- عمارة إبراهيم
هكذا يكون الشعر حين يمتلئ من وجدان الشاعر الذي أوجد خلطة مشحون أحواله؛ تستدعى إيقاع البحر وليس العكس ليمنح إيقاع البحر العروضى فضاءات انصهاره مع إيقاع الأحوال في توزيعات لا يجيدها غير الشاعر الموهوب المطلع والذي يحفظ الكثير من أبيات الشعر الموزون.
تمتلئ خزينة هذا المشحون وتعطينا هذه النتائج الشعرية غير المنسوخة وغير المقلَدة وغير المنظومة.
شريفة السيد مسكونة بإيقاع الشعر حد الثمالة، تحوله من إيقاع مرتب إلي إيقاع طرب
وليس ذلك مرهونا بإنتاج صوتها ولا من إيقاع البحر المتكرر في بنيته، بل كان العمل من واقع الإيقاع الذي تجلي في انصهار مطلق في قصيدتها
بعدما تحول من إيقاع ثابتٍ لبحر عروضى إلي إيقاع أحوال الدفقة الشعرية المتوالدة من حشود مشحون أحوالها؛
فتتلقفه أداة الكتابة الرئيسية وتمنح من فيض أنهار قاموسها المتسع مع ما يتناسب في الانصهار من الكلام؛
فتتحقق الدهشة التي لا نجدها في الكتابة العمودية غير عند قليل القليل من شعراء الشكل.
هل تصدقونني لو قلت:
أن جسدى وروحي رقصا مع القصيدة التي ستعيش لزمنها ممثلة في شعرها وليس شعر غير زمانها.
التحيات لك والمحبات لقصيدتك ولك.
القصيدة للشاعرة المتألقة شريفة السيد .
يومـــان ِ لمْ تُشرِقْ على مُدُني أنا… يومان ِ
يومـان ِ … والقلقُ المعاندُ يحتسى كتماني
تنفي وجودي،. تســتبدُّ بوحشتي أحزانى
يغتالني ظني ،. ويأكلُ وَحدتي سجاني
يومان ِ ؛ هل كبُرتْ بقلبكَ زهرةُ النسيان؟!
* * *
يا مَنْ إذا ارتجفَ الحنينُ به … يهزُّ كيـــــاني
ليقود َ في رئتي سفائنَ رحلتي رحلتي رُبَاني
ويمرُّ فــــوق حضارتي بالفلِّ و الريحـــــــان ِ
أوَّاهُ يا رجُلي،. ويا لغتي ، ويــــــــا أزماني
يومان ِ مرَّا … يذبحان ِ الـــــورْدَ في أغصاني
* * *
يومان … يحتفلُ الأنينُ بعودتي لِلحــان ِ
أصحو …فأتركُ بصْــــمة ِ الآلام فوق مكاني
وأنام ُ … تلْبسني الهمومُ، وأرتدي نيــــراني
فأعوذ ُ من جِنِّ الفراق …….بنفحة ِ القــرآن ِ
يومان ِ … لمْ أطلبْ ســوى لقياكَ بضعَ ثوان ِ
* * *
يومان ِ لمْ ترحمْ براءةَ علتي،. أشـــــجاني
لا بعضُ صوتك، لا عيونكَ، والجوى أدماني
الغيث ُ يرفضُ مَلءَ كأسى ريثما تلقاني
فتشققتْ أرضُ الكلام -الآنَ – فوق لساني
لأهيمَ ضــــاربة ً على ثقتي بيــــــــوم ٍ ثان ِ
مســكونة ً بالصمتِ، بالمجهول ِ، بالهذَيان ِ
مأخوذة ً نحــــو الطريق الصعب ِ كالرُّهْبان ِ
* * *
لمــــــــــا تأكدَ حبنا، ،، وتلاقت العينـــــان ِ
ولدٌ وبنتٌ ، يبكيان ِالحب َّ، ، يشــــــتعلان ِ
آثرتُ أنْ أخفيكَ في عمري، ، وفي أجفاني
لأصُبَّ فوقـكَ – منذ آلافِ السنين- حناني
فقفزتَ تهدمُ مــــــــا بنيتُ بلحظةِ البُنْيان ِ
* * *
يومان ِ، مــا هدأَتْ قوافي الشعر في أوزاني
بدمى المُراق ِ كتبتُ كلَّ قصــــائد الحِرْمان ِ
ورسمتُ وجهَكَ في محيط شواطئي، خُلجاني
يومــــان ِ مَرَّا … كيف لمْ تشْتقْ إلى أفناني ؟
أرجوك َ لا تلعبْ بقلبي لُعبــــة َ الصــــــــبيان ِ














