مَرْكَزُ سَبْهَا الطّبِيّ

مَرْكَزُ سَبْهَا الطّبِيّ

  • الافتتاحية

يصر الكثيرون على تسميته باسمه القديم جدا ( 2 مارس ) رغم أنه تحول لمركز طبي مستقل منذ سنوات طويلة أي قبل العام 2011 بذمة مالية ومخصصات مستقلة . مركز سبها الطبي هو ملاذ البسطاء من عامة الناس ، الكل يزوره ويجد حاجته فيه ، بغض النظر عن الأخطاء الموجودة في كل إداراتنا بلا استثناء ، وعن فقدان وأحيانا انعدام فن التعامل الذي تشكو منه معظم مؤسسات الدولة الليبية ، يظل هذا المركز الطبي وجهة جميع سكان فزان بالمطلق يأتونه في كل الأوقات ليلا نهارا صيفا شتاءً لا أحد يستغني عنه ، حتى مرتادي المشافي والمصحات الخاصة لا يمكنهم الاستغناء عنه . مرت عليه مختلف الحروب والصراعات بل وفي أحيانا كثيرة دارت هذه الحروب داخله ، ومع كل توتر أمني قد يتوقف المركز لأيام أو لأسابيع لكنه سريعاً ما يعود للعمل مجددا . في كل مرة نسمع عن اعتداءات يتعرض لها هذا المكان ، عن سرقات وتصفيات وضرب ، يطال الإنسان فيه قبل التجهيزات والمكان ، من المؤسف حقا أن نرمي البئر التي نشرب منها بأشد الحجر ، وأن ندمر بأيدينا بيوتنا التي تأوينا ، هذا المكان الطبي الوحيد في سبها الذي ينزل فيه المريض بلا مقابل ، ويتلقى فيه الاهتمام والعناية بلا كلل أو ملل ، ولا حتى منّة . الموظفون فيه ابتداء من العناصر الطبية والطبية المساعدة والإداريون وحتى عمال النظافة شئنا أم أبينا مجاهدون يحملون كل صباح أرواحهم على كفوفهم لأجل إنقاذ أرواح الآخرين ، بالأصح لأجلنا جميعاً فهل يكون جزاؤهم الاعتداء عليهم بالضرب والتهديد والإهانات المتواصلة ؟! تحولت قضية توفير الأمن للعناصر الطبية والطبية المساعدة وجميع الموظفين بالمركز لمعضلة تناولها المصلحون والمرشدون وأئمة المساجد بلا فائدة . استبشرنا خيرا بوجود قوة من الجيش لتأمين وحماية المركز من الاعتداءات المتكررة عليه ، لكننا نتفاجأ في كل مرة بتسجيل اعتداء جديد ، للمرة الثانية على التوالي تتم سرقة سيارة مواطن من داخل المركز الطبي ، وللمرة العاشرة وأكثر يتم الاعتداء على العناصر الطبية من طبيبات أو أطباء يقومون بواجبهم المقدس اتجاه الوطن والمواطن . أين الحراسات الموجودة على باب المركز من دخول المسلحين عليه؟ أين الجهات الأمنية التي يفترض بها توفير شيء من الحماية لمن تكفلوا بتوفير العلاج والاهتمام لنا؟ . نعم قد تكون ردود البعض من الأطباء مستفزة للمرضى لكن هل يكون ذلك مبررا للاعتداء عليهم؟ ! حقاً يحتاج هذا المركز لسنّ قوانين تحميه أو لتفعيلها بشكل أكثر دقة ، كما يحتاج لوقفة جادة من الجهات الأمنية ، وخاصة مديرية أمن سبها التي تغط في سباتها العميق وسط كل هذه الفوضى والنزيف المستمر .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :