نظرتي

نظرتي

 بقلم :: سالم أبوخزام 

هنري بيرود سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى القاهرة إبان فترة الرئيس المعتدل كندي في الستينيات وحين اغتيل الرئيس وجاء خلفا له ليندون جونسون كما هو معلوم . ..السفير بيرود استقال وتقاعد ، لكن في الغرب يصار للاستفادة من الأفكار والرؤى السياسية لمن تقلد وظائف دبلوماسية هامة خاصة في منطقة الشرق الأوسط بالغة الأهمية لأسباب كثيرة . ..السفير هنري بيرود أعطى كثير المحاضرات في جامعات ومعاهد أمريكية متخصصة في العلوم السياسية ، ثم كتب مذكراته القيمة وقد أتيحت لي فرصة الاطلاع عليها ، فقد شدد أن بلاده الولايات المتحدة الأمريكية تعول على إرساء وتثبيت أربعة محاور رئيسة في الشرق الأوسط وهي ضرورية وهامة وقصوى لبلاده على النحو التالي :

أولا: أهمية السيطرة على منابع النفط والغاز فالطاقة ستبقى المحرك الأساس للاقتصاد العالمي وأضاف لابد من أخذ كل التدابير اللازمة لإنجاز ذلك ومهما كلف بلادي .

ثانيا : ضرورة العمل على طرد الوجود الروسي أو تقليص دوره ودحره من المنطقة والاستمرار في محاولات الانفراد بها كلما أمكن ذلك ، لأن الشرق الأوسط من المفاتيح الأساسية لقيادة العالم .

ثالثا : علينا الاستمرار في خلق بؤر توتر مستمرة في هذه المناطق من أجل التأثير في قياداتها وشدها نحو الغرب وفي اتجاه بلادي الولايات المتحدة الأمريكية تحديدا . إن خلق التوترات وبمختلف الطرق وفي كل المناسبات هو الأسلوب الأمثل للتحريك والاستحواذ .

رابعا : يضيف السفير هنري بيرود أن هذه المرتكزات الثلاثة سالفة الذكر ستمكننا من خلق حالة أمنية مناسبة تؤدي إلى دعم الصديق الدائم ( إسرائيل ) وتعزيز نفوذها وتوسعها كأول دولة ديموقراطية في المنطقة ، ويضيف: هذا يمثل واجبنا السياسي والاخلاقي والتاريخي أيضا .

نظرتي : السفير هنري بيرود أوجز لنا الخطوط الرئيسة وقدم القراءة كاملة ولكننا وبكل أسف لا نقرأ وثمة من قال إذا قرأنا لانفهم !! ..الشرق الأوسط ونحن جزء منه رسالات وكلام من السماء ومهبط للوحي وأرض للهدى والإيمان وبالتالي معارك كبرى بين الإيمان والضلال والحق والباطل ، كما أنه تجارة ومنافذ ومخزون للنفط والغاز !! لذا سيبقى منطقة للصراع الدولي واﻹقليمي وتلك أقدارنا كأمة عربية لمواجهة شرق أوسط جديد بفوضى خلاقة تعبث بكل شيء وتحت إرادة وسطوة صانعها وموجهها !! نظرتي : الرؤى تتحقق بتدمير جيوش المنطقة من الداخل ، حيث كانت أولى قرارات الحاكم ” بول بريمر ” تفكيك الجيش العراقي وهذا ماحدث بكل المنطقة ولم يبق غير جيش مصر حيث لازال العمل جاريا وضد كل دولة حيلة وعنوان فهل تنتصر الحضارة والإنسان المصري وخير أجناد الأرض على العملاء أم سينهار البناء؟! ..اليوم وحول شواطيء سوريا وقبالة سواحلها من اللاذقية وجبلة وحتى طرطوس ترسو سفن وبوارج عسكرية روسية كقوة ضاربة في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب ربما دفاعا عن سوريا والمصالح في مفهوم ومتطلبات لعبة الكبار . لكن قبل ذلك علينا أن نفهم أن شركة (أنسس) التي قامت بمسح المنطقة في مياه البحر المتوسط من قبالة اللاذقية وجبلة وطرطوس ثم سلمت المعلومات إلى شركة (جاتكست) النرويجية التي حللت المعلومات لتكتشف المعطيات الرهيبة المتعلقة بحقول من النفط توازي النفط الكويتي كاملا من حدود لبنان إلى بانياس لصالح سوريا ليسيل اللعاب لعالم الغرب أكثر !! سؤالي المنطقي والواقعي هل سيسمح لسوريا بامتلاك ذلك ؟ نظرتي : أسئلة جيوبولوتيكية كثيرة يمكن أن تطرح وتثار حول المنطقة والألاعيب الدولية الجديدة !! ..هذه الثروات قد تكون نقمة وقد تثير صراعات ولعلها تقسم دولا وتفتت كيانات!! ..حول شواطئ سوريا ترسو البوارج الروسية في مواجهة بوارج أمريكية ، وحول أكاكوس وتبيستي ومناجم الذهب والنفط والغاز وماء عذب فرات بالجنوب الليبي لا أدري أية سفن ترسو ؟؟!! 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :