مٌنتَهـى العَبـثْ ..( 2 )

مٌنتَهـى العَبـثْ ..( 2 )

  • وفــــاء دوزان

ذات التنويــه .. عزيزي القارئ هذه المقالة نتجت من مخاض اليائس أي أنها ولدت من رحم الاكتئاب وتحمل ملامح السوداوية، إن كنت على قدر عالي من السعادة لا تقراها ها أنا ذا أحذرك وإن كنت أقل من ذلك استمتع بقراءتها وكٌن على يقين بأنك أفضل من غيرك بكثير.

بصوت عالِي وخشن الموظف الذي في الإستقبال يُنادي “90_25″ .. نعم حان دوري أمرر خطواتي ببُطء نحو الغرفة، يردد على مسامعي اليوم هي زيارتك الرابعة قررنا أن تكون مع الطبيب لا المعالج النفسي، أردد وأنا لازلتُ أسير بذات البطء ” يبدو أن الوضع ازداد سوءًا “.

وصلت أخيرًا حيث استقبلني الطبيب بسؤاله المعتاد . _ كيف حالك ..هل أنتِ بخير .؟ = يا إلهي كان بإمكانك البدء بسؤال أقل تعقيدًا . _ وما المعقد في هذا، وإن كنتِ لستِ بخير فقط تحدثي، ماذا يحدث معك .؟ = حقيقةً لا أعلم كنتُ سعيدة، سعيدة جدًا وأعتقدت أنه سيكون دائمًا أبدًا . كنتُ بخير، نعم كنتُ كذلك واجتزت كل شيء إلي أن وجدت الأرق يوقظني عند الرابعة صباحًا ليحدثني : ثكلتكِ أفكارك. _ هل توقفت أو تعثرت أنشطتك اليومية وهوايتك .؟ لا مزاج ليّ للقراءة ولا للكتابة ولا لإنتظار شيء ما أن يحدث، لا أرغب في الحديث مع المعالج النفسي ولا الخروج مع أصدقائي والتسكع، لا أود الوقوف أمام الشبكة أو خلفها لهذا أفكر بالإبتعاد عن هذا وربما أحرر أوتار آلتي . = ما سبب كل هذا .؟ – لقد تخلى عني من أستطيع الإفصاح له والبكاء أمامه حتى أكون بخير من كان يشاطرني هدوء الليل ويحتضنني مساءًا دون أن يلمسني ” السقف يرفض احتضاني” ولا موثوق به يتفهم ذلك لا أستطيع حتى البكاء لأكون بخير. = هل تعتقدي أن أفكاركِ أصبحت سلبية .؟ _ لا أفكار ليّ .. هل بإمكانك أن تعيرني أحدها إن كنت تملك، فأنا استنفذت جميع أفكاري في تخطي السنوات الفائتة، لا أخفيك مفلسة فكريًا حدّ الإكتئاب ولا يمكنني حتى كتابة مقالة جيدة أصف بها كل هذا. = هل بإمكانكِ شرح أو إستعاب ما يحدث معكِ .؟ _ أعتقد أني منهكة نفسيًا يقول ” ويليام بوروز” أن ” المريض النفسي هو الإنسان الذي يفهم ما يجري حوله.” أستطيع فهم ذلك ولكن لا يمكنني شرحه، هو ليس سقوط السماء وليس إنقباض الروح ولا إختلاج للصدر أو انتحاب شديد، وليس بذلك القلق المفرط، أربعة جدران لغرفة مظلمة أتأمل سقفها وأحمل عداء للعالم لا يماثله عداء، هو الإكتئاب عاد يحاوطني، ربما سأستطيع الإفلات من محاوطته وربما هي لحظة مثالية لأشاركه الرقص. = كيف يراكِ من حولك .؟ – كل محيطي يعتقد أنه يجب عليّ أن أظبط حدودي، أقصد نفسي. يعتقدون أنني قادرة على ظبط حدودي النفسية، يرانِي البعض تجاوزتُ كل هذا والبعض الآخر يطالبني باللجوء إلي الله والتضرع لشفاء أوافق الآخرين منهم وأنشد دعائي ” اللهم إني أفكاري قد ضاقت على صدري وأحكمت الخناق اللهم بعد بيني وبينها كما بعدت بين المشرق والمغرب، أعلم أنك تسمعني إلهي أرجوك تدخل لحل هذا” . – أعتقد أنني تحدث كثيرًا ألم تنتهي جلستي بعد ، هل أتوقف .؟ يومىء ليِّ الطبيب برأسه أن لا أستمري . أستمرــــ أعتقد أن التقارب الحاد بين اللحظة التي أتصارع فيها مع نوبات الإكتئاب وبين الأخرى التي أحبذ فيها وجودها بشدة أقل، هي التي تسرع وثيرة يومي إنني ممتنة من النوبات التي تفعل ذلك . مايزال العلاج في بدايته الطبيب يسألني إن كنت أرغب في رفع جرعات “زاناكس” أومىء له أن لا ، شكرًا لهذا ولوقتك . أختصر الطريق لأجدوني خارجًا أقف أمام أمي وأردد لا أود الحديث عن هذا مجددًا ، تحتضنني بلطف قوي وتقبل خدي الأيسر تم تهمس في أذني ” سينتهي كل هذا قريبًا أعدكِ سينتهى العبث”

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :