نَـظْـرَتِي

نَـظْـرَتِي

بقلم :: سالم أبوخزام

.. الأليزيه حيث مكتب ” ساركوزي ” كان المكان الذي أعطى إشارة الانطلاق لطائرات الرافال الحربية الفرنسية للانقضاض على أهدافها بدقة لتدميرها تحت الشعار الزائف حماية المدنيين !! .. هذا ماحدث وقبل حتى الحصول على موافقة المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة . ..حماية المدنيين كان الغطاء لاستخدام القوة لتنفيذ ماتمّ الاتفاق عليه ولم تكن فرنسا إلا رأس الحربة حيث سنحت لها الفرصة لعودة جديدة للبحث عن مصالح هامة غلافها ” حماية المدنيين ” إن لقاء باريس بين الفرقاء الليبيين سوف لن يفضي إلى حسم الصراع السياسي بين أطرافه ، ولعلّ حضور بعض أطراف اللقاء ليس إلا من أجل إثبات الحضور عن المساهمة بفعالية في المشهد الليبي وقد تكون أهم نتائجه حدوث أخف الأضرار تجنبا لحدوث الأسوأ لملامح جيش بدأ يظهر بقوة فوق مسرح الأحداث الليبية ومرشحا لحسم خلافاتها بسياسة واقعية تحميها القوة ولو في حدودها الدنيا وسط ظروف أصبحت بالغة التعقيد .

..الاجتماع أسفر عن إنجاز ورقة شفهية وبالكاد بالأحرف الأولى ، حيث لم يتم اعتمادها وبالتالي تسخينها ! ..وهذا مايؤكد تعطيل محتواها ، وأن اللجوء إلى وضع أساس دستوري سيظل مقبولا حين يجهض الأعمال الإخوانية لمشروع دستوري سيذهب بالبلاد نحو كوارث حقيقية أخرى ، يدرك مداها وأبعادها المتيقظون فقط ! عوض تنظيم انتخابات نزيهة يقرر فيها الليبيون مصيرهم بإرادتهم الحرة وهذا الأمر يخطط له أن يكون بعيد المنال . ..اجتماع باريس ليس إلا قناع وتجميل باستخدام المساحيق والمكياج الفرنسي من أجل تفصيل حلول تناسب مصالحهم وأهدافهم الاستراتيجية بعيدة المدى ، التي تظهر بالقراءة الواعية لمعاني تختفي بين الكلمات والسطور . ..على الليبيين اليوم إدراك حقيقة واقعة بأن الحلول سوف لن تكون إلا ليبية أصيلة منشأ وفكرا ، وأن اللغة الدبلوماسية إعلانات الورق والحضور لاستكمال الديكورات العريقة لأثاث وأبهة الأليزيه ، ليست إلا صورة ظهرت ملامحها واختفى محتواها لتحقيق أهداف خاصة لا تخدم المستقبل الليبي على وجه الإطلاق . ..فرنسا والغرب وبكل أدواتهم سعيهم تمكين العابثين بالدين من تصدر المشهد لأجل مزيد من الفوضى والتخريب .

..إن الإشارة إلى ضمان وجود الأموال المناسبة متلازمة مع ترتيبات أمنية قوية ليست إلا لفتح الأبواب على مصراعيها لاستنزاف ماتبقى من أموال الوطن التي ظلت بعيدة عن أيدي الفاسدين وتحت حماية القانون الدولي للأموال . ..إن الإجهاز على تلك الأموال المودعة خارج البلاد ليست إلا تنفيذا لتلك الأفكار للتصرف بالأموال وبعثرتها لتركيع شعبنا بسياسة إفقاره !! ..علينا أن نحذر وننبه شعبنا ألا يهدر المزيد من الوقت ، فليس أمامنا غير دعم الجيش أبناء القوات المسلحة للسير في طريق القضاء على الجريمة والإرهاب لتطهير الوطن من أدران نتنة ، وقطع الطريق على التدخل الأجنبي مجددا وبكل صوره وأشكاله فلم يعد لديهم مايخيفنا بعد كل تلك المآسي التي لحقت بالشعب الليبي وبلاده .

..إن تشكيل الحاضنة الشعبية الوطنية للوقوف مع أبناء القوات المسلحة لإعادة شراء الوطن بأغلى الأثمان هو الطريق الصحيح لاستعادة ليبيا الحبيبة نحو أحضان أبنائها الحقيقيين . ..ولعله مهما إفهام شعبنا المظلوم أن المجتمع الدولي الذي يذرف دموع التماسيح على الإرهابيين في درنة عوض الأطفال والنساء وكل المعذبين الحقيقيين في عراء قرارة القطف من تاورغاء يجب ألا يخدعنا مرة أخرى وبطريقة جديدة ، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين !! ..أترى ستلدغون مرة أخرى ؟؟!!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :