كتب :: محمد مسعود
كنت وصديقاً مهندساً بطريقنا لطرابلس مرورا بالجفرة بالتسعينيات تقريباً ، فاخبرني ان صديقاً له يعمل بمكتب هندسي اخبره ان معمر العقيد خطر له مرة ان يصل الجفرة بالبحر الابيض المتوسط , رغم ان الفكرة تبدو شطحة من جنون لكنها كانت ستكون فارقة جدا لليبيا وللمنطفة بأسرها و يبدو ان الفكرة ما كانت بالمستحيلة ذلك انهم وجدوا جيولوجيا ما يجعل منها ممكنة ، سيما وان الجفرة تعد تضاريسها ضامنة للانسيابية ، إذ هي وسط منطقة منخفضة نسبيا عن مستوى سطح البحر ما يجعلها ممكنة التنفيذ ، وأعتقد ان صديقنا الجيولوجي (صالح حصن) الاقدر على تأكيد الفكرة او ضحدها ، وهو الجفراوي الجيولوجي باقتدار وتبقى كثير من الشطحات منتجة لإفكار لا نعرف قيمتها الا بعد تنفيذها او بعد فوات الاوان على ذلك .
لنتخيل ماذا لو أهمل (القذافي العقيد) فكرة النهر الصناعي وأهتم بميناء الجفرة البحري المفترض ، الم نكن حينها ضَمنّا ناقلا بحريا لدواخل الجنوب ، ناهيك عن تغير طقس ليبيا بالكامل إذ أن نسبة البخر ستزيد كثيراً نتيجة للطقس الصحراوي الحار ، ما سينتج عنه توليد أمطار غزيرة تجعل من الجنوب الليبي جنة طبيعية نظرة ، وهو بالضرورة ما سيغدي المخزون الجوفي للمياه بدل تناقصها الان ، ناهيك عن إلباس جبال السوداء برداء ربيعي اخضر مما سيجعل الودان و الغزال يغزونا كالذباب .
ذلك بالقطع كان سيسهل التصدير والاستيراد على حد سواء ، كما أن ذلك كان سيعزز قيام صناعات عديدة من خزف ورخام وكريستال وحتى تعدين كالحديد والذهب ، وكل تلك الخامات لاتزال مطمورة بالجنوب وبدراسات مركز البحوث الصناعية .
لكن الأشاوس سامحهم الله يريدونها عوجاً !.
