نظرتي

نظرتي

  • سالم ابو خزام

شعبنا العزيز هل ستمضي هذه السنة كالسنوات السابقة ؟ أمنياتي ألا يدق أسفين جديد بينكم ، وندخل مسرح اللعبة القديمة المتجددة كل عام وقد أثخنتنا الجراح بدون مداو . هل نتوقف عن صب الزيت على النار ، لتلتهم أكبر عدد ممكن ، أو يتطاير الشرار منها ليصيبنا كسوابقه ؟ أيها الشعب العزيز : لقد طال أمد الازمة وامتد إلى أكثر من اللازم ولانزال نركب رؤوسننا وأدمغتنا وندمر بلادنا بأيدينا ويشب الحريق بها ونحن نكتفي بالفرجة عليها ونكابر ونمتنع عن نجدتها وألا نسعفها بطوق النجاة ! ليبيا تحطمت أو تكاد ، تحطمت مؤوسساتها وضاعت أموالها في الداخل والخارج وجرفت وأهدرت بلا طائل أو رجاء . شبابنا انتهي إلى الجبانات في مواكب الموت بين شهيد وضحية ، آلاف القتلى نزفهم في كل يوم فهل من متعض ؟ عشرات من الأسرى والمفقودون ومن هم خلف القضبان ظلما وعدوانا ، وآخرون غيبوا قسرا ولا ندري أهم أموات أم أحياء ؟ وآخرون غيرهم من المبتورين ومن هم صاروا يمشون على عكازات بلا أمل أو رجاء ! الموت يحصدنا ، والجوع يلتهمنا الفاقة تحاصرنا والأمل ينحسر ويضيق . كل ذلك يحدث في بلادي ، ولانزال نكابر ونركب الشيطان الرجيم ، عليكم بالنجاة والركوب مع أشرعة السلامة ، بحب الوطن . حب الوطن ، تراب وسماء ، والإخلاص له والاعتذار منه وإليه وأن نقف صفا واحدا ونضمد الجراح ونكفف ماتبقى من دموع ودماء . ..لنبني معا ليبيا فالعالم ينعتنا بالأضحوكة ، وصرنا أروع شعب في تنفيذ مخطط الإفساد بسلاحهم المتعدد . أحسب أن دولا عظمى تتولى مسألة التخطيط وأخرى إقليمية تتولى التنسيق وعربيات شقيقات يتولين مسألة الصرف والإنفاق ، بينما نحن نتولى التنفيذ إفسادا بلا منازع ! علينا أن نعود إلى جادة الحق والصواب وهنا لابد من تقديم التنازلات وليس ثمة أي عيب في ذلك كلنا مطلوب منه أن يأتي إلى منتصف الطريق فيجد شقيقه الآخر عند منتصفها ينتظر ، ليتعانقا فالتنازل لأجل الوطن شيمة حميدة يختص بها كل مخلص غيور ، وهكذا سنبني وسنمضي نحو الأمام . لنبني جيشا وطنيا قادر على حماية الديار ، ولنبني أمنا وطنيا يتولاها بالسهر على مؤوسساتنا والحفاظ عليها ، وإعداد أجيال قادرة على تحمل المسؤولية . ..لقد طردنا الغزاة والقادمون الجدد من العصابات المارقة والمرتزقة الآتية من وراء الحدود ، التي أنهكها الجوع والعوز ،وتحطمت أحلامهم من البقاء في أرضنا ببناء مستوطنات جديدة تصبح أمرا واقعا . ..لا جدال اليوم في إعادة تأهيل ليبيا وبناها ، خاصة إن بلادي فتية متعلمة وتمتلك إرادة التغيير ، التغيير نحو الأفضل بمستقبل مشرف أساسه تحطيم أية قواعد ظالمة وإحلال جديدة مبنية على العدل والمساواة والحرية . ..أقول على الإعلاميين والصحفيين المهنيين أن يتصدوا في ملحمة واحدة ، وخطاب إعلامي مهني متميز يحرك المشاعر ويلهب الأبصار ، خطاب يحث على العمل والإبداع ، يدفق مشاعر المحبة وينجزها ، ويمحو أية آثار للكراهية والضغينة والحقد ، يؤسس للتقارب وينحى بالبلاد نحو الأمام . ..اتركوا برجاء خطابات التخوين والشكوك وعودا إلى رشدكم من أجل بناء ليبيا بلادنا وازرعوها بالأمل فتحصوده. ماتعاهدنا عليه يجب تطبيقه ، وهو المنهج الصادق الوسطي ، ونحن اليوم في أمس الحاجة إلى كل يد تبني وتعمر ، فثمة الغافل والذي غيبت عنه الحقيقة والذي أخذته العزة بالإثم ، علينا أن نتجاوز كل الجراح ونسمو ونرتفع بالوطن ، وليس كوطني وبلادي بلاد .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :