مُجرّدُ ضَحيّة

مُجرّدُ ضَحيّة

  • شعر / المهدي الحمروني

عليّ أن أتوقف عن حبكِ 
أن اتخلّى عن الفكرة بالمطلق 
البلاد تتشظى ياحبيبتي 
سنكون أبعد مانكون في الهويّة 
وأشرخ مايمكن في المواطنة 
كنتِ على حق 
حين استعضتِ عن الصورة في 
حائطك الخاص 
برمزية من ظلال متعددة التشكيل 
وكانت المسافات رؤوفة بنا في البعاد 
كم سيكفي هذا الشعب من 
قوارب للنجاة ؟
وكم يلزمه من سفن إنقاذٍ للإغاثة ؟
وكم سُيشبِع مقبرة البحر 
لتقنع منه عن الزيادة ؟
النزوح لايؤدي إلى الدول المجاورة 
لحسن الحظ أننا لم نلتق 
أو التقيتكِ لمامًا ومذعورا
لم أعد أذكر ..
بسبب الحرب التي كانت دائمًا على أهبة 
كنت أراها في كل بوابة مررت بها 
كان الجندي يتفرّس في لهجتي بريبة
وكان المليشياوي يتهجّى أرقام لوحة السيارة بحذر غامض
وكانت الرسائل النصية بيننا متعثرة بالفشل 
والمكالمات مبحوحة 
والتغطية شحيحة وعذولة 
والشوارع غيورة ومتلصصة
والطريق إليك مبتور بالحواجز
وبعيد كمن هنا إلى مكة 
وعلى بغل حرون 
والأروع أننا لم نضع كفًّا بكف 
والآمن أننا لم نتعانق
ولم نشرب القهوة على طاولة واحدة 
لكنتُ في نظرك الآن خائنًا سافلا 
ولغدوتٌ في تأويلكِ من قسّم الوطن وقلبكِ على السواء
الهدايا التي تبادلناها مخذولة 
بالقطيعة 
والكلمات مصادرة بوداع جائر 
وطريد 
كنت أمهّد لإعلان دولة حبكِ 
كنت أؤجل بيانه 
لثقةٍ خادعة 
في أكذوبة وطن واحد وأبديّ
إنهم يمزقونه بيننا بجبروت اللصوصية والطمع والغنيمة
وأنا خجِلٌ من الاعتراف لكِ 
أني مجرد ضحية
ولست مكابرًا في الجهر 
بأني كنت أحبكِ سرّا 
رغم فوات الأوان

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :