كتب :: سالم ابوخزام
فزان تغرق في أوحال كثيرة عمقت مآسيها وأعطبت بناها الاجتماعية وذهبت ارتداداتها البائسة لتنعكس بشكل متردٍ على كل أوجه الحياة ، هذا الإقليم الجنوبي بات في عزلة تامة عن ليبيا بالنظر إلى صعوبات المعيشة فيه الآن . انتهاء الصدامات المسلحة في الجنوب نتائجها فواتير باهظة من الدماء وفقد لأعداد ضخمة من الشباب على وجه التحديد ، وهذا النحو أنجز إعياء وإنهاك كل القوى مايجعل ربما الوقت مناسبا للبحث عن مخارج لطيّ هذه الصفحات العبثية المؤلمة . ..حين تألمت فزان وتأوهت بأوجاعها في نهايات الأربعينيات وبدايات الخمسينيات انبرى لها الآباء والأجداد ليبعثوا ” الجمعية الوطنية ” التي ساعدت في رصّ الصفوف وتوحيد الجهود وفرز قياداتها وحكمائها والدفع بهم في إطار الحلول المناسبة حينئذ لليبيا قاطبة . ..يقال إن الأحداث التاريخية لا تتكرر ولكنها تتشابه إلى حدّ بعيد لذا أستطيع اليوم استدعاء التاريخ للاتكاء عليه بصورة جديدة قد تعيد لفزان اعتدالها ومكانتها المرموقة وتحفظ توازنها لتتقدم إلى مكانتها اللائقة بها لتستلمها أجيالها الجديدة في عزة وكرامة ومجد . ..النخب في فزان مناطة بدور أكبر ما دعاها لأن تلتئم في الحراك الوطني (فزان) الجنوب لفترة جاوزت السبعة أشهر في مناقشات علمية وموضوعية جادة أنجزت خلالها مشروعها المتكامل لإنقاذ مناطقنا الجنوبية كجزء من الحالة الليبية الشاملة ، إن النخب التي استطاعت أن تنقل حراكها إلى حالة الحركة بديلا عن السكون في مرحلة ثانية متقدمة ستشهدها أرض فزان الطاهرة والمباركة في مطلع أكتوبر المقبل بمنطقة ” تويوة” وبمنتجع قمر الصحراء حيث ستبعث من جديد ومرة أخرى ” الجمعية الوطنية الثانية ” من أجل القيام بدور سياسي فعال مرشح للمشاركة وإحداث التغيير في مسرح الأحداث السياسية في ليبيا قاطبة . ..”الجمعية الوطنية الثانية ” استدعاء جديد لتاريخ فزان وإصرار على إنهاء فكرة مرضها المزمن الذي ألم بها هذه السنين حيث لن تبقى “عربة مجرورة” كما أرادها النفعيّون الذين هجرت ضمائرهم ( النخوة ). ..تويوة ومنتجع قمر الصحراء على موعد مع التاريخ والأقدار والأقلام للإعلان عن واقع سياسي جديد ، واقع قادر على الفرز والأخذ بأبناء فزان من الرجال والنساء والشباب والفتيات إلى المساهمة في بناء وصناعة غد أفضل للوطن والبلاد العزيزة الغالية ليبيا . “الجمعية الوطنية الثانية ” إعلان بحجم التحديات وصفحة جديدة تعهدت بها نخب فزان من أجل ليبيا ، لقيادتها نحو آفاق أرحب وقد أزفت المواعيد !! أ.سالم أبوخزام ؛؛