نعمة السعادة

نعمة السعادة

أ- محمد علي

أول قواعد السعادة في الحياة بعد طاعة الله هو: اتخاذ القرار وإرادة السعادة، فالسعادة قرار؛ قرار تتخذه أنت برغبتك وإصرارك

وقد لخّص هذه القاعدة العظيمة في السعادة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

حين قال: (عجبا لأمر المؤمن . إن أمره كله خير . وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن . إن أصابته سراء شكر . فكان خيرا له . وإن أصابته ضراء صبر . فكان خيرا له).رواه مسلم

إن السعادة قَدَر المريدين فهي إرادة السعادة وإدارتها، والبحث عنها من خلال الأسباب والمحاولة والتدريب والعمل، وقد ينجح الإنسان في سبب ويخفق في آخر

فهي أشبه باللذة، وغالباً ما تكون سريعة المجيء والذهاب، أما الشعور المعنوي واللذة الروحية والإحساس القلبي العميق فهو أشبه بالسرور، مثل السرور بلقاء الأصحاب والأصدقاء، وبالحياة الزوجية، وبالحب..

وحين يجتمع هذان العنصران:

1)) اللذة المادية.

2)) السرور المعنوي، فهي السعادة، التي هي معنى شامل في الحياة.

قال تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ

ويقول تعالى : “فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى” ، وذكر الله من أسباب ذلك، يقول تعالى: “أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ” ، إن طلب السعادة يحتاج لفعل دائم، وسعي دؤوب، وليست شيئاً ينزل من السماء مثل المطر، فالله يقول: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا”، فهو عملية طلب و”عَمِل”؛ لطلب رضا الله، والطمأنينة والسعادة.

وتتضافر أدلة القرآن والسنة على تحقيق مقصد السعادة، حيث تنتظم آيات القرآن وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، لتؤكد على قضية تنظيم حياة الإنسان الفردية والاجتماعية، ضمن نسق معين يؤدي بالضرورة إلى سعادته، وسعادة مجتمعه، فأعلن القرآن أهدافه الاجتماعية قائلا: { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} وهذه القواعد التي نادى بها القرآن تمثل الأسس المطلوبة لإرساء دعائم السعادة الاجتماعية، وتحقيق مطلب التواصل الإنساني السليم

.ومثلت دعوة النبي عليه الصلاة والسلام الداعية إلى مكارم الأخلاق وسيلة لإرساء دعائم السعادة

;فقال عليه الصلاة والسلام: [إيَّاكُم والظَّنَّ ، فإنَّ الظَّنَّ أَكذَبُ الحديثِ ، ولا تحسَّسوا ، ولا تجسَّسوا ، ولا تَناجَشوا ولا تحاسَدوا ولا تباغَضوا ، ولا تدابَروا ، وَكونوا عِبادَ اللَّهِ إخوانًا] (البخاري)

وهذه الدعوات تمثل في صميمها أداوت لجعل السعادة ” ثقافة ” منتشرة في المجتمع .

إن معرفة نعمة الله فينا يعطيننا الشعور بالرضا والسعادة، كنعمة الحياة نعمة العقل والأهم نعمة الإيمان، ونعمة المال والولد، ونعمة الأمن، يقول الله تعالى: “وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ”، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا )”رواه الترمذي”.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :