هجرة الشباب والعوائل الليبية “الأسباب والدوافع “

هجرة الشباب والعوائل الليبية “الأسباب والدوافع “

  • محمود الطوير

طيلة الشهور الماضية نتابع ظاهرة و رغبة الشباب و العوائل الليبية في خوض رحلة الهجرة غير الشرعية عبر البحر وهي هجرة مليئة بالخطر المحدق و الحقيقي . و لاحظنا في الآونة الاخيرة وبالأخص في النصف الثاني من العام الحالي 2020 تزايد أعداد المهاجرين الليبيين بشكل كبير في ركوب قوارب الهجرة التي تحمل على ظهرها مجموعات من الشباب و العائلات الليبية في ظاهرة و ناقوس خطير غير معتاد بين الليبين الذين ضاقت بهم سبل العيش في ليبيا بسبب النزاعات وفقدان الأمل في الحصول على حياة كريمة وبيئة أمنة و تردي لأوضاع معيشية و شح في السيولة و العيش الغير أمن . مأخرا رصدنا فقدان الاتصال بقارب على متنه 17شاباً ليبياً خرجوا في منتصف شهر يوليو الماضي و يبدو أن مصيرهم مجهول لغاية الآن حسب عائلاتهم و ذويهم وهذه ليست الحادثة الأولى في هذا العام للأسف . قبلها تابعنا بقلق بالغ فئات أكثر استضعاف أطفال و نساء في عمليات الإنقاذ البحري . الهجرة تبقى حلم نسبة كبيرة من الشباب في ليبيا و لكنّ أوروبا لا تحقق أحلام الشباب بالضرورة ، دولاً عدة رفضت طلبات لجوء العديد من الشباب الليبي بعدة مبررات أهمها أن ليبيا تشهد حالات عنف و حرب . ولكن تعنث شباب ليبيين وإصرارهم على الهجرة عبر البحر بطرق غير شرعية بعدما أقفلت السفارات أبوابها امام طالبي التأشيرات والسفر وفق الطرق القانونية . و للعامل الاقتصادي أحد أكثر العوامل التي تدفع الشباب نحو الهجرة فإن سوق العمل في ليبيا لم يعد يلبّي أعداد المتخرجين من الجامعات من جهة. ومن جهة أخرى فإنّ المهن أخرى الحرفية مثل التجارة و غيرها لم تعد تشجع مداخليها الشباب الليبي على العمل فيها. ما لم تتدارك السلطات المحلية في ليبيا الوضع الاقتصادي والأمني فإن بقي الحال على ما هو سوف تصبح ليبيا بلداً مُصدِراً للهجرة وليس بلد عبور فقط ، فالأمر لم يتوقف على هجرة الشباب بل طال هجرة العائلات بأكملها أطفالاً و نساءً و في ظل الأوضاع التي تشهدها ليبيا من صراعات مسلحةٍ وتزامن حدوث جائحة كورونا التي أثبتت عجز النظام الصحي في ليبيا مما سبب الإحباط والذعر لدى الكثير من الناس ودفَع عدداً كبيراً منهم لركوب البحر والمخاطرة من أجل البحث عن حياة آمنة ومستقرة مواجهين الموت غرقاً أو الوصول إلى أوروبا. فإن سياسات الاتحاد الأوروبي و المنظمات الدولية المعنية بملف الهجرة هي من سيزيد الامر أكثر تعقيدا و تقع المسؤولية عليهم مالم تتغير سياساتهم في التعامل مع قضايا الهجرة والمهاجرين في ليبيا . و ايضا تقع عليهم المسؤولية للمساهمة في إنهاء الأزمة الليبية والحد من الانقسام وبذل مزيد من المساعي الحقيقية في إنهاء الصراع في ليبيا ، فإن دور البعثة الأممية مأخرا لرأب الصدع بين الخصوم في أكتوبر و نوفمبر الحالي من اجتماعات الإتفاق السلام تهدف لتوحيد البلاد له الأثر الإيجابي في نفوس عموم الليبيين .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :