بقلم :: عمر الطاهر
حدث ذلك ليلة رأس السنة الفائت ، حينما لوحت لنا ( 2016 ) مودعة ، حينها آوينا إلى مخادعنا ، و الظلام كثيف يلف المكان ، فالكهرباء مقطوعة كالعادة وأنياب الشتاء القارص تتغلغل لعمق أرواحنا وأنا أتحدث إلى ابنتي الصغرى ، حديث المزاح مع طفلة يغالبها النعاس ، فسألتها على سبيل الاستحسان و استبشارا بالأمل حتى في إجابة طفلة صغيرة لعل الله يجعل البشرى تجري على لسانها و تنطق إلهاما بالحق من الله ، الملائكة لله أقرب والأطفال هم أحباب الرحمن ، أملاً بأن يستقيم الحال ، فسألتها على سبيل الدعابة و طمع النفس التواقة إلى حدوث المعجزات فقلت لها: هل تعتقدين يأن بلدنا ليبيا سوف تتعدل ؟
فأجابت على الفور دون استغراق في التفكير :
إن مضيتم في ذلك سوف ( تتعدل ) ، و إلا فكيف ( تتعدل ) ؟ .
عندها شعرت برغبة ملحة في كتابة هذا ، فكتبته .
وتساءلت واستغربت من أحوال أولئك المتسمرين حول شاشات التلفاز والفضائيات المختلفة لاستجداء وهم المنجمات، احتضنت نبيتي الصغيرة ونمت بعمق .
تتعدل = استقامة الأحوال . و هي كلمة متداولة كثيرا محلياً في بلدتنا البركت ( أقصى جنوب غرب الوطن ) .