بقلم :: المهدي جاتو
بيني وبينك نظرات
وبيننا هناك نظرات
تراقب عن كثب تلك النظرات
أنا وأنت مجرد آهات
تريد الغوص في الآهات
ولكن .. في مكان ما
هناك من يولد في الخفاء
تلك الآهات ..
ويسعد كلما سمع في الليالي
منا صدى الآهات
يعتقدون بأننا بلا أخلاق
أعداء التلاق
نحن نقول لهم هي الأشواق
من جعل قلوبنا في عناق
لا الأجساد …
يا من نصبتم أنفسكم
أسياد للأخلاق بلا خلاق
أعيب أن تتسامى قلوبنا
عن الأحقاد .. ؟
أعيب أن تفرح أنفاسنا
بيوم الميلاد .. ؟
لماذا لا تقفون في حياد ؟
وتنظرون بعين اليقين
كيف أن رائحة الزهر
تفوح فينا في كل حين
إني أراكم تغلقون النوافذ والأبواب
وتسدلون الستار …
وتكثرون علينا من الأستار
وتضعون من فوقنا القباب
ونظراتكم إلينا في المجهر
كلها إرهاب في إرهاب
لكن .. ايها الحراس
أيها الأرباب
قفوا كخيال المآته .. كالدمى ..
وتمسكوا بالمفاتيح أمام الأبواب
سوف تعجز كل أسلحتكم
عن حجب السر في النظرات
أو إيقاف ذاك الهسيس
الساري في الهمسات
أو منع خيول الرغبة
من الصهيل في الساحات
سوف لن تستطيعون
منع أرواحنا من خلق اللقاءات
العيب كل العيب
أن لا يعرف الإنسان معنى للحب
الخسارة كل الخسارة
أن يملأ الإنسان قلبه بالحقد
فالحب أيها العذال ليس له ند
بيني وبينك نظرات
وبيننا هناك نظرات
تراقب عن كثب تلك النظرات
داسوا بأقدامهم
بكارة غضون الصحراء
وركزوا النظر في حبات الرمل
وكشفوا ما تخللها من أسرار
والتقطوا بعدساتهم
صور مملكتي النحل والنمل
وسجلوا بأجهزتهم
أصوات الطنين ولم ينسوا الدبيب
بأي حق يتنصتون علينا ؟
وعلى مماليكنا في هذا الكون
وبأي حق هؤلاء يمزقون بيننا الأوتار؟
ويقطعون في احاسيسنا التيار ؟
من سمح لهم بالغوص في بحارنا ؟
وأن يسرقوا منها اللؤلؤ والمرجان
لقد نزلوا بالمجهر تحت الأعماق
بحثاً عن حورية الإنس ، أو ربما الجان
لقد شاهدوا في اعيننا الوئام
وفي قلبينا تلمسوا الحنان
وأيقنوا في انفسهم بأننا كالحمام
رمزاً للسلام
وإننا منبع الحب والإحسان
لكن .. ويا للأسف !
لم يعجبهم منظر الربيع
ولا لون الغسق البديع
لم يعجبهم سوى
نعيق البوم في الهزيع
ولوك بذيء الكلام في المرابيع
لقد وضعونا تحت المجهر
وأضافوا علينا
مزيجاً من الحقد والبغض
وانتظروا باهر النتائج
بعد أن أثاروا الموج الهائج
لكن المزيج فينا
الإكسير الذي منه ارتوينا
اللحمة التي جمعتنا
وجدوها صخرة كالحجر الصلد
لا تتفكك .. لا تتشتت ..
وجدوها صخرة دائمة الخلد
لكنهم ما تركونا مع بعضنا نستريح
وما تركناهم يعبثون بنا كالريح
جهزنا لهم السلاح
وجددنا الأحاسيس ، وقوينا الحب
الذي به القلب للعين باح
فتكلمنا بالكلام المباح
والنظرات بيننا
تراقب عن كثب تلك النظرات