نقص حاد في منظومة الغذاء الليبي ( الخبز )

نقص حاد في منظومة الغذاء الليبي ( الخبز )

تحقيق : كوثر ابونوارة

عروس البحر (طرابلس تعيش بدورها، كسائر المدن الليبية، ، نقصًا في الخبز، يعود بالأساس إلى نقص الدقيق الأبيض والحبوب والانقطاع المتكرّر للتيار الكهربائي، الذي عادة ما يستمر لساعات طويلة، مما يتسبب بتعطيل خبز الخبيز للمواطن يباع خبز الأفران الآلية في ليبيا بربع دينار للخمسة فردات (أرغفة)، فيما يباع خبز التنور (الفرن الريفي) بدينار تقريباً ولكن في ازمته ازداد سعؤه مضاعفا وقد اصبحنا نشاهد طوابير طويلة أمام المخابز في العاصمة طرابلس منذ ساعات الصباح الأولى، نتيجة توقف بعض مطاحن الدقيق عن العمل نظير الديون المتراكمة التي تصل إلى ملياري دينار ليبي (1.8 مليار دولار)، على صندوق موازنة الأسعار، منذ مطلع العام الحالي.

الخبز جزء رئيسي ومهم في منظومة الغذاء الليبي. بالتالي من الصعب الاستغناء عنها مالم يكن ثمة بديل، وهو أمر له علاقة بالنظام الغذائي للوجبة الليبية، الغنية بالنشويات، والفقيرة في بقية المكونات الغذائية. الأمر ليس صعباً، لكنه يحتاج إلى جهد وعمل لتغيير العقلية الليبية مطبخاً وغذاءً ورفعت بعض المخابز أسعارها إلى الضعف نتيجة الإقبال الشديد من المواطنين، ونقص الدقيق في ظل غياب الأجهزة الرقابية. ايضا كشفت كشفت دراسة حكومية بأن استهلاك الفرد في ليبيا من الدقيق يبلغ 144 كيلوغراماً سنوياً وتستهلك ليبيا سنوياً مليوناً و260 ألف طن كطحين للمخابز. ويشكل دعم المخابز نسبة 51% من الدعم السلعي الذي تقدمه الحكومة ويتحصل السكان الأجانب البالغ عددهم 9% من سكان ليبيا على رغيف الخبز المدعوم. وطالبت الدراسة بضرورة وجود مخزون استراتيجي من الدقيق يكفي لمدة ثلاثة أشهر في حالة رفع الدعم عن الدقيق وذلك لمواجهة ارتفاع الأسعار في السوق المحلي. وإن سعر رغيف الخبز بعد رفع الدعم سيظل ربع دينار للرغيف الواحد بوزن 0.20 كيلوغرام

صحيفة فسانيا اجرت العديد من اللقاءات والتي تعبر عن غضبها بسبب النقص الحاد في منظومة الغذاء الرئيسي للمواطن الا وهي الخبز ,, كما عبرو عن استيائهم للطوابير الطويلة التي اصبحت على حد قولهم ركنا نعيشه منذ اربعة اعوام متتالية

(وعي المواطن مهم لتفادي الازمات )

الأخ فاضل ابو زيد : موظف : أزمة المخابز والخبز الذي تشهدها معظم مناطق طرابلس والمدن المجاورة لها هيا مأساة لو صح لنا تسميتها أو وصفها بهذا الوصف، ولما لا تكون مأساة فالخبز هو قوت أغلب أو كل أهل هذه البلاد والأستهلاك له كبير وكبير جداً، وما هو حاصل الأن من نقص أعتبره يونبأ بكارثة أو أطرابات داخلية لا أقول أنه ستكون كثورة البسكويت في فرنسا حين قالوا للملكة ناري أنطوانيت لا يوجد خبز للفقراء قالت دعهم يأكلون البسكويت ولله الحمد نحن لم نصل لهذا الحد، ولكن صبر الناس يوماً ما سينفد بسبب وقوفهم بساعات لأجل الحصول علي الخبز والأدهي والأمر ليس الحصول عليها فحسب ولكن حتي سعرها الذي بدأ في الأرتفاع ليصل سعرها إلي ما يعادل دينار ونصف فكيف نتوقع أن يصبر الناس علي هذا، مشاكل النقص عديدة فعلاً ويجب علي الحكومة أياً كانت حلها وبسرعة فأقوات الناس ليست مجال للمساومات ولا يدخل فيه مصالح شخصية ولا مكاسب سياسية، ولنعدد معاً بعضها ولنحاول معاً أيجاد حلول ولو وقتية تضم وحودها كل صباح لذا المواطن، اولاً نفص الدقيق وهذه مشكلة أعتقد بأن حلها يكاد يكون بسيط وهيا أستيراد كميات كبيرة من الدقيق لسد العجز والفاقد في الدولة والضغط علي أصحاب المخابز بزيادة الورديات ومراقبتهم من حيت التسعيرة ومايتعلق بالحجم والنظافة العامة، وتانياً مشكلة الكهرباء فهده مشكلة عامة وحلها يتطلب جهود كبيرة من الدولة فهيا متشعبة وشائكة ولكن يمكن لنقابة المخابز فرض غرامات علي أصحاب المخابز وألزامهم بشراء مولدات ولو عن طريق النقابة وبأسعار مناسبة وبتقسيط المريح لصاحب المخبز والتنسيق مع الدولة بتزويدهم بالوقود المناسب وهذا يتطلب جهود وتنسيق عالي وضغط في كل الأتجاهات حتي تتحسن الأمور ويشعر المواطن بأن قوته وقوت عياله قد توفر فلا شئ أسوء من أن يشعر رب الأسرة بأنه عاجز علي توفير أبسط المتطلبات الحياتية وأقلها رغيف الخبز والله المستعان، ويبقي شئ أخر مهم جداً جداً إلا وهو وعي المواطن في مثل هكذا أزمات تمر به البلدان فمثلاً بدل أن يكون عدد الأرغفة كبير يمكن التقليل لأعطاء الفرصة لغيرك للحصول علي الخبز فتتسوي الفرص والجميع يأخد ما يكفيه وتنتشر تقافة البدل والتكافل في المجتمع وبين الناس. (لا يوجد خبز يكفي اسرة متكاملة ) وأضاف فتحي النجار متقاعد : لقد أصبح لدينا في هذه الأيام مشكلة إضافية وهي الحصول على رغيف الخبز، فنتوقف لساعات أمام المخابز التي أقفل معظمها بسبب النقص الحاد في الدقيق وانقطاع الكهرباء. وأضطر أحياناً للوقوف أمام مخبز آخر لأحصل على عدد إضافي من الخبز يكفي أسرتي ليومين حتى بعد ارتفاع سعر الرغيف نحاول تعويض نقص الدقيق بشرائه من السوق السوداء بسعر مضاعف، حيث يصل جوال الدقيق (حوالي 30 كيلوغراماً) إلى 40 ديناراً مما اضطرنا لرفع سعر الرغيف، بعد أن كانت الدولة توفره بسعر 3 دنانير وتوقفت شركات الدقيق عن إمداد الدولة بالدقيق بسبب عدم تسديدها لديونها المتراكمة

الخبز والكهرباء وجهان لعملة واحدة ))

يعبر الأخ راشد البرعصي : وهو صاحب أحد المخابز في العاصمة طرابلس في حديثه عن واقع المأساة والمعاناة قائلاً: الدقيق الذي نصنع الخبز منه شبه مختف منذ أيام، بعد إعلان شركات المطاحن نفاذ مخزونها، وحتى عند توافر الدقيق، الأفران تعمل بالكهرباء، وبالتالي نعاني من انقطاع للتيار بنحو ثلثي اليوم ، وأضاف متسائلا ’ كيف يمكن صناعة خبز في ظل هذه الظروف؟ وهل يمكن لوم المواطن البسيط ، من الوقوف في طوابير أمام المخابز تحت أشعة الشمس الحارقة للصيف كما عرف عند غالبية المخابز إشكالية مزمنة تتعلق بنقص العمالة وانعدام اليد العاملة المؤهلة في المجال، حيث يشتكي العديد من الخبازين من مشكل عدم جدية العمال على حد قولهم و من عدم اهتمام الكثير من أبناء الجيل الحالي بمهنة صناعة الخبز، و ذلك رغم تطور وسائل تحضير المادة من أفران حديثة ، و كذا توفر المادة الأولية خلافا لسنوات ماضية، أين كانت المخابز تعمل بالأفران التقليدية و تعرف صعوبات في جلب المادة الأولية. ايضا نلاحظ أن مشكلة نقص اليد العاملة يتكرر في كل مرة بهذا المجال الذي يوفر مادة أساسية واسعة الطلب في الأسواق، و هو ما وقفنا عليه من خلال الحديث مع بعض أصحاب المخابز و العمال الذين أرجعوا أسباب نقص العمالة إلى العديد من العوامل، من بينها عدم تأمين العمال و تباين سلم الأجور بين المخابز، إضافة إلى مشكل عدم الاستفادة من العطل و الإجازات و العمل لساعات أطول و غيرها، فيما أرجع أصحاب المخابز الأسباب إلى عدم جدية العمال الذين يفضل الكثير منهم الربح السريع على حد قولهم، إضافة إلى نقص المهنيين و المختصين في المجال، و هو ما يؤثر سلبا حسبهم على توفير الكمية اللازمة من الخبز في الأسواق في كثير من الأحيان، ما من شأنه خلق ندرة في المادة خاصة في فترات الأعياد و العطل.

(سعر قنطار الدقيق 44 دينار) وتقول السيدة اسيا عبد القادر ربة بيت إنها تمضي وقتا طويلا أمام المخبز المجاور لبيتها لتحصل على ثمانية أرغفة لا تسد حاجة أطفالها اليومية، الأمر الذي يضطرها للتوجه إلى مخبز آخر، والوقوف مدة تتجاوز ساعتين للحصول على كمية إضافية وبسعر أعلى من السابق، قالت إن مالك المخبز أرجعه إلى ارتفاع سعر الدقيق في السوق السوداء فقد وصل سعر القنطار الواحد من الدقيق وصل إلى أربعين دينارا

طوابير منذ الصباح للحصول على رغيف خبز))

ايضا شاركنا الرأي الاخ : اسلام معتوق حيث اكد انه : جلت في شوارع العاصمة الليبية طرابلس وعدد من المدن، مشاهد اصطفاف طوابير طويلة من المواطنين أمام المخابز، على مدار الأيام القليلة الماضية، في ظل إغلاق عدد من المخابز، في أزمة لم يعتد المواطن الليبي عليها الان ان ظروف الحياة اجبرتهم عن ذلك . كل يوم نرى طوابير طويلة تمتمد امام المخابز الليبية في كل صباح على أمل العودة ببضعة أرغفة، لاستكمال الموائد الغذائية في كل بيت وقد يقضي معظم الواقفين وقتهم بالحديث أو الاستغفار، وأحيانا بالمشادات الكلامية. وعادة ما يطل صاحب المخبز برأسه معلناً إعتذاره ان الكهرباء انقطعت والوقود قد نفذ ولم يعد هناك خبزا

( انقطاع الكهرباء يعرقل انتاج الخبز )

يضيف الأخ مسعود ابوشوفة اعمال حرة يقول : زادت طوابير الانتظار للحصول على الخبز واصبحت بعض المخابز تبيع بكمية محدودة من اجل تمكين اكبر عدد من زبائنها الحصول على الخبز وشهدت قطع الخبز تدني حجم الخبز اصبح خفيفا جدا ما ادى الى زيادة استهلاك الاسرة فى اليوم وعدم التزام اصحاب المخابز بالوزن وبالمواصفات والمعايير التي حددتها الدولة بهذا الشأن بطريقة متعمدة من اغلب المخابز بهدف تحقيق ارباح كبيرة . بالاضافة الى عودة انقطاع الكهرباء لبضع ساعات باليوم مما يؤثر على الحياة اليومية للمواطن وكذلك يعرقل عمل بعض الجهات الخدمية من اهمها المخابز وغيرها من المؤسسات الخدمية التي تهم المواطن من خلال إعدانا لهذا الإستطلاع اوضح جمال الشيباني مدير صندوق موازنة الأسعار في البلاد تواجه أزمة في قضية الدعم، خاصة أن هناك ما يقرب من 2 مليون شخص يحصلون على الدعم السلعي في ليبيا من غير الليبيين، وذلك منذ عدة سنوات. ويذكر انه قد انخفضت قيمة الدعم للسلع والمحروقات في الميزانية العامة للدولة خلال العام الماضي، إلى 14 مليار دينار ليبي، وذلك مقارنة بـ 17 مليار دينار خلال العام السابق عليه، من بينها 2.5 مليار دينار لدعم السلع، و12 مليار دينار لدعم المحروقات، والتي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً عن الأعوام السابقة.

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :