- أ / سالم ابو خزام
الأموال المجنبة ، التي حجزتها الحكومة الليبية وسلطات القرار أثناء حكمها ، لاشك أنها كانت من الأسباب الرئيسة على توجيه ضربات موجعة لليبيا أدت إلى مانحن فيه الآن بحسب وجهة نظري . إن تجنب أموال بما قيمته 700 مليار من الدولارات ، في رأيي كان خطأ استراتيجيا أدى إلى ماوصلنا إليه من نتائج سلبية انعكست على عموم البلاد . إعلان تخزين هذه الأموال كان المطمع الأساسي فيها ، في الوقت الذي تعاني فيه دول أوربية من أزمات مالية خانقة . الأموال المجنبة ، كانت في صورة كتل من الذهب بالمصرف المركزي ، أقول وبكل أسف خسرها الشعب الليبي وبعثرت وتمت سرقتها تحت عناوين كثيرة ، استغلالا لفترة سوء الإدارة ، وقد تم التصرف فيها بصورة عبثية ، وبافتراض أننا حاسبنا مرتكبيها فلن يسترد شعبنا أمواله المنهوبة بطرق مختلفة ، وإن استرد بعضها بطرق قانونية فستكون طريقا طويلة . أيضا ضاعت أغلب الأموال الليبية التي رصدت في صورة استثمارات في خارج البلاد ، على هيئة شركات وأراضٍ وغيره . أقول كل هذه الأموال المتواجدة بصور مختلفة كانت وبالا مستطيرا ضد بلادي ، وبالتالي فإنها ضاعت لمرتين ، الأولى عدم الاستفادة بها في التنمية المستدامة وتحسين أوضاع الشعب الليبي في الأثناء ، لبناء الجامعات والمستشفيات والطرق والجسور ، والمدارس ، والمطارات وغيرها بكل أسف . أما الثانية فهي استخدامها لضرب ليبيا وسحق كل مدخراتها ، ودفعت فاتورة باهضة جراء تخزين تلك الأموال . .. الاتحاد الأفريقي ، لاشك في أن ذلك عمل عظيم أدى إلى تحرك أهم الدول الأوروبية ضد بلادنا وانتهز الفرصة في تدميرها والقضاء عليها ، وإن صفة الاتحاد بين عديد الدول والتي كانت حتى وقت قريب تابعة لسادتها في أوروبا بشكل خاص فرنسا ، وبريطانيا ، إيطاليا ، إسبانيا وبلجيكا ، وهولندا وألمانيا وغيرها . الاتحاد الأفريقي مخطط له أن ينهض بأفريقيا ومشاكلها المزمنة ، من ضمن أولوياته البنك الأفريقي المركزي وعملته الذهبية الدينار الأفريقي الذي يضاهي 7 دولارات تقريبا للدينار الأفريقي المذهب . بالطبع كان ذلك سيؤدي بالعملة الصعبة الدولار في الحضيض ، فلم يكن هناك من بد سوى القضاء عليه وعلى البنك المركزي الأفريقي ، وأن تذهب كل تلك المدخرات أدراج الرياح !! .. مما لاشك فيه وجود بعض السلبيات الأخرى كالبنى التحتية ، وجملة الخدمات الأساسية التي يعانيها شعبنا ونقص تلك الحاجات أدى إلى تفاقمها وعدم قبولها وعجل في إسقاط النظام وكامل الدولة . الآن وكما يقال لاتبكِ على اللبن المسكوب ، علينا وبكل الطرق الحكيمة استعادة صفنا وبناء أنفسنا والتخلص من النعرات الضارة ، لبناء ليبيا اليوم وبشكل جديد . إمكانياتنا مهولة مقارنة بعدد السكان وموقعنا غاية في الروعة يتوسط أهم البقع العالمية . حيث يمكن وفي لمح البصر أن تتحول ليبيا إلى قبلة لكل دول العالم ، وتصبح بوابة لكل أفريقيا ومدخلا مشرفا للقارة الأوروبية ، ورابطا بين حضارات العالم ، فقط لنبدأ ونتوكل على الله وندعو بكل حزم إلى الاكتفاء من القتل والتنكيل والشهداء بالمجان !!