يتجاوز حدود التصنيف، ويمنح الجمهور لحظة دهشة صافية. وفي الندوة الصحافية، كشف بنجامي أنّ مشروع “سينوج – أوديسي” يعود إلى ذكريات الطفولة، حين حضر عرضًا لفاضل الجزيري مع والدته. تلك اللحظة، كما وصفها، كانت بذرة مشروعه الفني: “التراث مادة حيّة قابلة لإعادة التخييل”. وهكذا بدا العرض في مهرجان الحمامات: عناق بين الماضي والحاضر، بين الطرب الشعبي والموسيقى العالمية، بين الروحانية والاحتفال. كان أشبه بمحرابٍ موسيقي، فيه يتلو الفنانون تراتيل الهوية، ويكتبون بأصواتهم خريطة جديدة للأغنية التونسية، حيث لا يموت التراث، بل يولد من جديد في كل نغمة.
“أمّ البلدان… حين يُحاكم التاريخ على ركحٍ يشتعل بالأسئلة”
في ليلة من ليالي مهرجان الحمّامات، بدا الركح وكأنّه صفحة أسطورية انفلقت من كتاب الزمن، لتخرج شخصياتها من بين السطور وتتمشى بين المقاعد. ارتجّت الطبول، لا كإيقاع موسيقي فحسب، بل كـ نبضٍ كوني يعيد إحياء قرون غابرة، كأنّ الأرض نفسها تهدر بنداءات لم تهدأ منذ سقوط العروش وبداية الحكايات. الأزياء كانت خيوط من ذاكرة تنسج الحاضر بالماضي، كأنّ كل قطعة قماش قد ارتوت من دمعة أمّ حفصية أو من عرق محارب في معركة بعيدة. المسرح لم يكن فرجة عابرة، بل طقسًا استحضاريًا، أعاد إلينا شبح الدولة الحفصية لا كأطلال، بل ككيان حيّ يسائلنا: ماذا فعلتم بوصايا المؤسسين؟

هناك يطلّ أبو زكريا الحفصي، بوجهه المضيء كحجر كريم في ليل التاريخ، داعيًا شعبه إلى بناء تونس جديدة: “هلمّوا… ابنوها عدلًا ووفاءً”. لكن ما إن يترك المشعل لابنه المستنصر بالله، حتى يتبدّد النور وتغشى الخشبة ظلال الفوضى. بدا المشهد كأنّه محكمة سرمدية، يُستدعى فيها الماضي ليُحاكم أمام الحاضر، لا ليُحفظ في صناديق المتاحف، بل ليُناقش على ركح يشتعل بالأسئلة. اللعبة هنا أنّ العرض لم يعرض التاريخ كحكاية قديمة منتهية، بل كـ جمرٍ مدفون تحت الرماد، ما إن يُنقّب عنه حتى يضيء بأسئلة راهنة: ماذا يحدث حين تنحرف الدولة عن وعدها الأول؟ حين يفسد مشروع العدل في أيدي الورثة؟ النصّ انتقل بخفة بين الفصحى الجليلة كجدار قصر حجري، واللهجة التونسية كنسمة حارّة من السوق الشعبي، ليبني جسرًا حيًّا بين الماضي والحاضر، بين السلطان والرعية، بين خشونة السلطة وسخرية الشعب. المسرحية حملت إشارات لاذعة إلى الإرهاب وصراعات السياسة، لكنها مرّت إلينا لا كعظة مباشرة، بل كـ سهام مسمومة ملفوفة بالضحك، وحِكم مغمّسة بالسخرية. كأنّ الشخصيات عادت من أزمنة غابرة، لا لتروي بطولاتها، بل لتكشف خيباتها، وتقول لنا: “إيّاكم أن تكرّروا خطايانا.” وحين انطفأت الأضواء، لم يسدل الستار على نهاية، بل على وصيّة أبدية: أن التاريخ ليس أرشيفًا لما مضى، بل مرآة مضطربة لما سيأتي. خرج الجمهور لا كمتفرّجين عادوا إلى بيوتهم، بل كـ شهود على وصية قديمة تلاها الزمن نفسه. وعلى المستوى الأدائي، قدّمت فرقة فن الضفتين لوحة جماعية تشبه فسيفساء تونسية: المخضرمون كانوا الأعمدة، والشباب كانوا الزهور المتفتّحة بينها. ألق محمد توفيق الخلفاوي، سطوع عزيزة بولبيار، صلابة جلال الدين السعدي، حكمة نور الدين العياري، وإلى جانبهم أنفاس شبابية كآدم الجبالي، شهاب شبيل، نزهة حسني… جميعهم كانوا أشبه بفرقة موسيقية، يعزف كل منهم على آلة مختلفة، لكن اللحن واحد: لحن التاريخ حين يُعاد إنشاده بأصوات الحاضر. لقد كانت “أمّ البلدان” ليست درسًا في التاريخ، بل محاكمة رمزية للتاريخ. كانت تقول لنا إن الماضي ليس جثة هامدة، بل شبح يقف وراء ظهورنا، يبتسم حين نفعل الصواب، ويزمجر حين نكرر الخطيئة. إنّه عرض جعل الركح مختبرًا للفكر، ومرآةً للضمير الجمعي، وفضاءً للفانتازيا التي تذيب الحدود بين القرون. في تلك الليلة، لم يخرج الجمهور مثقلاً بالأسئلة فقط، بل كأنّهم عبروا نفقًا في الزمان، ليكتشفوا أنّ التاريخ لم يبقَ وراءهم، بل يجلس بينهم، يراقبهم، ويعيد صياغة المصير. لقد برهنت “أمّ البلدان” أنّ المسرح قادر على أن يكون قدرًا يتكلم، وصوتًا يذكّر، ومصباحًا يحذّر: فالتاريخ، إن لم نفهمه، لا يرحل… بل يعود ليكرر نفسه.
“بوابة بين الأرض والسماء رحلتان في أمسية واحدة، من صخب الحداثة إلى صفاء الذكر
في مساء آخر من مساءات مهرجان الحمامات، بدا المسرح وكأنه بوابة زمنية تطل على عالم آخر، حيث يختلط الضوء بالأنغام، ويتراقص الخيال على إيقاعات الواقع. البحر قريبٌ والهواء مأرج بالتاريخ والموسيقى، والركح كأنه محرابٌ تتجلى فيه الأرواح قبل الأصوات. قدمت الفنانة التونسية الشابة سوداني عرضًا موسيقيًا ساحرًا، جمعت فيه بين الحداثة والإيقاعات التونسية الأصيلة، في ليلة ممهورة بصوت لا يُنسى من ذاكرة جمهور الحمامات. افتتحت “سوداني” السهرة بصوت دافئ آسر، كأنها تهدي البحر والمدينة في الوقت ذاته أغنية ولادة جديدة. امتزجت الأغاني بين البوب والفانك والديسكو مع لمسات تونسية محلية، مقدمة رؤية موسيقية حديثة تجمع بين الطاقة الشبابية والحنين إلى الجذور. منذ أغنيتها الأولى “ماذا بيا؟” (2021)، أثبتت أنها مشروع موسيقي ناضج، قادر على مزج الشعر والسينما والواقع اليومي في لوحة صوتية متجددة، قبل أن تقدم جمهورها لأغنية جديدة من ألبومها الأول المرتقب. ثم خيّم هدوءٌ مهيب على الركح، لتبدأ رحلة مختلفة تمامًا مع الثنائي “جذب”، المكوّن من مريم حمروني ومحمد برصاوي، في عرضهم الموسيقي الروحي “وليا”، الذي استلهم من الإنشاد الصوفي والمدائح المغاربية. ألهب صوت مريم قلوب الجمهور في طقس موسيقي يلامس الروح، بين “نادو لباباكم يا فقرا”، و”يا شاذلي يا بلحسن”، وصولاً إلى ترنيمة “نكبة” التي استحضرت الوجع الفلسطيني في صمت العالم. في الوقت نفسه، وفّر محمد برصاوي خلفيات إلكترونية دقيقة، مزجت الماضي بالحاضر، موسيقى بالروح، لتصبح التجربة أشبه بـ جلسة صوفية جماعية تتراقص بين التأمل والتحرر.
فلسفة “وليا” ترتكز على إعادة تخيل التراث لا تكراره، مؤكدين أن الفن طريق لإعادة الاتصال بالذاكرة الجماعية، وبناء لغة موسيقية تونسية معاصرة متصالحة مع جذورها. في تلك الليلة، وجد الجمهور نفسه بين عالمين: عالم الحداثة مع سوداني، وعالم الروح والذكر مع “جذب”، لتصبح السهرة رحلة موسيقية آسرة تمزج بين الفرح والصفاء الروحي، بين الإيقاع والسمو الداخلي. ومع إسدال الستار، خرج الجمهور من القاعة كمن اجتاز بوابة بين الأرض والسماء، بين التاريخ والروح، حاملاً في ذاكرته ليلة أثبتت مرة أخرى أن الموسيقى ليست مجرد صوت، بل تجربة حياة كاملة، تتقاطع فيها الأحاسيس مع الإيقاعات، والخيال مع الواقع، والروح مع الاحتفال.

مهرجان الحمامات 2025… أطلس موسيقي يعانق العصور والجهات
ما ميّز هذه الدورة لم يكن فقط ثراء البرمجة، بل تجاور الأزمنة والأنماط: من الطبول التاريخية في “أمّ البلدان” إلى إيقاعات الراب مع بالتي، من الفلامنكو الإسباني إلى السالسا الكولومبية، من الطرب العربي إلى الجاز الأمريكي. لقد بدا المهرجان أشبه بـ أطلس موسيقي/مسرحي يعرض العالم في ليالٍ متتالية. أما تونس، فقد كانت القلب النابض: من بوشناق إلى صابر الرباعي، من غازي العيادي إلى نبيهة كراولي، من المسرح التاريخي إلى التجريب الشبابي، أثبتت أنّها ليست مجرد مضيفة، بل شريكة أساسية في كتابة ذاكرة المهرجان. وهكذا، لم يعد مهرجان الحمامات 2025 مجرد برنامج حفلات، بل رحلة عبر العصور والجهات، ومساحة للتفكير والاحتفال في آن، جعلت الركح التونسي منبرًا للعالم وصوتًا للحاضر.














